مسرحية
هى مش دي المحطة ...؟!
يفتح الستارعلى رجل يجلس فى المسرح ... كبير فى
السن . يرتدى روب كمسري السكة الحديد ..المسرح عبارة عن ( اريكة من دون ظهر يجلس
عليها العجوز يمسك بعكاز يضع عليه وجهه
ولا نرى وجهه وبجوارة شنطة سفر
المشهد الأول
الرجل يجلس وهو شارد الذهن وبين الحين والأخر ينظر
فى ساعته ويقف ويذهب الى يمين المسرح والى شمالة..ثم يرجع ويجلس مكانه ويبدو عليه
الضيق ويضع رأسه على العكاز مرة اخرى .. ثم يقوم ويفعل نفس الشئ مرة اخري ( يقوم
ويلتفت وينظر الى الساعة ثم يجلس )
تدخل سيده حامل وهى بتنهد وتحمل شنطة سفر وتمر
عابرة المسرح ... دون ان تلقى سلام على الرجل ..وتقترب منه الى ان تجلس بجوار
الرجل
الرجل يهب واقفاً.. ويذهب الى الناحيه الأخرى
ينظر بترقب ويرجع الناحيه الأخري ايضاً وينظر فى ساعته فى توتر ويجلس مرة اخرى
ثم تقف المرأه عند الباب وهى متوتره .. تتحرك
خطوات وترجع مرة اخري الى الخلف الى ان تقترب منه و تضع الشنطة على الأرض وتسالة
بخوف
امال : لو سمحت مش هى دى المحطة ؟!
مستنى :
( يرفع وجهه من الأرض وينظر لها بأستغراب ويهرش فى لحيته ) حضرتك بتكلمينى ؟
أمال : ( بخوف ) وهو فى حد غيرك هنا .. قولى مش هى دى
المحطة اللى بيجى فيها القطر .. اصل انا شفت جنبك شنطة فقلت
اكيد انك مسافر
والرجل لا يرد
أمال :
(بأمل ) قولى بقى هى دي المحطة ؟!
مستنى: حضرتك اللى بتقولى !
أمال : ولما انت شاكك كده بقى حضرتك مستنى ايه ؟
مستنى:
مستنى القطر
أمال : (بابتسامه ) الحمد لله .. اخيراً لقيتها ..
يبقى هى دى المحطة يا حضرة
مستنى : (بنفس
الوجه العبوس ) حضرتك اللى قلت يا مدام
أمال : (
بغيظ ) انت حيرتنى معاك .. معاك شنطة و
مستنى القطر .. يبقى انت قاعد فين (بسخريه )
فى لوكانده .. اكيد فى المحطة
مستنى : ( لا
يرد عليها )
أمال :
تسمحلي اقعد جنبك .. اصل العيل اللى فبطنى عمال يرفس ( وتطلق ضحكة مجلجلة )
باين عليه هو لاخر عايز يرجع لبلده ( ثم
تمدله يدها )
أمال :
أمال
مستنى : يقف بكل ادب وينحنى بأبتسامه ) .. مستنى
أمال : (
بأستغراب ) ما انا عارفة يا خويا انك مستنى وحياتك كلنا مستنيين
( يجلس وهو مستغرب )
أمال : يا
خويا انا أمال .. أمال إم ..
إيه .. إل
مستنى :
(بغيظ ) وأنا مستنى
آمال : (تقف ) وبعدين معاك بقى .. انت رجعت للجنان ده
تانى ولا ايه
مستني : (بذوق ) ليه بتقولى كده يا مدام ؟
آمال : علشان انا بقالى ساعة بقولك آمال آمال .. اسمى آمال
مستنى :
( وبعصبيه ) وانا مستنى .. اسمى مستنى
آمال
: (تنطلق ضحكه عاليه ) يوه جاتك
ايه .. مش تقول ان اسمك مستنى (ثم تضحك بنده ) اصل انا فكرتك بتقول انك مستني
القطر وبعدين انا عمري – وهى بتضحك – ما سمعت عن حد اسمه مستني
( ينظر اليها بأشمئزاز.. ويجلس مكانه
ويضع يده عالعكاز )
آمال : (بقلق )
قولى يا عم مستني هو القطر اتأخر كده ليه ؟
مستنى : ( بأستغراب ) اتأخر .. مافيش قطر بيتاخر .
المشكله عندك انت يا مدام.. انا عمري فى حياتى ما شفت قطر اتأخر
أمال
: ( فسرها ) دا باين علية مجنون ولا ايه
( ثم يسود الصمت مره اخري عالمسرح )
آمال :
إلا قولى ياعم مستنى دلوقتى اللى هايجي ها يعرف ازاى اننا فالمحطه ؟
مستنى كل واحد حر فى حياته اللى عايز يستنى بيجى
واللى مش عايز براحته .. احنا مش هاندلل عالمحطة ونقول يا مسافرين
آمال
: احنا عايزين نساعد الناس ( ثم
تتمشى عالمسرح وهى تفكر ...... وتهب فى
حماسه )
آمال
: بس لقيتها
مستنى : هو فين .. فين يا مدام (بحماس )
آمال :
ايه هو..؟ (باستغراب )
مستنى : القطر اللى لقيتيه
آمال
: (باستغراب ) انا بتكلم عن الحل
مستنى : وانا بتكلم عن القطر
(امال تخرج من شنطتها لوحتين كبار
وتكتب على الأرض ... ثم تعلق ع الحائط لوحتين مكتوب عليهم ( محطة القطار )والأخرى
( رصيف رقم 1 )
آمال
: ( تنظر لليفط بفرح ) ايه رأيك يا
عم مستني .. مش حلوة ؟
مستني : (بأنفعال ) يا مدام سبق
وقلتلك إننا مش ها ندور ندلل عالمحطة .. ولا عالقطر
آمال : (
بغيظ ) انت ديماًًًً كده يا عم مستني ما يعجبكش العجب
( ثم يجلس ويعود الصمت الى ما كان
عليه
آمال
: (لنفسها ) لما نقعد بقى نستنى
القطر لما يجى ( تخرج امال جرنال وتقرأ فيه )
( ثم تدخل بنت شابه جميله الى المسرح
وتتقدم الى امال وهى تحمل شنطة سفر )
رجاء : لو سمت يا مدام .. هى مش دى المحطة ؟!
آمال
: ( تنظر لها بإبتسامه .. تفتح
فمها لترد .. تنظر لمستنى .. فتتغير ملامح وجهها .. وتصمت ولا ترد )
رجاء : ( تنظر بخوف لآمال ) .. هى مش دى المحطة ؟!
آمال
: ( تقترب منها فى فرح .. وتفتح
فمها لتتكلم .. ثم مره واحدة تبتعد عنها وتعطيها ظهرها ).. حضرتك اللى بتقولى
رجاء
: ( تكلم نفسها ) مكان فيه اتنين .. وشايلين شنطهم .. والحيطة مكتوب
عليها رصيف المحطة ( وتكلم آمال ) يبقى احنا فين يا مدام .. اكيد احنا فالمحطة
آمال
: ( بنفس الطريقه) حضرتك اللى
شيفاها محطة
رجاء : بس حضرتي يا مدام
آمال
: ( تقاطعها بفرح ) آمال يا حببتى
.. اسمى آمال
رجاء : وانا رجاء ...تعرفى يا ست امال ان المحطة دى
فيها حاجة غريبه جداً .. انا لولا انى لمحت العلامات دى عالحيطة ما كنتش وقفت ابداً
آمال : (
بأفتخار ) ماهو انا صاحبة هذا الأختراع وهذه الفكرة .. ( تنظر لمستنى )
سامع يا عم مستنى .. مهو انا يا اختى اللى علقت اليفط علشان نساعد الغلابه اللى
زيك
رجاء
: وانا كمان لازم اعمل حاجة علشان اساعد الناس اللى بعدى .. علشان ما تهش
(تفتح حقيبتها .. تخرج فرشاه كبيره و
علبة دوكو اسود وابيض )
آمال
: ( بأستغراب ) ها تعملى ايه ؟!
رجاء : ( تمسك الفرشاه وترسم خطين
اسود بطول المسرح من اوله لأخرة
آمال
: ايه دول ؟
رجاء : دول خطين ( بفرح )
آمال
: خطين ايه ؟
رجاء: خطين السكه الحديد اللى هايمشى عليهم القطر لما
يجى
آمال : ( تنط من الفرح .. وتحتضنها
) ايه دا .. الله عليكى .. معقولى إذاي نسينا الخطين دول يا عم مستنى
( ثم تأخذ آمال ورجاء ركن فى المسرح
ويتكلمان معاً)
يدخل شاب فى الثلاثينات من عمره ..
يحمل شنطه كبيره على كتفيه ويلف فى المسرح بدهشه ثم ينظر لمستنى
رضا : قولى لو سمحت
.. مش هى دى المحطة ؟!
مستنى : حضرتك اللى بتقول
رضا
: لأ.. انا بسأل وعايز اتأكد
آمال
: وإحنا ما نقدرش ناكدلك
رجاء
: ( تقترب منه ) أفهمك .. اصل انا
اول ما جيت وسئلتهم السؤال ده ردوا علّى نفس الرد
رضا
: ( يتمشى عالمسرح ويكلم نفسه )
مكان فيه ناس مستنيه .. ومعاهم شنط سفر ..ولوح عالحيطه .. وخطين سكه حديد . يبقى
ايه يا انسه .... سفينه .. اكيد طبعاً المحطة
( يفتح رضا الشنطه ويخرج جهاز تسجيل
... الثلاثه ينظرون له بدهشه )
رضا 2-4-6-8-10 الو2-4-6 ( ثم ينحنح صوته جيداً)
قطار رقم 707 يقف على رصيف رقم 1 الساده
المسافرين برجاء عدم التدافق اثناء وجود القطار حرصا على سلامة المسافرين ..
كهربائى رقم 400 يتوجه لمكتب الناظر للاهميه .. قطار رقم 707 قادم على رصيف رقم 1
( يجرى رضا ويضع جهاز التسجيل فى مكان
عالي .. يتجمع الأربعه ويسمعون التسجيل بفرح شديد
صوت
رضا (قطار رقم 707 يقف على رصيف رقم 1 .. كهربائى قطار رقم 707 التوجه
لمكتب الناظر للئهميه .. قطار رقم 707 قادم على رصيف رقم 1
آمال : ( تصرخ بفرح ) ياما انت كريم يا رب
رجاء : اخيراً القطر هايجى
آمال : ( تقترب من مستنى ) الحمد لله يا عم مستنى
القطر جاى
مستنى : ( تتساقط الدموع من عينيه )
دا.. دا صوت الأذاعة .. اذاعة المحطة ..( ثم تطلق صرخه بقوة ) الحمد لله .. ربنا
عوض صبري خير .. سامعه يا ست امال .. سامعه دا صوت الأذاعة القطر خلاص جاي
الصوت قطار رقم 707 قادم على رصيف رقم 1
مستنى: ( فى سعاده ) سامعه يا ست امال
آ مال : ( تجلس ويبدو عليها الأرهاق ) آه
مستنى : احنا دلوقتى بس نقدر نعتبر نفسينا فى المحطة
آمال : ( تصرخ بشدة ) آه .. هاتى ايدك يا رجاء (وتقف
) اظاهر الواد لما سمع الصوت هو التانى فرح وعمال يّرفس فيه وعيز ينزل
آمال
: ( تقترب من مستنى ) عم مستنى اظاهر علّى هاموت وانا بنزل العيل
رجاء : شدى حيلك يا ست امال... مش كده
آمال : ( تمسك بيد مستنى ) أمانه عليك تخلى بالك من
العيل اللى جاي .. ولو ولد سميه "عايد "
مستنى: عايد ليه ؟
آمال : علشان هو اللى هيعود ويرجع لبلدنا .. ان كان
( ثم ينظر لفوق ) كان نفسى ارجع لبلدنا لكن الظاهر مليش نصيب( تمسك بيد مستنى )
اوعدنى يا عم مستنى .اوعدنى إنك تخلى الواد دا زى ابنك بالضبط
مستنى: انتى انشاء الله هاتقومى وترجعى وترجعى .. اجمدى امال يا آمال
آمال
: اوعدنى يا عم مستنى
مستنى : اوعدك يا آمال ( وهو بيبكى )
( ثم يظلم المسرح ونسمع فقط صوت )
آمال : آه
رجاء: شدى حيلك شويه .. هانت .. ثم نسمع صوت بكاء طفل
( واء واء واء
واء واء)
المشهدالثانى
( من الخارج نسمع الأتى )
مستنى تعالى .. تعالى يا عايد يا حبيبى .. يا
حبيبي.. تعالي
عايد حاضر يا جدي
( ثم
يدخل مستنى وهو يمسك عايد فى يده وهو طفل لديه 6 سنوات )
مستني : تعالى يا عايد لما احفظك
اغنية المحطة
(ثم يدخل عايد )
عايد ( بدهشه ) اغنية المحطة .. هى المحطة بتغنى
يا جدى
مستنى هاها .. بتغنى ايه بس .. دي الأغنيه اللى
بتفكرنا اننا مروحين
( ثم يغنى الجد وامامه عايد يجلس على
الأرض )
مستنى : القطر جاي توت ..توت .. وانا راجع بلدى
مبسوط.... القطر جاي توت ..توت .. وانا راجع بلدى مبسوط
عايد : (
وهو يرقص على المسرح مع الكلمات )... وهى بلدنا دى حلوة يا جدى ؟
مستنى : طبعاً يا عايد .. جناين خضرا .. وسما صافيا ..
وهواء جميل منعش يرد الروح
عايد : والناس ؟
مستنى : ناسها طيبين .. هاتحبهم اول
ما تشفهم
عايد : (
بشوق ) انا عايز ارجع بلدى .. نفسي اشوف اهلى وناسى .نفسى اشوف البلد اللى بتحكيلي
عنها دي
( متسائلاً ) هو احنا ها نرجع يا جدي
بجد .؟
مستنى : ايوه طبعا راجعين يا عايد .. اما ل .. امال
احنا مستنين ليه هنا فى المحطة .. ماهو علشان اول القطر ما يجي .. نركب انا وانت
عايد
: ورجاء ؟
مستنى : ورجاء
عايد
: ورضا ؟
مستنى: ورضا
عايد : ( بضيق ) طب وهو ها يجى امتى القطر يا جدي
.. دا شكله مش ها ييجى ابداً
مستنى : (بعنف ) لأ ..لأ .. ها يجى ..
هايجى يا عايد
عايد
: ( بضيق ) امتى بس ؟ .. امتى ؟
مستنى: لما نغنيله ويسمعنا اكيد ها يجى .. قول معايا
.. القطر جاى توت توت وانا راجع بلدى مبسوط (الجد يقوم ويلف مثل القطار دون ان
يتحرك عايد .. ثم يدخل رضا ورجاء ويشدو عايد ويكون اخر الصف )
الثلاثه معا القطرجاى
توت توت وانا راجع بلدى مبسوط ( ثم يجعلون عايد اول واحد فى الدائره ويرد معهم
جميعا )
الأربعه معا القطر جاى توت توت وانا راجع بلدى مبسوط (ثم
ينزلون واحد وراء الأخر بالتدريج من المسرح ).. ( يظل عايد بمفرده وهو يغني بمفرده
ويلف بمفرده قائلا " القطرجاى توت توت وانا راجع بلدى مبسوط " ثم صوت
موسيقى حزينه شديده واظلام عالمسرح
المشهد الثالث
يفتح الستار على رضا و هو يتكلم فى جهاز التسجيل
رضا: أمى
العزيزة بعد التحية و السلام و لاشواق احب اقولك يا امى انك وحشانى قوى.. احب اطمنك
على يا امى انا كويس قوى فات دلوقتى اكثر من سنين و انا جوه المحطة فاتوا كانهم
أسبوع يا امى و احب اطمنك انى لقيت شقة اه صدقينى لقيت شقة وجوة المحطة كمان نصها لى انا و عم مستنى و
النص لالتانى لرجاء و عايد ... لا لا عايد ده مش جوزها يا اما ده ولد يتيم .. امه
مات وهى مستنية القطر جوة المحطة . .. و احب اقولك يا امى خبر هيخيلكى تطيرى من
الفرحة انا لقيت شغل اه لقيت شغل و فين
جوة المحطة ..
" ثم يهدأ الصوت و الاضاءة و تظهر الاضاءة
على رجاء و بيدها وروقة و قلم بجانبها كوم من الجوابات"
رجاء : والدى
العزيز جواب رقم 120 الشهر 120 السنة
العاشرة من داخل اسوار المحطة و تسكت لحظة
اتعودت يا والدى انى ابعتلك جواب كل شهر من
المحطة اطمنك فية على احوالى واخبارى انا الحمدلله
كويسة .. عايز اقولك على خبر كنت انت مستنية ليك
سنين انا ... ياوالدى .. أ .. ت .. ج .. و.. ز..ت
أه اتجوزت طبعا انت مش مصدقنى انا اتجوزت ..
تلاقيك يتقول دلوقتى انى اتجننت لكن هى دى
الحقيقة حتى الدبلة اهى فى ايدى .. ايدى اليمين
طبعا " و يشير على الدبلة و لا نجد شيئا فى يدها "
عارف انا اتجوزت مين يا بابا .. انا اتجوزت من
رضا زميلنا فى المحطة " ثم تضحك
" تصور
اتعرفت علية هنا فى المحطة ايوة فى المحطة "
ثم تضحك " أتقدم لعم مستنى و طلب ايدى منه ..
اصل عم مستنى بيعتبر والدنا كلنا ده طبعا فى غياب
حضرتك " ثم يظلم و يضئ على رضا "
رضا : عارف يا امى.. عارف تلاقيكى دلوقتى بتقولى
إمتى ارجع ... وإمتى اروح " ثم بتكلم بفرح " راجع
ايوة راجع يا امى .. صدقينى انا راجع " ثم
يظلم و يضئ على رجاء "
رجاء : و احب اطمنك و اقولك يا والدى انى راجعة
.. انا عارفه انى اتأخرت و اتاخرت اوى كمان لكن انا
راجعة
صدقنى .. و ده لسب بسيط "يظاء النور على رضا فقط "
رضا : لأنى انا دلوقتى فى المحطة .. ايوة محطة
القطر " بمنتهى السعاده " ايوة حتى الاذاعة بتعلن تملى
عن القطر و ميعادة و امتى هيجى "النور على
رجاء فقط "
رجاء : انا فى المحطة حتى اللوح مكتوب عليها
المحطة و الناس معاها شنط .. و لبس الكمسارية " العكس"
رضا : و هنا خطين السكة الحديد و لوح معلقة على
الحيطان . بتقول ان دى المحطة
رجاء : انا عارفة يا والدى زمانك بتقول انى
اتاخرت القاعدة فى المحطة طولت و السنين عمالة تمر و انا
لسة مستنية القطر " فوكس على رضا و هو على
الارض و كانة على سرير و معة التسجيل "
رضا : لكن و مالة يا امى انا استريحت هنا و خلاص
... و لقيت كل اللى انا عاوزة شغل و شقة
رجاء : و جواز و اهل و صحبة كل ده لقيتة هنا فى
المحطة .. انا خلاص يا والدى " الاضاءه على الأثنين"
رضا : مبقتش متضايق
رجاء : ولا حتى زعلانة
رضا : علشان القطر اتاخر
رجاء: خلية يجى براحتة
رضا: احنا مورناش حاجة
رجاء : ادينا مستنين
رضا : أدينا قاعدين
رجاء: خلية براحتة " يقتربتان من بعضهما
البعض "
رضا : يجى بعد سنة
رجاء : او حتى اثنين
رضا : و لا حتى عشرة
رجاء : او حتى عشرين " و ينظران لبعضهما
"
رضا :
احنا هنفضل مستنين
رجاء: احنا هنفضل مستنين
المشهد الرابع
تفتح الستار على اربعة مكتوب عليها
مدفنة مستنى- مدفنة رضا – مدفنة رجاء- مدفنة عايد – وعالجانب الأيمن يفطه عليها
منزل رضا وفى النهاية شارع مستنى.. ثم يظهر مره واحدة من خلف القابر مستنى ورضا
ورجاء وملمح الكبر على وجوههم
مستنى ( وهو يكح بشده ويحنى ظهره من العجز ) ها ايه
رأيكم ؟
رضا ( واصبح فى الخمسينات ) حاجه تفرح .. حاجه
تشرح ( ثم يصيح ) مقبره ترد الروح
رجاء دى حلوة قوى يا عم مستنى
رضا لا
.. ولا هواها .. ايه منعش
رجاء ولا الرطوبه فيها .. تقطع الجسم
رضا
كده يا عم مستنى ما فضاناش حاجه تانيه.. شقة ..
وجواز .. وشوارع .. وحياه تانيه ومقبره لما نموت .. المحطة دى بقيت وش السعد علينا
رجاء انا مش عارفة .. من الغير المحطة دى كنا
عملنا اية
مستنى ( وهو يشير بعكازه على مدفنة عايد ) ايه انت
عجبتك القعدة تحت ولا ايه
رجاء طب عن ازنك احنا يا عم مستنى علشان نشوف اللى
ورانا ( ينزل رضا ورجاء من المسرح )
( ثم يخرج عايد من مدفنته وقد كبر
واصبح شابا لديه 20 سنه )
مستنى ما قولتليش ايه رايك ؟
عايد (يبدو عليه الذهول التام ) راى فى ايه يا
جدى ( باستنكار شديد ) فى المقبره ؟
مستنى ايوه طبعا
عايد عايز تعرف رايي فى المقبره
مستنى ايوه يا عايد
عايد (بحزن) بس دى ..دى مقبره.. يا جدى يعنى موت
مستنى وماله الموت نكرهه ليه .. دا حكم الطبيعه علينا
وبعدين مش كفايه امك اللى ماتت وادفنت فى التراب وسط الشارع
عايد مقبره يا جدي ( فى ذهول ) طب وبلدنا ..
والقطر .. والأغنيه وتوت ..توت
مستني ( ببرود ) القطر جاي
عايد قطر ايه اللى جاي .. بس انا تعبت يا جدي
تعبت
مستنى (بحزم ) تعبت .. تعبت من ايه ياعايد... كل حاجه
حواليك .. سكة وبيت وأهل وشوارع ومدافن .. عايز ايه تاني .. ولا انت كبرت
واتعلمت الطمع .. انت عايز ايه بالضبط يا عايد
عايد
: عايز ايه ؟ عايز المحطة اللى
هاتودينى بلدى
مستنى : ما احنا فى المحطة
عايد ( ببكاء) حرام عليك يا جدى .. حرام عليك
بقالى 20 سنه وتقولى اننا راجعين ..بنيتوا شقق وانشغلتوا واتجوزتو .. وفى الأخر
عملتو مقابر علشان لما تموتوا تدفنوا فيها .. كل ده وانتم مستنيين القطر حرام عليك
يا جدى حرام..فى ناس تستنى القطر 20 سنه ؟
مستنى : ( بثبات ) و30 و40 و50 سنه كمان وماله ادينا مستنيين
عايد : لحد امتى ؟
مستنى: لحد لما القطر يجي
عايد
: ( بقوه ) مش هايجى .... مش هايجى
( لحظات صمت شديده بين الأثنين ونظرات
متبادله )
مستنى (بقوة ) كفايه لحد كده يا عايد
عايد تقدر تقولى مين اللى عمل المحطة دى ؟
مستنى يعنى ايه مين اللى عملها .. عملها .. عملها ..
عملها عمال السكه الحديد والموظفين
الصوت ( قطار رقم 707يتحرك من رصيف رقم 1
عايد ( ببكاء ) امال القطر مجاش ليه لحد دلوقتى
.. تفتكر انه ممكن يجى بعد 20 سنه واكثر .. طب يجى ليه ؟
مستنى يجى علشان ياخدنا
عايد وهو يعرفنا منين ؟
مستنى الله .. ما هى دى المحطة .. ولازم يمر منها
عايد ماتقلش محطة .. انتم اللى خلتوها محطة (
بانفعال شديد ) انتم اللى خلتوها محطة
( ثم يدخل رضا ورجاء وهما يجريان على
أثر الصوت .. بينما مستنى يجلس بانهيار
رضا
فيه ايه يا عايد ؟
رجاء
مالك يا عم مستنى ؟
عايد : ( بعصبيه ) مين اللى عمل لمحطة دى يا رضا ؟
رضا : احنا عمرنا ما فكرنا فى السؤال
ده
رجاء : علشان احنا جوه المحطة.. يبقى
نسأل ليه
عايد
: ومين قالكم انها فعلاً المحطة ؟
رضا : كل حاجة فيها بتقول كده
رجاء : اللوح اليفط
رضا
: خطين السكة الحديد
رجاء : الأذاعه
رضا : الشنط .. لبس عم مستنى
رجاء: كل دا بيقول اننا فى المحطة .. عايز ايه اكثر
من كده
عايد
: كدب .. كدب .. كل ده كدب .. الصوت ده مش صوتك يا رضا ( ثم يكسرالكاسيت )
اللوح دى مش بخط امى ( ثم يقطع اللوح ) .. الخطين دول مرسومين رسم يا رجاء ..
يتمسحو بشوية ميّه ( ثم يمسح الخطين ) كدب
.. كدب .. حرام عليك يا عم مستنى عيشتنا فى الوهم 20 سنه .. سنين وانت موقفنا فى
الشارع وتقول انها المحطة.. كدبه عملتوها وصدقتوها ( ثم يتصنم الثلاثه ) حرام عليك امى ماتت وهى مستنى فى
المحطة الغلط المحطة اللى انتم اخترعتوها والفتوها علشان تهربوا من الواقع اللى
ماقدرتوش تواجهوه ( ثم يكلم نفسه بحزن ) ومين عارف يمكن تكونوا عديتوا على المحطة
الحقيقية لكنكم ماقدرتوش تتحملو الرحله .. ولا مقدرتوش تقفوا فى المكان الصح.. ولا مقدرتوش تكونوا فى المكان الصح . لكن معلش
.. كل شئ ممكن يتصلح ( ثم يقترب من مستنى ) .. تعالى يا جدى
مستنى على فين
عايد تعالى نروح المحطة
مستنى محطة ايه ؟ ما احنا فى المحطة
عايد المحطة الصح
مستنى ( ببرود كالتمثال ) ما احنا فى المحطة الصح
عايد ( ببكاء ) فوق يا جدى .. مش هى دى المحطة
مستنى ( يبعد ويتحرك ثم يقف كالتمثال ) القطر جاي توت
.. توت .. وانا راجع بلدى مبسوط ( ويبعد ويقف كالصنم داخل قبره )
عايد (ببكاء ) جدى .. جدى ( ثم يتجه ناحيه رضا )
عايد رضا احنا لازم نمشى من هنا
رضا
( بنفس البرود ) امش اروح فين .. انا مالياش مكان غير هنا .. مالياش مكان
غير المحطة
عايد ( بتوتر) دى مش المحطه يا رضا
رضا
يا راجل ماتقلش كده .. بس
عايد صدقنى يا رضا
رضا
حتى لو مش هى المحطة فعلاً.. انا خلاص ماعرفش غيرها .. انا بقيت عامل زى
السمك اللى لو طلع بره البحر يموت
عايد
دا مش بحر .. دا حوض .. وحوض ضيق قوى
رضا
وماله عاجبنى ومش عايز اسيب الحوض دا خلاص وقت التغييرانتهى سيبنا فى حالنا
يا عايد وابعد بعيد عننا بقى .. وقت التغيير عدى وفات ( ثم ينادى على مستنى ) انا
جايلك يا عم مستنى ( ويتحرك ناحية القبر بتاعه )
القطر جاي توت .. توت .. وانا راجع بلدى مبسوط ( يقف فى القبر مكانه ) و(
لحظات صمت تسود على المسرح ثم يتجه الى رجاء )
عايد رجاء انتى الوحيده اللى فاضله .. علشان خاطرى
تعالى معايا
رجاء
عالمحطة برضه ؟
عايد
ايوه المحطة اللى عشنا عمرنا نستناها... انا خلاص عرفت مكانها
رجاء
اعقل يا عايد .. اللى نعرفة احسن من اللى ما نعرفوش
عايد رجاء انت مش كان نفسك ترجعى لوالدك .. لأهلك
.. لبلدك .. انتى ياما حكتيلى وانا صغير ( تبدو ملامح الأستجابه على رجاء)
مانفسكيش ترجعى للناس للى بتحبيهم
رجاء
اهلى .. ناسي .. بلدى .. ياه دول واحشنى قوى .. دا انا كنت قرت انساهم
عايد
( بفرحه وامل ) تعالى معايا وهاتشوفيهم صدقينى هاوديكى المحطة الصح
رجاء
( تلقائيه ) .. المحطة الصح .. المحطة الصح .. اهلى .. ناسى .. صعب .. انا
خلاص بقيت مربوطه هنا بقيت حته منها وبقيت هى حته منى كل حاجه فيها بقيت منى وانا
منها .. احنا الأثنين بقينا واحد .. لو تقدر تاخدنا احنا الأثنيت انا والمحطة ..
انا موافقه
لحظات صمت بين الأثنين
رجاء ( بنفس التجهم والتحكم .. وتذهب لقبرها وهى
تغنى ) القطر جاي توت .. توت .. وانا راجع
بلدى مبسوط
( يقف الثلاثه فى قبورهم )
عايد ( بصراخ ) ياناس فوقو يا ناس اصحوا انتم
واقفين فى المحطة الغلط فى الكدبه اللى اخترعتوها و صدقتوها .. انتم واقفين فى
المحطة الغلط .. المحطة الغلط .. المحطة الغلط
( يخرج ويجرى من المسرح )
( بينما يقف الثلاثه الأخرين فى صورة
اصنام يرددون معا على شكل كورس محفوظ )
الثلأثه معا القطر جاي ولا مش جاي
....احنا هنا مستنيين
القطر جاي ولا مش جاي...ما عدش تفرق
كتير
القطر حتى لو مش جاي احنا هنا مستنيين
مهما عدى من العمر و السنين
القطر مش جاى .. مش جاى
لكن احنا حنا واقفين ثابتين
متسمرين مش متحركين
ولا باى شئ متاسرين
القطر مش جاى مش جاى احنا هنا واقفين
متثبتتين عاجزين
( ثم ينزلوا قبورهم بالتدريج وهم
يقولون بصوت حزين مكسور )
القطر جاي توت .. توت .. وانا راجع
بلدى مبسوط
القطر جاي توت .. توت .. وانا راجع
بلدى مبسوط
الى ان يختفوا ويبقى الثلاث قبور فقط
لتنزيل الاسكتش للطباعة بصيغة ال word
أضغط هنا
The end
0 Comments