مسرحية انت حر
المجموعة |
مع إننا بشر . . والبشر من طين . .
ومحكومين . . من أمنا الطبيعة . . مع إننا بشر . . والبشر فانيين . . لكننا مصممين . . نعيش حرين ونموت حرين . . |
|
( من الصالة يدخل فلان الفلانى ويضع
كرسياً أمام الصف الأول ويجلس بعظمة . المتفرج الجالس خلفه يتململ ثم يربت على
كتفه ) |
المتفرج |
يا أستاذ . . يا حضرة . . كده مش هاعرف أشوف . |
فلان |
( ببرود ) عنك ما شفت . |
|
( وعندما يعلو صوتهما ، يتوقف العرض
ثم يسدل الستار بينما يتقدم واحد من الكشافة منهما ) |
الكشافة |
لو سمحت يا حضرة . . انت مش قاعد فى مكانك . |
فلان |
أنا حر أقعد مطرح مايعجبنى . |
الكشافة |
والأستاذ من حقه يتفرج زيك . |
فلان |
يعنى هايتفرج على الأمله يا خىّ ؟!! |
المتفرج |
والله أنا حر . |
فلان |
وأنا كمان حر . |
المتفرج |
لأ مش حر . |
الكشافة |
(للمتفرج) لو سمحت ما تدخلش انت وسيبنى أتفاهم
معاه . |
المتفرج |
يعنى إيه مادخلش انت راخر ؟ |
الكشافة |
يعنى الحق عليا ؟ |
فلان |
ايوه
. . اطلع منها انت واحنا أحرار فى بعض . |
الكشافة |
لأ مش أحرار . |
|
( يأتى صوت الممثل الأول من خلف
الستار ) |
الصوت |
سيداتى . . آنساتى
. . سادتى . . نرجو الهدوء
ومرعاه النظام حتى نتمكن من تقديم العرض على الوجه الأكمل . . وشكراً . |
فلان |
إيه الحكاية . . ده بيهزأنا ولا أيه ؟ إن كان عنده كلمه
يطلع يكلمنى هنا . |
الكشافة |
يا أستاذ عيب . . مش كده . |
فلان |
أوعى انت خالص وسيبنى عليه . |
|
( يفتح الستار ويظهر الممثل على
المسرح ) |
الممثل |
إيه فيه أيه ؟ |
الكشافة |
كله من البيه . حضرته قاعد بيشاغب . |
الممثل |
تسمح يا حضرة تقوم . |
فلان |
مش قايم . |
الممثل |
دى غتاتة بقى . احنا ليلتنا فل من
أولها . |
فلان |
اعمل ما بدالك . ( ثم يطلع
المسرح بتحفز ) |
|
( يتحول الشجار الى استعراض وتنضم
المجموعة ) |
الممثل |
سيادتك مستتخن نفسك ؟!! |
فلان |
إن كان عاجب |
الممثل |
لأ مش عاجب |
فلان |
أديك على بوزك |
الممثل |
طيب سيبنى |
فلان |
لأ مش سايب |
الممثل |
اخرس نزل أيدك |
فلان |
أخزق لك عينك |
الممثل |
تطلع مين بالظبط جنابك ؟ |
فلان |
أنا الأستاذ الشهير فلان الفلانى . . وروايتك مش عجبانى . . وأنا حر فى كل آرائى . |
المجموعة |
أنا حر . . أنا حر |
الممثل |
عندك حق فى النقطة دى . . رأيك على عينى وعلى راسى . |
فلان |
روايتكم غير أخلاقية . . تركيبة حقيرة مش كنسية . . كلها إسفاف وسوقية . |
الممثل |
شفتها قبل المرة دى ؟ |
فلان |
لأ جاتلى بيها إخبارية . وعرفت إن فى المسرحية فيها دور لواحد
يشبهنى ومقصود بيه شخصى . . وأنا مش
هاسمح لحد يقول عليا أو يفضحنى . |
الممثل |
اسمح لى . . مع احترامى لآراء سيادتك . . يفضل كلام سيادتك مجرد وجهة نظر . . تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ . . إنما إحنا ملتزمين بنص الرواية . |
فلان |
والمؤلف ليه تسمحوا له يكتب رواية زى
وشه . |
الممثل |
وشه وهو حر . |
المجموعة |
هو حر . . هو حر . |
الممثل |
ومادمت رافضها ولاانتاش راضى . . تقدر ماتشوفهاش . . وأنت حر . |
المجموعة |
انت حر . . انت حر . |
فلان |
كل ده غير كافى . |
الممثل |
أمال عايز إيه تانى ؟ |
فلان |
أنا لازم حتما . . أصدر أمراً من اللحظة دى . . بلغى العرض نهائى . |
الممثل |
مش بمزاجك . |
فلان |
لأ بمزاجى . |
الممثل |
انت أنانى من حق جميع الناس . . يشوفوا ويسمعوا . . يقولوا ويحكموا . وده اللى عندنا أحرار
فى فننا . |
المجموعة |
أحرار كلنا . . لأننا من حقنا . . زى الطيور نتنفس الحياة . . ونحلق فى الفضا . أنا حر . . هو حر . . أنت حر أحرار كلنا . . أحرار فى حبنا . . أحرار فى حلمنا . . أحرار فى نطقنا . . وفى صمتنا وفى رفضنا أحرار كلنا . |
فلان |
أحرار تهدموا قيمنا وتسمموا أفكارنا
وتفسدوا ذوق الجماهير ؟ |
فلان |
لأ طبعاً مش حرين . وأى كلام ما يعجبنيش . . ما يمشيش غصب عنكم اغيره . وان اقتضى
الأمر أحذفه . |
الممثل |
بتتكلم باسم مين ؟ |
فلان |
باسم كل المتفرجين ( للجمهور )
حضرات السادة الأفاضل باسم الأصول والقواعد . أنصحكم تغادروا المقاعد . |
المجموعة |
ينصحكم . |
فلان |
باسم القيم باسم الحضارة اشجبوا
الرواية . |
المجموعة |
يحرضكم . |
فلان |
( يهبط إلى الصالة بانفعال ) باسم الأخلاق والتقاليد الحميدة باسم
الفضيلة باسم الثقافة الرفيعة باسم الكلاسيكية التاريخية التكعيبية . . باسم التقدمية وباسم الرجعية . |
المجموعة |
والمبادئ اللى بين دىّ و دىّ . |
فلان |
وأخيراً باسم الحرية . |
المجموعة |
باسم الحرية . |
فلان |
أمنعكم تشاهدوا المسرحية . |
المجموعة |
يمنعكم . |
فلان |
لأنكم يسهل خداعكم والتأثير عليكم
وبناء عليه أنا ملزم بحمايتكم . |
المجموعة |
عاجبكم . . عاجبكم . |
فلان |
إيه
. . مش عاجبكم ؟ طيب هاقفلها لكم . ( ثم بشق طريقه خارج الصالة ) |
الممثل |
سيداتى . . آنساتى . . سادتى . نأسف
جداً لما حدث ونواصل فوراً تقديم الحدث . |
|
لكننا مصممين . . نعيش حرين ونموت جعانين . . آسف أقصد حرين . . دى الموعظة اللى هانخرج بيها النهاردة من
المسرحية وأدينا بنقولها من أولها على بلاطة علشان ماحدش يرجع يقول هم كانوا
عايزين يقولوا أيه . المسرحية مقتطفات من سيرة شخصية لواحد أسمه عبده السخن . . كل مشكلته انه كان نفسه يعيش حياته آل إيه بكيفه ومستقل الرأى . هانقدم حكاية
عبدة من الأول للآخر وحنقدمها بامكانياتنا البسيطة وهانلعبها على المكشوف .
والحكاية هايحكيها معايا كل اللى عاشوها . |
ستــــــار |
|
|
المشهد
الأول - الميلاد
|
( أمام الستار ) |
|
بقعة ضوء يظهر عبد الله جالساً على
مقعد مرتدياً طربوشه ومرتكزاً على عصا . زوجته تقف خلفه وهم فى حالة ثبات كأنهم
فى لقطة فوتوغرافية . |
الممثل |
( يظهر ) أحنا فى سنة 37 ودى صورة قديمة لعيلتى . . يظهر فيها
والدى عبد الله أفندى موظف محترم بالميرى . والمرتب 5 جنيه شهرى . ودى تبقى أمى
. ولأن كان ولا يزال من العيب ذكر اسم المرأة حنسميها زى ما كان أبويا بيناديها
. |
الأب |
( بنفور ) أوعى يا ولية . |
|
( تفتح الستار ) |
|
( صالة الأب ) الأب يمشى ذهاباً
وإيابا بتوتر . |
الأب |
ولد . . بنت . . ولد . . بنت . . |
|
( تظهر الداية تحمل وعاء الماء الساخن
) |
الأب |
هيه يا أم السعد . . مش خلاص ؟ |
الداية |
لسة |
الأب |
طيب شهلى أيدك شوية عايز الحق اصحابى
على القهوة . |
الداية |
ادعلها ربنا ينتعها بالسلامة . العيل
مش عايز ينزل ( تخرج ) |
الأب |
عنه ما نزل . . الحمل ده كان غلطة
والجواز نفسه غلطه . |
|
( صوت الأم تطلق صرخة حادة من الداخل
) |
الأب |
( بقرف ) دلع نسوان . |
الداية |
أيوه . . أنا جايه أهو |
|
( تسمع زغاريد ثم تظهر الداية ) |
الداية |
مبروك يا عبد الله أفندى . . جالك ولد
. هاتسميه إيه ؟ |
الأب |
أسميه إيه ؟ أقول لك سميه عبده
والسلام . |
الداية |
ولا يا عبده |
|
( طرق على باب الشقة . تخرج الداية ) |
الأب |
( يختبر واقع الاسم ) عبده عبد الله . . ترالالم . |
الداية |
مأمور بيه جاى يهنيك . |
الأب |
( مرتبكاً ) مأمور بيه بنفسه . . ( يهرول الى
الباب ) اتفضل يا سعادة البيه . |
|
( يدخل مأمور بيه وهو نفسه ممثل دور
فلان الفلانى ) |
مأمور |
مبروك يا عبد الله أفندى . |
الأب |
الله يبارك فيك يا سعادة البيه . ده
عطف كبير من جنابك انك شرفتنى . |
مأمور |
وعلى كده سميته أيه ؟ |
الداية |
عبده يا سعادة البيه . |
الأب |
أخرجى أنت يا ولية . أنا سميته على
اسمك يا سعادة البيه تيمناً بسعادتك . |
مأمور |
لكن دى بتقول عبده . . أنا أسمى
المأمور . |
الأب |
ماهو . . ماهو أنا أقصد عبده المأمور
يا سعادة البيه . |
مأمور |
عبد المأمور . . عفارم . . عفارم . .
اسم جميل . |
الأب |
لأ عبده . . المأمور يا سعادة البيه . |
مأمور |
أيوه فاهم . . فاهم . . عبد المأمور
أنا ماعنديش مانع ، امسك . ( يخرج نقود من جيبه ويضعها فى ايده ) |
الأب |
( متصنعاً الخجل ) بس ده كتير يا سعادة البيه . |
مأمور |
عيب . . انتهينا ، اسمع الكلام (
ثم وهو يخرج مسرعاً ) ابقى أشترى الخضار وحصلنى على السرايا . نقى
الكوسة كويس . |
الأب |
( ينظر للنقود بخيبة أمل ) خدامك يا سعادة البيه . . حصلت لنا
البركة يا فندم . |
|
إظلام |
المشهد
الثانى - أنا جيت منين
|
( صالة الأب ) يظهر عبده وهو فى سن
الطفولة وهو يمرح |
الأب |
يا سلام على أيام الطفولة مين ما يحبش
يرجع لها . . دنيا بلا هم ولا مسئولية . . دنيا كلها أحلام وبراءة وحرية . . إلا
مقصوف الرقبة عبده ابنى . . من يومه وهو عاصى ومتعب ونكدى . |
|
( الأب يجلس ويقرأ الجريدة ، الأم
تشتغل كروشيه ) |
الطفل |
ماما . . |
الأم |
أيوه يا عبده . |
الطفل |
أنا جيت منين يا ماما ؟ |
الأم |
( بارتباك ) يا فضيحتى . . ماعرفشى . . أسأل أبوك
. |
الطفل |
بابا . . ولا يا بابا . . أنا جيت
منين ؟ |
الأب |
جيت من . . جيت من مطرح ما جيت يا غلس
. |
الطفل |
طيب مين اللى جابنى ؟ |
الأب |
اللى جابك . . وله . . ابعد عنى . |
الطفل |
طيب ليه سمتونى عبده ؟ |
الأب |
هو تحقيق ؟ . . أنا حر أسميك زى ما
أنا عاوز . |
الطفل |
وأنت اللى خليتنى شبهك ؟ |
الأب |
ربنا خلقنا كده . . الولد يشبه أبوه . |
الطفل |
وربنا خلقنا ليه ؟ |
الأب |
ييه ( للأم ) انت يا
ولية يا تحوشى ابنك ده عنى وتربيه يا تغورى بيه على بيت أبوكى . |
الأم |
( باستسلام ) حاضر يا سى عبد الله ( للطفل ) ربنا
خلقنا علشان بيحبنا عشان نعيش ونتمتع بالدنيا الحلوة (بحزن شديد) ونعمل
كل الحاجات اللى نفسنا فيها . |
الطفل |
بطلوا قرع بقى . . طب أنا بحب ألعب .
. ومش عايز أروح المدرسة . |
الأب |
لازم تحب المدرسة غصب عنك وإلا هاتموت
وتروح النار . |
الطفل |
وأحنا بنموت ليه ؟ |
الأب |
كده . . وبطل أسئلة . |
الطفل |
بس أنا مش عايز أموت . |
الأب |
هو بمزاجك ؟ كل الناس هاتموت انسد بقى
. |
الطفل |
( بعد لحظة ) طب أحنا بنعمل كاكاه ليه ؟ |
الأب |
إيه الأسئلة المقرفة دى . . أحنا
بنعمل علشان . . علشان . . اتفضلى ردى عليه . |
الأم |
علشان بناكل يا حبيبى . |
الطفل |
طيب وبناكل ليه ؟ |
الأم |
علشان نعيش طبعاً يا حبيبى . |
الطفل |
ونعيش ليه مادام هانموت ؟ |
الأم |
( بعد لحظة ) مكتوب علينا يا ضنايا . |
الطفل |
مكتوب أيه ؟ ( الأم تسكت بحيرة
، يتجه الى الأب ) مكتوب أيه ؟ |
الأب |
( يشد شعره غيظاً ) ييه . |
الأم |
مالك بس متخلق على الواد كده ليه ؟ |
الأب |
علشان أنا نفسى مش عارف الإجابة (
للطفل ) قلت لك أسكت بقى وبطل كلام . . بطل كلام . |
الطفل |
الله !! واشمعنى انت بتتكلم كتير ؟ |
الأب |
الله !! أنا حر . . لما تكبر وتبقى
قدى . . تبقى حر تعمل زيى ، ( وهو يخرج ) داهية فى غلاستك. |
الطفل |
ماما . . أنت اتجوزتى الراجل ده ليه ؟ |
الأم |
علشان . . علشان نخلفك يا حبيبى . |
الطفل |
بس أنا ماقلتلهوش يبقى بابايا . |
الأب |
( من الداخل ) بس أخرس . |
الطفل |
ماما أنا عايز ابقى كبير يا ماما . .
كبير قوى أد بابايا . |
الأم |
مستعجل على إيه يا بنى . . ده الكبير
حمله تقيل إنما الصغير قلبه أخضر . . ولا هو دارى باللى جارى . . ولا بالمقدر .
. لسة بدرى يا حبيبى . . لسة بدرى . |
الطفل |
غريبة الدنيا دى يا مامتى . |
الأم |
فيها إيه يا حبيبى ؟ |
الطفل |
كل حاجة فيها محيرانى . . وكل سؤال
والتانى بيخلى دماغى بتسخن . |
الأم |
أسأل وأنا أجاوبك . |
الطفل |
أنا جيت منين يا ماما ؟ وليه بابا هو بابا ؟ وليه انتى تبقى ماما ؟ وليه نعيش مادام نموت ؟ وليه اليوم يفوت ؟ وليه الوردة تدبل . . والسما تمطر . .
والعصفور يطير ؟ وليه صاحبى راكب بسكلتة وأنا لأه ؟ وليه ده اسمه دحا وليه دا يبقى كخا ؟ وأيه فى السما فوق . . وايه جوه
النجوم ؟ وفين بتروح الشمس كل يوم ؟ |
الأم |
الشمس بتمشى عشان تنام . . وتيجى لنا
بدرى . |
الطفل |
وليه ننام ؟ . .وليه ننام ؟ أنا نفسى أتنى صاحى أرغى . . ألعب
أطنطط وأجرى . |
الأم |
ننام دلوقتى . . وأوعدك بكره هانلعب
وهانضحك وأجاوبك . (تضع الطفل على الأريكة ) نام يا حبيبى نام . . واتهنى بالأحلام
. أسعد الأحلام . . نام يا حبيبى نام . |
|
( لنفسها ) وليه نعيش مادام نموت . . وليه اليوم
يفوت . . وليه الوردة تدبل . . والسما تمطر . . والعصفور يطير . . وايه فى السما
فوق . وايه اللى جوه النجوم . وفين بتروح الشمس كل يوم ؟؟؟؟ |
|
إظلام |
المشهد
الثالث ـ الاستقلال التام
|
صالة بيت الأب |
|
يظهر عبده فى سن الطفولة . . موسيقى
قوم يا مصرى |
الطفل |
على فكرة . . فيه حاجة مهمة لازم
أقولها . . عبد الله أفندى. أقصد ابويا يعنى . . كان راجل وطنى صميم . . ووفدى
قديم . . أشترك فى ثورة 19 ولسة كان عمرة 17 سنة وعرض نفسه للسجن والموت وهو
بيحارب الأنجليز دفاعاً عن حرية الوطن . . |
|
يظهر عبد الله والأم خلفه |
الأب |
تعال يا عبده . انت دلوقتى كبرت . . |
الأم |
( تقاطعه ) ربنا يخليهولك يا سى عبد الله. |
الأب |
انتى تخرسى . . داهية فى ملافظك . .
انت كبرت يابنى وآن الآوان تشارك فى المعركة. |
عبده |
معركة أيه يا بابا؟ |
الأب |
المعركة اللى مستنياها البلد كلها . .
النهاردة ماتش الكاس بين الأهلى والمختلط . . وبإذن الله ربنا ينصرنا عليهم
ونهزم المختلط. |
عبده |
قصدك الزمالك يا بابا . |
الأب |
ده بعدين هايسموه الزمالك . . أحنا
دلوقتى سنة 44 . . يالا جهز نفسك . . عايزك تهتف بكل حنجرتك . . بيب بيب أهلى .
. مستنى أيه انت مش أهلاوى؟ |
عبده |
لأ. |
الأب |
لأ؟ لأ ده أيه؟ أوعى تكون زملكاوى . .
أقطع رقبتك. |
عبده |
آه . . زملكاوى. |
الأب |
(للأم) والله عال الواد ده ايه اللى طلع فى
دماغه الأفكار دى ؟ |
الأم |
(بخوف) والله ما أعرف حاجة. |
الأب |
يعنى أيه ما تعرفيش . . انتى مش أمه .
. هى دى التربية يا هانم؟ (للطفل) أبوك أهلاوى و أمك أهلوية. اتنى
مش أهلوية؟ |
الأم |
طبعاً يا خويا وهو الواحد ليه غير
أهله؟ |
الأب |
شوفت؟ وعمك وخالك والحتة كلها بتشجع
الأهلى . . هاتطلع زملكاوى لمين ؟ |
عبده |
أنا زملكاوى. |
الأب |
بس ما تبقاش حمار . . |
عبده |
(الأم تشاور له) أيه بتشاورى ليه ؟ أيوه أنا زملكاوى |
الأب |
وجع فى بطنك . . الزمالك ده يا ابنى
نادى الأقلية. |
عبده |
(يهتف) زمالك . . زمالك |
الأب |
ولد . . انت بتغيظنى ؟ طب والله . . والله
مانا واخدك معايا النادى. |
عبده |
أحسن . . أنا هاروح الزمالك. |
الأب |
أخرس . . الكلمة دى مش عايز اسمعها
على لسانك. |
الأم |
أهدى يا سى عبد الله . . دا عيل . .
عيل ومش فاهم حاجة. |
الأب |
سيبينى . . سيبينى أربيه (للطفل
وهو يهدده بالكرباج) انت هاتقول
أنا أهلاوى ولا لأ؟ |
الأم |
قول يا عبده يا بنى علشان مايضربكش. |
عبده |
لأ |
الأب |
يا بنى البلد كلها أهلاوية |
عبده |
أنا زملكاوى وفيه ناس زملكاوية. |
الأب |
دول ناس وحشين يا حبيبى . . ربنا
هايوديهم النار لأنهم متعصبين . . يالا قول أنا أهلاوى. |
عبده |
أنا . . |
الأب |
أيوة . . قول يابنى ربنا يهديك. |
عبده |
زملكاوى. |
الأب |
يا فضيحتك يا عبد الله . . ابنى اللى
من صلبى بيعصانى . . ابنك يا هانم . . زملكاوى. |
الأم |
يا لهوى. |
الأب |
أنا هاوريك . . آه قلبى . . قلبى . .
أبعد انت يا زملكاوى . |
عبده |
أسمعنى . . أسمعنى . . قلبك هنا مش
هنا |
الأب |
آه صحيح هنا . . قلبى قلبى . . النوبة
جاتلى ( يسقط على الأرض ) |
الأم |
يالهوى . . (ثم تتقدم للجمهور )
طبعاً الصدمة كانت شديدة قوى على الراجل . . وأثرت على صحته . . لكن ماكنش لسة
يئس. كان كل أمله يشوف أبنه فى المستقبل صاحب مركز كبير، عنده أوتومبيل والعسكر
يضربوا له تعظيم . قلت له منين ندفع له حق العلام وأحنا على أد الحال؟ قاللى
مالكيش دعوة انتى يا ولية أنا هاعلمه من غير مادفع ولا مليم . . وقاللى كمان . .
آه قاللى . . داهية فى ملافظك . قولت له طيب وسكت . . هو حر فى أبنه أنا خلفته
وخلصت دورى أقعدوا بالعافية بقى . |
|
إظلام |
المشهد
الرابع - حكاية منسهاش
|
( قاعة بقصر الباشا ) - العلم المصرى
القديم |
|
يدخل خادم بزى رسمى وخلفه الأب |
الخادم |
متأسف مأمور باشا مابيقابلش حد من غير
مواعيد . |
الأب |
أرجوك . . أنا مش هاخد من وقت سعادته
غير دقيقتين . . قول له عبد الله أفندى . . هو عارفنى . |
الخادم |
على العموم أطلع أبلغ سعادته (
يخرج ) |
الأب |
ولد يا عبده . . تعال . . خش . |
|
( يدخل عبده بزى الكشافة وقد صار فى
الحادية عشر ) |
الأب |
أعدل هدومك . . طلع المنديل وامسح
مناخيرك . . ميت مرة أقوللك ماتمسحش فى القميص إمسح فى المنديل افرد سحنتك(3)
خليك زى أبوك . . أقف مؤدب ليطردونا . . حفظت اللى قلتهولك فى السكة ؟ . . أفرد
سحنتك خليك زى أبوك . . لما تشوف الباشا هاتقول له أيه ؟ |
عبده |
يا رجل البر والتقوى . . انت . . انت
. . |
الأب |
انت مأمور ونحن لك أسرى . . |
عبده |
انت مخمور ونحن لك أسرى |
الأب |
انت مأمور ونحن لك أسرى . . أحفظها
بقى . . |
عبده |
انت بربور ونحن لك أسرى |
الأب |
لا لا لا لا يا رجل البر والتقوى انت
مامور ونحن لك أسرى . . وأفرد سحنتك . . وأول مايدخل تجرى عليه وتوطى وتبوس ايده
. . فاهم . |
|
( الخادم يدخل ، عبده يجرى ويخطف يده
ليبقبلها ) |
الأب |
مش ده يا ولد . . ده سعادة الشماشرجى
. . لا تؤاخذه يا فندم . |
الخادم |
( بعنجهية ) الباشا سمح لك بالمقابلة (
يخرج ) |
الأب |
( بغيظ ) الباشا سمح لك بالمقابلة . . يا سلام
. باشا جاهل أشترى البشوية بكام ملطوش باشا آل ده كلب ولا يسوى ( لعبده )
ولد . . انت يا ولد أقف مؤدب وأفرد سحنتك . .
أيوة كده . . لو قدمولنا أكل اياك تمد أيدك ولا تبص ناحيته . أحنا مش
جعانين (يعود لخواطره) انت بكرة تبقى سيد سيده كلها بس 9 ، 10
سنين وتاخد ليسانس الحقوق وتتخرج وزير على طول وساعتها توقف الباشا قدامك مذلول
. . باشا آل ده كلب ولا يسوى( لعبده ) ولد . . أفرد سحنتك . . أيوة كده شوفت انت كده بشوش
ازاى؟ ولد . . لو الباشا حط فى أيدك فلوس . . . . خدها على طول . . أفرد سحنتك (لنفسه)
أحسن من عينه هو صحيح متاوينا لكن ولا يسوى وان كان لك عند الكلب حاجة قول
له يا سيدى . |
مأمور |
( يدخل ) إيه يا عبد الله أفندى . . عايز إيه ؟ |
الأب |
أهلاً بيك يا سعادة الباشا . . أنا كل
أملى أتملى بطلعتك البهية وأرجو من الله إن يبقيك ذخراً لهذا البلد الأمين وأن . . |
مأمور |
( بقرف ) متشكر . . ممنون . . ما علينا |
الأب |
عبده ابنى يافندم دخل الابتدائية
وطمعانين إن سيادتك تتوسط ياخد المجانية . |
مأمور |
آه عبد المأمور . . افتكرته . |
عبده |
( بتحدى ) أنا ماسميش عبد المأمور . . ويالا
ادينا فلوس عايزن نروح. |
الأب |
أخرس وطى بوس ايد الباشا . . مد أيدك
يا غلس ( للباشا ) معلشى يا سعادة الباشا مكسوف من سعادتك . |
مأمور |
معلشى . . معلشى . . عيل ومش فاهم . |
الأب |
طب سمع النشيد اللى حفظته فى المدرسة
. . أتخرست ليه ؟ اتكلم . |
مأمور |
معلشى . . معلشى . . عيل ومش فاهم . |
الأب |
ده يا باشا كان بيغنى لبلب . . طب غنى
يا عبده وانا هاقول معاك . . ترا لا لالا ترا لا لالا ترا لا لالا ترا لا لالا |
مأمور |
(ينسجم بالغناء ويغنى معه) معلشى . . معلشى . . عيل ومش فاهم . |
الأب |
اتلخم يا باشا . . مش متعود على مقابلة
الأكابر ولد أهبل بقى طالع لأبوه . |
مأمور |
هاها . . أهبل لأبوه . . ضحكتنى (
يخرج نقوداً ) أنا هابسطه . . خد أديله دول . |
الأب |
( ناظر للنقود بلهفة )لأ . . ده كتير يا سعادة الباشا صدقنى
ده ما يستاهلش . . ده غلس . . هاها . . |
مأمور |
غلس للأبوه . .
ضحكتنى أكتر . .أنا هابسطه أكتر ( يخرج نقود أخرى ) خد
كمان . |
الأب |
ده مش غلس وبس ده ابن ستين . . |
مأمور |
معلشى . . معلشى
. . أنا هاجيب لك فلوس للشتيمة دى كلها منين ؟ |
الأب |
مد أيدك يا مغفل . . مد أيدك. |
مأمور |
معلشى معلشى . . هو الولد خايف منى ليه أنا بعبع؟ . . انت
فهمته إيه عنى يا عبد الله أفندى . |
الأب |
كل خير صدقنى يا باشا . . (
لعبده ) ولا أنا قلت لك إيه من شوية عن سعادة الباشا ؟
أنطق . . قول أنا قلت لك أيه عن سعادة الباشا بالظبط |
الأب |
(عبده يشاور بمعنى أقول) قول يا حبيبى (عبده يشاور بمعنى
كل حاجة) كل حاجة. |
عبده |
انت رجل البر والتقوى . . |
الأب |
أيوه . . قول . |
عبده |
وانت كلب ولا تسوى . |
مأمور |
( بذعر ) بتقول أيه يا عبد الله أفندى . |
الأب |
صدقنى ما أنا . . ده هو ( لعبده
) أنا قلت لك كده يا غلس . . انت اتجننت ماتعرفش سعادته يبقى مين ؟ |
عبده |
( بخوف ) ده سيدى . |
الأب |
أيوه كده اتعدل . . ولما انت عارف انه
سيدك قلت كده ليه ؟ |
عبده |
عشان إن كان لك عند الكلب حاجة . . .
. |
الأب |
أخرس قطع لسانك أنا مش قابلك انه صاحب
الفضل علينا . |
مأمور |
بطلوا قرع بقى . ما هو ده اللى جايب
البلد ورا . . |
الأب |
معلشى . . معلشى . . عيل ومش فاهم . |
مأمور |
مافيش حاجة اسمها عيل . . ده مش متربى
. |
الأب |
عندك حق يا باشا . أجرى اتأسف يا ولد
لسعادة الباشا وبوس ايده يالا . . ( ويصفعه على وجهه ) |
|
( عبده يتحرك ناحية الباشا . ينظر له
لحظة ثم فجأة يبصق فى وجهه ) |
مأمور |
هى حصلت يا عبد الله أفندى . |
الأب |
أمسحها فى أنا يا باشا . . هات
المنديل يا ولد . . |
|
( يخطف المنديل عبده ليمسح به وجه
الباشا ) |
مأمور |
وكمان بتمسح المنديل الوسخ فى وشى . .
أطلعوا برة . |
الأب |
مش قبل ماسمع كلمة عفو من سيادتك . |
مأمور |
مافيش عفو ده ولد قليل الأدب . |
الأب |
قليل الأدب يا باشا . |
مأمور |
وانت كمان قليل الأدب . |
الأب |
وأنا كمان ياباشا . |
مأمور |
وأنا تافه انى بستقبل رعاع زيكم . |
الأب |
تافه يا باشا . |
مأمور |
لا يمكن ده ولد مجنون . . ولد خطر . .
أيوه ده خطر على الأمن أنا هابلغ . . هابلغ القصر نفسه . |
الأب |
لا يا باشا . . هايتأسف لك ويركع تحت
رجليك . . ( لعبده ) أنا هاربيك . . انت هاتتأسف ولا أكويك بالنار |
عبده |
( يهز كتفيه بعناد ممسكاً دموعه ) |
الأب |
( هامساً بتوسل ) أبوس أيدك يا أبنى ماتذلنيش . . أنا
محتاج له . |
عبده |
( بعد لحظة بصوت خفيض ) متأسف . |
الأب |
( بشراسة ) يلا غنى بقى النشيد . غنى لحسن أقتلك
النهاردة . . علشان خاطرى يابنى . |
عبده |
( ببطء ودموعه تنساب ) أيها الطائر غرد . . كل صبح ومساء |
الأب |
كمل أنطق . |
عبده |
أيها الطائر غرد . . كل صبح . . (
يتوقف ) لأ مش عايز أغنى |
الأب |
هاتغنى غصب عنك . . بابنى علشان
مصاريف علامك . |
عبده |
( يواصل الغناء وهو يبكى ) وأملأ الدنيا صفيرا . . وتمتع
بالغناء . . أيها الطائر غرد . |
|
إظلام |
المشهد
الخامس - من علمنى حرفاً
|
فصل دراسى . . نافذة ذات قضبان حديدية
فى المقدمة يقف مجموعة من التلاميذ
وكأنهم صورة فوتوغرافية . . عبده وسطهم . . موسيقى وطنية . |
||
صوت عبده |
نحن الآن فى عام ثلاثة وخمسين . . وقد
أصبح سنى ستاشر سنة الا شهرين . .
الصورة لتلاميذ سنة ثانية رابع وأنا اللى فى النص . |
||
|
( جرس المدرسة يدق . . الجميع يهرجون
يصدرون أصواتاً وصرخات يتمازحون بالأيدى . . ثروت وحده يقرأ فى كتاب ) |
||
ثروت |
( يتقدم للجمهور ) أنا ثروت زميل عبده . . وفى نفس الوقت ابن عمه . . بس عمرى ما
كنت زيه . . ياما نصحته ولا فيش فايده .
. كان جسمه ضعيف ومقدد . . إنما شقى ومتمرد
وكان لما يغضب يسخن ويركب دماغه . قلت له ما يمشيش ورا الواد اللى أسمه خليل . . مارضيش هو حر عقله فى راسه يعرف خلاصه. |
||
خليل |
أرحم نفسك من الصم شوية ياد يا ثروت . |
||
عبده |
تعالوا نزوغ الحصة دى . . سيما كوزمو فيها فيلم تحفة للواد طرزان . |
||
ثروت |
ماقدرش أبويا يعرف . |
||
خليل |
ياعم اتخيب . . أهو انت بتقعد تصم طول
السنة وبتطرشهم يوم الامتحان .. بتفتكر حرف من الدش ده بعدها |
||
ثروت |
مش مهم . . المهم أنجح . |
||
عبده |
يا عم دول غاويين يعذبونا وخلاص . . تعرف لو بيسيبوا باب المدرسة مفتوح ما
كنت أزوغ ولا حصة . الا دول فاكرنا
عيال . . عاملين لنا سور عالى وباب حديد
ولا شوف الأستاذ اللى منقول لنا جديد بيعاملنا ازاى ( يقلد ) قيام
. . جلوس . . ولا نفس يا عيال . . طلع كتاب النصوص قصيدة وصف الناقة لأبن حماقة
. . بالذمة ده أسمه كلام طب يدرسولنا حاجة
نفهمها . . وقال بشار يهجو العباس وقد استمنحه فلم يمنحه . . وقال زيدون
يستعطف المأمون . . وقال مش عارف مين فى مدح كلب . . ( التلاميذ يضحكون ) |
||
|
بس أخرس ياله منك له . . ولا نفس يا عيال
|
||
|
( يدخل المدرس وهو نفس دور فلان ) |
||
المدرس |
ولا نفس يا عيال . . قيام . . جلوس
ولا نفس يا عيال . . أختبار الشهر قال الشاعر سد يس كبار تنط نسوعه . . أطيط
رتاج ذى مسامير مغلق . . انت قل رأيك مبيناً موضع الجمال والبلاغة فى هذا البيت
. |
||
خليل |
مافيهوش جمال ولا حاجة . |
||
المدرس |
انت بتهزر يا شاطر . . جاوب (
يضربه بالعصا ) |
||
خليل |
مش انت اللى بتقول لى قول رأيك . . |
||
المدرس |
ماحدش هنا له رأى فى مقرر الحكومة
ماحدش يناقش اللى أقوله يتحفظ صم . . صفر من عشرة . . السؤال الثانى فى النثر
ماذا قال الزعيم عرابى فى رده على الخديوى توفيق . . انت يا عبد المأمور |
||
عبده |
أنا ماسميش عبد المأمور . . أنا أسمى
عبده عبد الله |
||
المدرس |
أقف وجاوب على السؤال . |
||
عبده |
قال له يا توفيق . . قال له عايز ايه
يا أحمد |
||
المدرس |
قال له . . عايز ايه يا أحمد . طب
يحترمه يقول له يا أبيه أحمد . . والتانى كان المفروض يقول له يا أنشطه توفيق . (
التلاميذ يضحكون . وعبده يضربه على كتفه ) |
||
المدرس |
يا فاشل يا خايب يا مقشف . جاوب قال
له أيه ؟ |
||
عبده |
ما كنتش موجود . |
||
المدرس |
موجود فين ؟ |
||
عبده |
فى الميدان . . فى ميدان المنشية . |
||
المدرس |
الزعيم عرابى راح يقابل الخديوى توفيق
فى زنقة الستات ياله يا عبده . |
||
عبده |
مش هاعرف أجاوب طول مانت واقف لى . (
يبعد المدرس ويقرب عبده من ثروت ) |
||
ثروت |
لقد ولدتنا أمنا أحراراً . . |
||
عبده |
لقد ولدتنا أمنا فى الحارة . |
||
المدرس |
أمك انت ولدتك فى الحارة . . أنا أمى
ولدتنى فى المستشفى . |
||
ثروت |
لقد ولدتنا أمنا أحرارا . . |
||
عبده |
لقد ولدتنا أمنا أحرارا . . فاهمنى
ولا مش فاهمنى . . وأنا ماسميش عبد المأمور ولن نستعبد بعد اليوم . |
||
المدرس |
طب خد السؤال ده بقى علشان لما تسقط
يبقى ضميرى مستريح . . لو جبت عيل صغير هايجاوبه قال الشاعر : وتفشحط الفشحاط فى سفح الحفا ببسلا يقاه فتكورب كالبعبعبل أين الفاعل ؟ رد أين الفاعل ؟ |
||
عبده |
العجل فى بطن أمه . |
||
المدرس |
هافهمك بالعافية لما نقول : يضرب
الأستاذ التلميذ الخائب ( يضربه بالعصا ) يبقى الأستاذ أيه ؟ |
||
عبده |
( متوجعاً ) مفترى . |
||
المدرس |
لا . . فاعل لأن هو اللى بيرتكب فعل
الضرب ( ويضربه ) تبقى يضرب فعل أيه ؟ |
||
عبده |
فعل زى وشه . |
||
المدرس |
لا . . مضارع . . لأنه الضرب مستمر
كدا هو ( يضربه ) والخائب تبقى أيه ؟ |
||
عبده |
تبقى قلة أدب . . |
||
المدرس |
لا . . صفة للتلميذ اللى زى حضرتك (
يضربه ) والتلميذ اللى زى حضرتك يبقى أيه ؟ |
||
عبده |
( باكياً ) يبقى مظلوم . |
||
المدرس |
لا . . لا . . يبقى مفعول به . |
||
عبده |
أنا مش مفعول به . ( يجرى إلى
مكانه ) |
||
المدرس |
أنت مفعول به غصب عنك . . لازم تتذلوا
وتتهانوا علشان تتربوا . . آدى دقنى لو حد فيكم فلح السنة دى جيل فاسد مافيكوش
أمل . |
||
|
( تلميذ يرفع أصبعه ) |
||
المدرس |
أنا لسة قلت حاجة بترفع صباعك ليه ؟ |
||
التلميذ |
معلشى ربنا يخليك يا فندى . |
||
المدرس |
عايز أيه ؟ |
||
التلميذ |
أروح دورة المية . |
||
المدرس |
أقعد . . مافيش خروج من الفصل الا فى
الفسحة ( يضربه ) |
||
المدرس |
السؤال اللى بعده . . انت ياد يا ثروت
. |
||
ثروت |
( يقف بسرعة وهو يرتعش ) أنا . . نعم أفندم يا أستاذ |
||
المدرس |
حافظ قصيدة المتنبى فى وصف شجاعة سيف
الدولة ؟ |
||
ثروت |
أيوه حافظها يا أستاذ ( وهو
يلهث . . يرتعش بشدة ) |
||
ثروت |
حــب الجبــان النفـس أورثـه التقى |
|
وحــب الشجـاع النفـس أورده الحربـا |
|
واذا لــم يكــن من المـــوت بـدا |
|
فمــن العــار أن تمــوت جبانـــاً |
المدرس |
حفظتها إزاى دى . . ده حضرة الناظر
نفسه مش حافظها . . عظيم سقفوا له . . تعالى يا حبيبى . . شايفين ده أشطر واحد
فيكم . أنا عايزكم كلكم تعملوا زيه ( التلاميذ يرتعشون مثله ) . .
تلاتة من عشرة . . لأ والله انت تستاهل تلاتة ونص لا تتنفش ويركبك الغرور كفاية
نص على عشرة . . أما انتم فكلكم صفر من عشرة . |
||
عبده |
اتفضل يا حضرة المفتش . |
||
المدرس |
( بسرعة )عشرة على عشرة . . اتفضل يا حضرة
المفتش . . اتفضل يا بيه . . عمت صباحاً ( ينظر فلا يجد أحد ) مين
الفاشل الخايب المقشف اللى تطاول وعمل فىّ الفصل ده ( صمت ) ماحدش
عايز يتكلم . . آه يا جبنا يا عيال . . طيب هاعبطكوا واللى هايقول آه هاعيد من
الأول. |
||
|
( يبدأ فى ضربهم وعبده يقول آه 3 مرات
وفى المرة الرابعة ) |
||
المدرس |
انت اللى عمال تقول آه ياد يا عبد
المأمور. |
||
عبده |
أنا ماسميش عبد المأمور . |
||
المدرس |
الشهير بعبد المأمور . . اتفضل أخرج
برة انت مفصول. |
||
عبده |
( بهياج ) أنا مش مفعول . . أنا مش مفعول (
يخرج ) |
||
المدرس |
أنا ماعنديش فى الفصل ده كله الا ثروت
. . فهمت الدرس بتاع النهارده يا ثروت ؟ |
||
ثروت |
كله يا أستاذ . |
||
المدرس |
طب سمع اللى أنا قلته وأشرح لزمايلك
الخايبين . |
||
ثروت |
( بثقة وآلية ) أحنا عيال وجبنا . . محدش فينا يتنفس
. . ماحدش فينا له دعوة بغيره . . كل واحد يخليه فى نفسه وبس . . اللى ما يعترفش
على زميله يتعاقب . . ماحدش فينا له رأى أو حق يتناقش . . أحنا جيل فاسد
ومافيهوش أمل . . تمام يا أستاذ ؟!! |
||
|
إظلام |
المشهد
السادس - حيرة المراهق
|
( حجرة عبده إلى اليسار وحجرة سوسو فى
المنزل المقابل إلى اليمين . النافذتان متقابلتان كذلك . تظهر سوسو أولاً وتواجه
الجمهور ) |
سوسو |
أنا سوسو . . سوسو بنت الجيران . شباك
عبده يبقى قصاد شباكى تمام . ومع انى لسة ساكنة جديد فى الحتة لكن حاسة انى
أعرفه من زمان . ماما بتقولى انى لسة صغيرة . . تصوروا مع انى عندى دلوقتى
خمستاشر سنة . وبعرف أحب زى الكبار . بس المشكلة ياهلترى أنا بس اللى بحب عبده .
. ولا هو كمان ؟ |
|
( يظهر عبده فى غرفته يروح ويجئ
ممسكاً وردة ) |
عبده |
بتحبنى . . مابتحبنيش . . بتحبنى . .
مابتحبنيش . . |
سوسو |
نفسى موت يبقى قاعد جنبى . |
عبده |
يا رب . . يا رب تعلقنى . |
سوسو |
أحسن حاجة أفك ضفايرى قوم لما يشوفنى
يقول لى يا حلوة . |
عبده |
أهم حاجة أربى شنبى علشان مابقاش عيل
فى نظرها . |
سوسو |
أول ما أقابله أعمل كأن عمرى ماشفته .
. لأ حرام هايصعب عليا . ده فى الأول بس يا عبيطة ده التقل صنعة . |
عبده |
لو أقابلها مرة صدفة وترضى تتمشى
معايا شوية . وفجاة . . أصحابى يشفونى . ساعتها الفرحة مش هاتساعنى ، وأقول دى
هى اللى واقعة فىّ . |
سوسو |
أنا مش هاقول لحد أنه بيموت فىّ . .
غير يا دوب زميلاتى وجيرانى وأخواتى وبنات عمى وخالتى . |
|
صوت الأب ينادى عبده من الداخل – يخرج
عبده |
|
سوسو فى النافذة تبسبس ثم يظهر حشمت
خارجاً من المنزل |
سوسو |
أخويا حشمت . . أخويا حشمت |
حشمت |
أيوه . |
سوسو |
مع السلامة . |
حشمت |
هئ هئ ألله يسلمك. |
سوسو |
أخويا حشمت . . |
حشمت |
فى أيه يا بت ؟ |
سوسو |
مش انت |
حشمت |
أيه ؟ |
سوسو |
قصدى أعملك ساندوتش؟ |
حشمت |
لأ أنا راجع على طول . . خشى يا ختى من الشباك . |
|
( يدخل خليل) |
خليل |
ولا يا عبده . . ولا يا عبده يا
سخن . . يالا بينا |
سوسو |
( من النافذة ) يابتاع القوطة . . مشى . . مشى يا
ماما . |
خليل |
(يرجع عبده) أيه يا عبده وقفت عندك ليه ؟ |
عبده |
ببيع قوطه. |
خليل |
يا جدع تعال نصيع أحسن . |
عبده |
( يرتبك ) ششش وطى صوتك وأوعى تبص وراك . |
خليل |
ليه ؟ |
عبده |
الجو واقف فى الشباك ( يلكزه )
ماتبصش لا تفتكرنى بتكلم عليها . |
خليل |
مين ؟ سوسو . . يابن الأيه لحقت
تعلقها ؟ دى لسة ساكنة جديد . |
عبده |
عيب يا بنى . . هو أحنا بنلعب . |
خليل |
طب حاسب لحسن أخوها بيلعب ملاكمة . .
انت ماتعرفهوش ؟ |
عبده |
لأ لسة ماشفتهوش ( يقرصه )
ماتبصش ناحيتها . . اعمل نفسك بتكلمنى . . قوللى هدومى معدولة ؟ القميص له عب؟ شعرى
منكوش؟ ناولنى سيجارة بسرعة . . جرى أيه
يا خليل . . أيه الجبونية دى؟ بتتمنظر قدامها لأ ما ده
نظام منظرة بصراحة . . انت فاكر الحكاية بالسجاير يابنى؟ (
بصوت عالى ) خدت بالك بقى . . بس يا بنى . . ودخلوا عليا السبعة قصيت
تلاتة بأيد وتلاتة بأيد (يمسكة ويترمى فوقه) وروحت ماسكه ومديله
بالبونية . . طاخ . . خلصت عليه . . |
خليل |
أيه يا عبده . . أيه اللى بتعمله ده ؟ |
عبده |
أى كلام يا أخى ( سوسو تضحك
بصوت عالى ) ضحكت . . ضحكت وربنا ضحكت . . خدت بالك . . ماتبصش ناحيتها (
يضربه فى قدمه ) |
خليل |
أى . . طب أتقل شوية ماتبقاش خفيف . |
عبده |
أيه ده ؟ هو أنا مابيانش عليا تقيل ؟ |
خليل |
ده انت مفقوس على الآخر . . بس بصراحة
بقى البت تستاهل . . عليها جوز ضفاير !! |
عبده |
لا خليل . . ماتقلش أدبك . . بعدين
أخسرك . |
خليل |
يا سيدى بهزر . . المهم علقتها ولا
لسة ؟ |
عبده |
ده أنا مشيبها يا بنى . . شوف هاتموت
إزاى ! ماتبصش ناحيتها . . ( بصوت عالى ) هاه أشوفك بكرة . |
خليل |
أشمعنى ما أحنا بنتقابل كل يوم . |
عبده |
وايه يعنى يا أخى . . ده انت بتوحشنى
قوى . . والله انت بتوحشى يا أخى . . ده
اليوم اللى يعدى عليا من غير ما أشوفك فيه قلبى بيتعصر زى القوطة. |
خليل |
أيه ده . . انت عاملنى كوبرى ؟ |
عبده |
معلش |
خليل |
لأ مافيش حاجة أسمها معلشى بقى. |
عبده |
الله
. . ما أنا بقف لك برضه يا خليل
. . وبعدين أنت بتقف لعيال الحتى كلهم تيجى عندى أنا وتعملى نظام كرامة
ولا أيه ؟ |
عبده |
قول لى . . عامله ايه دلوقتى . . باصه
عليا ؟ ( يضربه ) ماتبصش ناحيتها . |
خليل |
مش انت اللى بتسألنى . |
عبده |
طب بص كأنك بتبص عادى . . ها . . باصه
عليا |
خليل |
لأ رزعت الشباك . |
عبده |
ده بش علشان ماتبينش حاجة قدامك . .
واخد بالك . . إنما هى بتموت فيا . |
خليل |
يا ولد . . طب قول لى بالحق بقى . .
وصلت معاها لغاية فين ؟ |
عبده |
لأ الا دى . . الكلام يتنتور . . ما
تبقاش لطيفة . |
خليل |
عيب يا أخى هو أنا عيل . . هو مش أنا
حكيت لك على البت بتاعتى مرفت . |
عبده |
انت هاتزلنى أكمنك حاكتلى . . مانا برضه جرستك فى كل حتة يا خليل . .
انت هاتفضحنى. |
خليل |
ما تخفش . .قول بقى
. . ماتبقاش عيل |
عبده |
طب هاقولك . . هاقولك يا خليل بس
ورحمة مامتك ما انت جايب سيرة لحد . |
خليل |
ورحمة مامتى ما هاجيب سيرة لحد . . قول
بقى عملت معاها أيه . . قول ؟ |
عبده |
بس ما كنتش عايز أفضح الموضوع يا خليل |
خليل |
موضوع أيه يا أخى . . ده أنا صاحبك عيب |
عبده |
طب هاقولك . . هاقولك بس ورحمة باباك
ما انت جايب سيرة لحد . |
خليل |
ورحمة بابايا مانا جايب سيرة . . قولى بقى عملت أيه ؟ |
عبده |
( يلتفت حوله ويهمس ) ولا حاجة . . بس ورحمة خالتك مانت
جايب سيرة لحد |
خليل |
ألطم
. . ايه ولا حاجة دى ؟ ولا أى حاجة ؟ |
عبده |
لأ حصلت شوية حاجات كدة يعنى |
خليل |
أيوة كدة قول قلقتنى . . يالا أحكى
بقى |
عبده |
بس رحمة عمك مانت جايب سيرة لحد. |
خليل |
ورحمة عمى مانا جايب سيرة لحد قول يا
عبده وصلت معاها لفين؟ |
عبده |
أصلك مش هاتصدك يا خليل. |
خليل |
لأ طبعاً هاصدق أصل أنا عارفك وعارف
عاميلك . . قول. |
عبده |
. . جاتلى فى المنام . . آل أيه لابسة
اسود فى اسود وبتوزع قرص |
خليل |
بس أسكت أسود ايه وقرص أيه يا بنى آدم
. . انت لازم تتنحرر . . يابنى مانت لو ما مشتش معاها هاتتعلق منك. |
عبده |
لازم أمشى معاها؟ |
خليل |
لازم تمشى معاها. |
خليل |
بص بقى حتى لو ماحصلش حاجة لازم تقول
أنه حصل. |
عبده |
طيب . . وأكذب ليه؟ |
خليل |
انت مش هاتكذب ولا حاجة . . لو جه حد وقف معانا دلوقتى وسمعك بتقول
انك مامشتش معاها . . هايضحك عليك ويعلق
البت منك . |
عبده |
فهمت . . فهمت
. . طب اقول أيه بقى ؟ |
خليل |
أفشر
. . أمعر . . قول انك خرجت معاها
واتفسحت وياها أحكى . . |
|
( يظهر حشمت عائداً ) |
حشمت |
مساء الخير يا رجالة . |
عبده |
مساء النور . . تعال يا كابتن (لخليل) مين
ده ؟ |
خليل |
أهلاً يا كابتن حشمت . . ده الكابتن
حشمت . . واخد بالك . . (يشاور على شباك سوسو) |
عبده |
سيبهوولى . . أهلاً يا كابتن حشمت أنا الكابتن عبده . |
حشمت |
هيه يا أولاد ايه أخبار الحتة وبنات
الحتة ؟ |
عبده |
لأ معلشى بقى يا كابتن مالكش دعوة
ببنات الحتة . . لا مؤاخذة ماحدش يجى من برة ويعاكس فى حتتنا . |
خليل |
لا يا عبده لأ . . ما هو الكابتن حشمت
مش غريب . . ده يبقى . . |
حشمت |
( مقاطعاً )إستنى يا خليل . . ليه يا كابتن . .
هو مش من حق الشاب مننا يحب زى ما هو عايز . . انت مثلاً مش جايز تحب واحدة
جارتك . |
عبده |
الا جايز . . الحق يا خليل بيقول لك
جايز . أصلك ماتعرفش. |
حشمت |
أفهم من كده ان ليك جو هنا ؟ ( خليل
يشير لعبده ناحية النافذة لكن عبده لا ينتبه ) طب يا أخى وبتخبى ليه . .
أشحال ما كنا شبان زى بعض وبنحب ونمشى . . ما تبقاش رجعى خليك سبور . |
عبده |
معاك حق . . بس انت عارف كل واحدة لها
أهلها والكلام يتنتور وتبقى فضيحة . |
حشمت |
والأهل مالهم . . كل واحد حر فى حياته
. . هو أحنا بنسرق واذا كانت البت بتحبك يبقى من حقك تمشى معاها وطظ فى أهلها .
. ما تبقاش رجعى خليك سبور أحنا فى سنة 54 يا بنى |
عبده |
عندك حق يا كابتن . . تعرف مين الجو
بتاعى ؟ |
حشمت |
أنا مايهمنيش أعرف هى مين ؟ |
خليل |
( يشير لعبده على النافذة ) عبده فى عرضك ما تسخنش . |
عبده |
ايه يا خليل الكابتن بقى مننا وعلينا
. |
حشمت |
ايه يا خليل أنا ملاحظ انك عمال تشاور
على الشباك . . ايه الحكاية ؟ |
خليل |
أنا ؟ . . لا أبداً . . مافيش . |
عبده |
لا بصراحة بقى فيه . . ما أنا لازم
أقول له علشان مانقطعش على بعض . . وأنا شايف انك انت اللى عينك رايحة جاية على
الشباك . |
حشمت |
يعنى أيه ؟ |
عبده |
يعنى بالعربى الشباك ده يبقى بتاع
الجو ولا مؤاخذة . . فهمت ؟ |
حشمت |
سوسو تبقى الجو بتاعك ؟ |
عبده |
الله . . وانت عرفت اسمها منين ؟ ده
اللى كنا خايفين منه يا خليل . . أيوة دى البت بتاعتى . . بس ده طبعاً بينى
وبينك علشان الكلام مايتنتورش وتبقى مش لطيفة . |
خليل |
( مرتبكاً ) بيهزر هاها . . عبده بيهزر . . |
عبده |
بلاش تهريج يا خليل . . أنا بتكلم جد
. . هو الحب عيب . . ماتبقاش رجعى خليك سبور . |
حشمت |
أنت بتعاكس سوسو ؟ |
عبده |
أيه يا كابتن أحنا هانغير ولا أيه . .
لا . . أذا كنت حاطط عينك ع البت أخلع أحسن لك . . واتكل على الله . . مش
هاضربه . . مش هاضربه |
خليل |
عبده تعال بس معايا لما أفهمك . |
عبده |
( هامسا ) فاهم فاهم ( لحشمت )ولعلمك
بقى مشيت معاها ما تقول له يا خليل . |
حشمت |
انت مشيت مع سوسو ؟ |
عبده |
هى جت على المشى وبس أنا مش عايز
اتكلم |
|
( خليل يضع يده على فمه مشيراً له
بالسكوت . . ثم ينسحب فى الحال ) |
عبده |
نحب أندهالك علشان أفرجك ده فيه بينى
وبينها سيم يا كابتن (يصفر لها) أيه يا كابتن فى حاجة من كلامى
مضيقاك ؟ |
حشمت |
بالعكس ده أنا أفرحلك بس الأحسنلك يا
شاطر تتكلم على قدك . |
عبده |
بقول لك بقابلها كل يوم بالأمارة كمان
ها أقبلها النهاردة . . فى حوش الكنيسة . . الساعة سبعة . يلزم خدمة |
حشمت |
طب أنا مش مروح . . هاسبقك على هناك .
. بس لو كنت بتكذب هاتعرف شغلك ( يخرج ) |
عبده |
يادى الخيبة . دلوقتى اتفقس ويبقى
منظرى وحش . أنا ليه ماتشجعتش واديتها ميعاد فعلاً . |
|
( تظهر سوسو فى الشارع . عبده يتشجع
ويقترب منها ) |
عبده |
( هامساً ) أنا عندى اجتماع فى الكنيسة الساعة
سبعة . . ما تبقى تيجى ( يغمض عينيه متوقعاً رد فعل ) |
سوسو |
( تتلفت حولها ثم تهز رأسها وتهمس ) طيب . . |
عبده |
( بذهول ) طيب ؟!! يا نهار أبيض . . دى وافقت .
. إستنى عليا يا حشمت ده أنا هاكبسك حتة دين كابسة . |
|
إظلام |
المشهد
السابع - الخدمة فى دمى
خليل |
(من خارج الستار ) النهاردة عندنا إجتماع . . إجتماع فى الكنيسة . . أقولكم حاجة فى سركم . . أنا مش عارف بنحضر ليه . . هم قالوا لنا أحضروا فبنحضر . . المهم . . عبده جوه بيحضر . . ماتستغربوش
عبده بيحضر كل الاجتماعات وخادم فى الكنيسة . . رغم كل اللى بيعمله برة لكن فى
الكنيسة وش تانى خالص . . تعالوا نشوف خدمة عبده (يخرج ويعود) على
فكرة . . نسيت أقول لكم
سوسو زمانها جاية. |
|
ينقسم المسرح الى نصفين . . نصف يمين
ويمثل فيه الكنيسة ونصف يسار يمثل فيه حوش الكنيسة. |
الأمين |
وزى ما أنتم عارفين انى أنا اللى عملت
خدمة الكانتين وأنا اللى سمحت بالكشافة والمسرح فى الكنيسة وانا اللى بجيب فلوس
لأخوة الرب وأنا اللى عملت نادى فى الكنيسة وأنا اللى هديته وبعدين أنا اللى
رجعته وفوق كل ده أنا شماس كبير . . |
الأمين |
(عبده يرفه ايده) إتفضل يا عبده |
عبده |
بالمناسبة يا أستاذ . . أنا مابحبش ألبس شماس . . علشان بحس ببعض العثرات . |
الأمين |
ليه يا حبيبى؟ |
عبده |
يعنى فى الأعياد مثلاً تلاقى نفس
الناس هما هما اللى بيخدموا . . من أول
ما أتولدت لغاية دلوقتى مافيش دور . .
ما فيش نظام . . وناس معجبة بأصواتها
كأنها بتغنى فى الأوبرا . . وناس عاملة
نفسها كبار تمنع الباقى من الحاجات اللى هم نفسهم بيعملوها. |
الأمين |
أيه الكلام الفارغ ده ؟ الكلام ده صح
ولا غلط يا ثروت ؟ |
ثروت |
غلط طبعاً يا أستاذ . . الناس اللى بيتكلم عليهم عبده دول يا
استاذ . . ناس كبار . . ناس قديسين هم
قدام . . هم اللى بنوا الكنيسة طوبة
طوبة على كتافهم ولولاهم ماكنش فيه أى حاجة فى الكنيسة . . لكن أحنا لسة عيال اللى يتقال لنا نعمله
على طول من غير ما نفكر ولا نتناقش . . وعلى
فكرة فى عيد الختان اللى قبل قبل اللى فات أستاذ صمويل خلانى أرد أيبى أبروس
افكى ستاثى تيه. |
الأمين |
برافو يا ثروت . . انت أكتر واحد مهذب
ومتواضع عندى فى الخدمة . . وإعمل حسابك
انك فى عيد عرس قانا الجليل اللى جاى هاترد أيها الجلوس قفوا . . ويكون فى علمكم أنا دلوقتى بجهز جدول
للخدمة وجدول للقراءات وانا خليت أستاذ بقطر السبع يحط ستائر بيضا فى عيد
القيامة وأنا االى خليتهم يوزعوا صور فى مدارس الأحد وأنا اللى منعتها وبعدين
انا رجعتها تانى |
|
فى أثناء ذلك ينسحب عبده الى نصف
المسرح الأخر ويبحث عن سوسو . يجد علبة سجائر فارغة يلتقطها ويضع فيها سيجارة
ويشعر بقدوم سوسو فيبتعد ، تدخل سوسو و تتظاهر بالقراءة ، يظهر عبده ويحييها
برأسة ثم يتركها ويقف بعيد. |
سوسو |
( لنفسها ) حضرته جايبنى هنا علشان يتقل عليا . |
عبده |
( لنفسه ) مش هى شايفانى ضارب لخمة . . ما تبدأ
هى . |
|
( عبده ينهض بعد لحظة ويقترب منها
بتردد ) |
عبده |
لو سمحتى مالقاش معاكى قلم رصاص
بأستيكة ؟ |
سوسو |
معايا قلم رصاص من غير أستيكة . |
عبده |
متأسف ماينفاعش . فرصة تانية .(
يهم بالانسحاب ) |
سوسو |
طب تاكل شيكولاتة ؟ |
عبده |
( وهو ينظر بنهم ) مااحبهاش ، الشيكولاتة دى للعيال يا
بنتى . |
سوسو |
طيب مانت عيل . . هئ هئ |
عبده |
بلاش هزار بايخ . . علشان انتِ مش قدى
. |
سوسو |
أنا بايخة . . متشكرة . أنا ماشية (
تنهض ) |
عبده |
مع ألف سلامة . . اتفضلى . . أوصلك . |
سوسو |
مش عايزة حد يوصلنى . |
عبده |
عنك ( ثم يمسك بيها )
طب حقك عليا . |
سوسو |
أوعى أيدك بقول لك ( ثم تقدم له
الشيكولاتة ) خد . ( عبده ياتهم الشيكولاتة بنهم ) |
الأمين |
خد بالك يا أبنى من سلوكك . . برة
الكنيسة . . زى جوة الكنيسة بالظبط . . يعنى مش تبقى جوا الكنيسة بوش وبرة
الكنيسة بوش تانى. |
سوسو |
أسكت
امبارح ماما خدت بالها انى بشاور لك . . قالت لى ايه اللى موقفك فى الشباك . .
قلت لها حرانة يا ماما . . أخويا بص لى حتة دين بصة كنت هاموت فى جلدى . . انما
قول لى انت باباك كان بيزعق لك امبارح ؟ |
عبده |
أنا !! لأ . . ده كان بيزعق لأمى . |
سوسو |
خش فى عبى . . أنا سامعاك وانت بترقع
بالصوت الحيانى . . هو كان بيضربك بالشماعة يا عبده ؟ |
عبده |
لأ بالجزمة يا سوسو . . حضرته فاكر
انه مادام بيصرف عليا يبقى من حقه يتحكم فيا . |
|
( يخرج سيجارة فرط من جيبه ) |
سوسو |
أخص انت بتشرب سجاير يا عبده ؟ |
عبده |
من القرف اللى الواحد شايفه . |
سوسو |
بس ده مش كويس . . هاتتعود عليها ولا
تقدرش تبطلها . |
عبده |
بالعكس ده أنا بطلتها . . لحد دلوقتى
يجى 16 مرة . |
سوسو |
مش ها تشرب ( تخطف منه
السيجارة ) |
عبده |
وبعدين معاكى . . هاتى . . هاتى . |
سوسو |
أى ايدى . . ايدى . . كويس كده أهى
أحمرت . |
عبده |
ده انتِ حلوة قوى وانتِ متنرفزة . |
سوسو |
أيه ؟ |
عبده |
مافيش |
خليل |
مافيش حد بيعمل اللى انت بتقول عليه
ده يا أستاذ . . فيه خدام عاملين نفسهم ولاد ربنا وفاضل شوية وينقطوا زيت . . كل
حاجة حاضر ونعم . . لكم هما فى الحقيقة حاجة تانية . . وهم دول اللى تفضلوا
تمدحوهم وتكبروهم ويا سلام بقى لو مهندس ولا دكتور ده يبقى أمين خدمة . . لكن
الواضح وبيتصرف بطبيعته يبقى وحش وتبعدوه عنكم وتلفظوه من جواكم. |
سوسو |
( تضحك فجأة ) |
عبده |
( يرتبك ويبعد عنها ) ايه بتضحكى على أيه ؟ |
سوسو |
أفتكرت لما بتمشى ورايا وأنا رايحة
المدرسة . . وقلت عليك واحد من الصبيان اللى بيعاكسوا . |
عبده |
وهو فيه حد بيعاكسك . . طب قوليلى مين
هو ؟ |
سوسو |
ماحدش يا أخى وانا ماحبكش تتخانق . |
عبده |
مالكيش دعوة انتِ . . قوليلى مين هو
وأنا أفرجك عليه . . |
سوسو |
آل يعنى الواد عمره ماعاكس بنات . |
عبده |
أنا ؟ عمرى . |
سوسو |
يا سلام و مارثا جارتنا نسيت لما كنت
بتلعب كورة فى الشارع ولما شفتها قعدت تصفر . |
عبده |
مين قال لك الكلام الفارغ ده ؟ |
سوسو |
( بعنف ) ماتكذبش . . أنا كنت باصة عليك من
ورا الشيش وظبطك . |
عبده |
ده أنا . . ده أنا كنت . . |
سوسو |
( مقاطعة ) انت زى بقية الرجالة . . كلكوا
عينيكوا زايغة . . ( بلهجة أخرى ) ماترميش ورقة الشيكولاته علشان
بحتفظ بيها ( بعد لحظة ) سمعت المغنى الجديد اللى أسمه عبد الحليم
حافظ ؟ صوته حلو بشكل . . ياختى عليه بموت فيه . |
عبده |
( بغيظ ) بتموتى فيه ؟ ماهو طبعاً يدوب يعجب
اللى زيك . . علشان انتِ مراهقة . |
سوسو |
وانت مالك مراهقة مراهقة . . أنا بحبه
لما يقول : على أد الشوك اللى فى لامونى يا كاميل سلم أنا ياما عيونى عليك
سأمونى وياما بتأمل. |
عبده |
كده يا سوسو . . بتحبى عبد الحفيظ
عالم أكتر منى . . |
الأمين |
يا حبيبى . . ماحدش بيحبك أد المسيح .
. اللى رضى يتهان ويتألم ويتذل علشان يديك الحرية. |
سوسو |
( بعد لحظة ) انت شباكك كان منور طول الليل . .
ايه اللى كان مصحيك ؟ |
عبده |
وانتِ مانمتيش ليه ؟ |
سوسو |
( بعد لحظة صمت ) كنت بفكر فيك . |
عبده |
بحلم بيكى . |
سوسو |
نفسى أقول لك يا حبيبى . |
عبده |
عمرى ما حسيت غير دلوقتى ان الدنيا
عظيمة . . حاسس انى كبير . . والعالم كله رهن اشارتى . . وانتِ؟ |
سوسو |
حاسة انى جميلة. |
عبده |
انتِ جميلة . . أجمل من انى استاهل
انك تحبينى |
سوسو |
أوعدنى تذاكر . |
عبده |
حاضر . . أنا |
الأمين |
حمار . . حمارة بلعام نطقت لما شافت
اللى بلعام الأنسان ماشفهوش. |
سوسو |
أوعدنى انك مش هاتسيبنى أبداً . (
يدخل حشمت فجأة ) يا مصيبتى أخويا ظبتنى . |
عبده |
( مرتجفاً ) ولا يهمك . . خليكى زى مانتِ وأنا
هاجرى . |
سوسو |
طب ما تجرى . |
عبده |
وأنا قادر أمشى ( ثم يرى حشمت
فيضحك ) ده حشمت . .صدقت يا عم . أديك شفت بنفسك . |
حشمت |
سوسو دى تبقى أختى يا كلب . |
عبده |
( مذهولاً ) أختك . طب خليك سبور يا كابتن . |
حشمت |
كله الا أختى . |
سوسو |
أضربه بس بشويش عليه . |
حشمت |
أخرسى انتِ . . فوتى قدامى . . انتِ
حسابك بعدين ( يدفعها فتخرج باكية) أما انت بقى يا سى جيمس دين. |
عبده |
أيه ؟ أنا بحبها وهى بتحبنى . وأحنا
الأتنين حرين . |
حشمت |
( يضربه ) وكمان ليك عين . |
عبده |
ماتمدش ايدك عليا . . بقول لك أحنا
حرين . |
حشمت |
( يضربه ثانية ) لو راجل انطقها تانى . (يخرج
كل الذين فى الاجتماع ويهرب حشمت) |
الأمين |
أيه اللى بيحصل ده ؟ أنا مش مصدق نفسى
؟ مابقتش كنيسة . . دى بقت مركز شباب فى حارة |
عبده |
(لحشمت بعد ان هرب) انت مستتخن روحك ؟ طب والهى لأجيب لك
عيال من العزبة . . (يطلع للأمام وتسدل من خلفه الستار) لكن أنا
أيه اللى ناقصنى ؟ ناقصنى القوة ؟ أيوة بالقوة أسير مرفوع الراس ، بالقوة أواجه
كل الناس . . أحنا فى غابة يا إخوانى المجد فيها للحيوان وياويل الطيب الانسان .
. أنا من النهاردة هاتمرن وأتدرب لحد مابقى أقوى من الكل وساعتها بس أبقى حر . .
أعمل كل اللى أنا عايزه |
|
إظلام |
المشهد
الثامن - نهاية العالم
|
شارع عبده . . زينات كهربائية على
واجهة منزل سوسو . يدخل عبده ومعه ثروت وخليل |
عبده |
من النهاردة ماحدش يقدر يتعرض لى . ان
كان . . أخوها أو أى من الحتة ولا مدرس ولا أبويا نفسه . |
خليل |
بس أوعى تتغر من قوتك يا عبده وتفترى
بيها على الناس . |
عبده |
أنا ماحبش أأذى حد . بس اللى هايدوس
لى على طرف . . |
ثروت |
ده هايبقى وقعته سودا . |
عبده |
( ينظر بتوجس ) بس أيه الزينة دى كلها ؟ |
خليل |
وكمان زغاريت . . باين حبيبتك إتخطبت . |
عبده |
مستحيل . . مش معقول . ده أنا أطربق الدنيا باللى
فيها . فين عريسها ده ؟ لازم أخلص عليه . |
ثروت |
استنى بس لما تعرف الأول هو مين . |
عبده |
مايهمنيش مهما كان . انت فين يا جبان
. |
|
( يدخل شخص عجوز للغاية فى زفة
موسيقية وهو نفسة فلان الفلانى ) |
عبده |
( بذهول ) انت العريس؟ |
العريس |
بتقول أيه يا بنى ؟ على صوتك . |
عبده |
انت اللى خطفت حبيبتى منى ؟ مستحيل . |
العريس |
أنا جميل . متشكر الله يخليك . . |
عبده |
لازم أضربك لازم أأذيك . |
العريس |
الله يبارك فيك . . عقبالك . |
عبده |
مستحيل ده يحصل . ليه ؟ ليه ؟ |
العريس |
( يضع نقوداً فى يد عبده ) امسك بقشيش جنيه ( ثم يفتح
محفظته ويلقى بفلوس كثيرة ) وانت جنيه
. . وانت جنيه . |
المجموعة |
( تتلقف النقود بلهفة ) جنيه . . جنيه
. . خدامينك يا بيه . ( يخرجون ) |
عبده |
أوعوا . . سيبونى عليه . |
ثروت |
ما تحاولش يا عبده . . الكترة غلبت الشجاعة . . والكترة مع الجنيه . |
خليل |
بالجنيه تشترى الحياه . . تنحنى الجباه . . تشترى الشباب . . تتفتح الأبواب . بالفلوس تشترى نفوس
وتبيع نفوس . |
عبده |
العجوز دبحنى بالجنيه . |
خليل |
عرفتوا القوة تسوى أيه ؟ |
عبده |
حتى القوة سراب . . لكن المهم سوسو تختار أيه . . أيوة مستحيل تكون وافقت عليه . لازم
غصبوها . |
ثروت |
وأفرض . . ها تعمل أيه ؟ |
عبده |
أخطفها . . أهرب بيها . |
|
( تظهر سوسو بثوب السهرة وتنادى على
عبده ) |
عبده |
شفتم أهى هربت من نفسها . . أتهوى انت وهو و سيبونا لوحدنا شوية . |
|
( يخرج ثروت وخليل وتقترب سوسو ) |
عبده |
سوسو حبيبتى عملوا لك أيه . . ضربوكى
. . غصبوكى ؟ |
سوسو |
أنا جاية أشرحلك كل حاجة . |
عبده |
من غير ماتقولى أنا مش ممكن أشك فى
إخلاصك لىّ . . ودلوقتى مافيش وقت للكلام
. . يالا بينا نهرب أوام . |
سوسو |
أعقل يا عبده وسيبك من الأحلام . . أنا بحبك صحيح . . |
عبده |
( مقاطعاً ) ما أنا عارف . . وبتموتى فيا كمان . . بس مش وقته . |
سوسو |
اسمعنى كويس يا عبده . . أنا بحبك لكن
. . |
عبده |
لكن . . أحنا فينا من لكن ؟ |
سوسو |
أحلف لك بكل شيئ فى حياتى . . أحلفلك بشبابى . . ورحمة بابا الغالى . . انى بحبك . . لكن
. . |
عبده |
لكن ؟ |
سوسو |
ظروفى كانت ضدى . . ماقدرتش أعاند أهلى . |
عبده |
تبقى انتِ اللى هزمتينى . . |
سوسو |
سامحنى . . ماكنش بإيدى . |
عبده |
تبقى انتِ اللى هزمتينى . . |
سوسو |
كان على عينى يا عبده . . كان على عينى . . |
عبده |
أنتِ اللى هزمتينى . . |
سوسو |
أفهمنى . . أنا مش حرة . . أنا
ماأملكشى مصيرى . . |
عبده |
أنتِ اللى غلبتينى . . أنتِ اللى
هزمتينى . . |
سوسو |
هافتكرك طول عمرى . |
|
( موسيقى تعبر عن قصة حبهما ) |
عبده |
( باكياً ) هو باقى عمر فى عمرى ؟ |
سوسو |
( تربت عليه ) |
عبده |
أنتِ اللى هزمتينى . . وأنتِ اللى ضيعتينى . . ودلوقتى بتبكينى
؟ |
سوسو |
صدقنى بحبك . |
عبده |
وأنا بكرهك . |
سوسو |
عبده . |
عبده |
بكرهك وبكره سيرتك . . وبندم لأنى كنت
فى يوم عايش لك . . |
سوسو |
عبده
. . |
عبده |
بكرهك وبكره وشك وبراءتك وحنانك وبكره
نفسى لأنى مازلت بحبك وبريدك الطفلة الساذجة . . العصفورة صبحت عبدة ذليلة .
ملعونة الأيام اللى عرفتك فيها . . ملعونة ألفاظ الحب ومعانيها . . ملعونة
الدنيا بكل ما فيها . . |
سوسو |
( تجرى باكية ) |
عبده |
روحى . . حتى لو كانت روحى فيكى
ومعاكى . انما لازم نتقابل تانى ، وأثبت لك انك بعتى الغالى وساعتها تيجينى
نادمة وراكعه لى . انما أنا مش هاغفر ولا أسامح . أبداً . . أبداً . . |
|
( يظهر الأب ويضع يده على كتف عبده ) |
عبده |
( وقد ظنه سوسو ) يعنى رجعتى تانى ؟ |
الأب |
شرفت يا صايع ؟ |
عبده |
أبويا أبعد عنى . أنا العفاريت بتتنطط
فى وشى الساعى دى . |
الأب |
أنا بدى أقول مبروك . . سقطت يا فالح
. |
عبده |
مش ممكن . . ده ظلم . ده أنا مبرشم
كويس خالص . |
الأب |
أخرس يا فاشل . |
عبده |
حرمت يا بويا . |
الأب |
من هنا ورايح مافيش خروج . . مافيش
مصروف . مالكش حقوق . |
عبده |
حاضر . . حاضر . . |
الأب |
حاتذاكر وبالعصايا . . ( يضربه
) |
عبده |
لأ مش من حقك تضربنى . . |
الأب |
وكمان بترد عليا . طب أبعد حالاً عن
بيتى لا انت ابنى ولا أنا أعرفك . ( يخرج ) |
|
( عبده يقف تحت فانوس نور وموسيقى فى
الخلفية ) |
|
وحدى . . أنا والعالم كله ضدى . أضعف
من اضعف حشرة . صرصار مقلوب على ضهره . . تافه . . نكرة . . وصغير . أضعف من انى أواجه حد . . أو أرفع
يد . . أضعف من قولة لأ . إنما لأ . . فليسقط الكبار وعالمهم . . وليسقط الظلم
. . وليسقط جيلهم . . ولتسقط أفكارهم . . وليسقط هذا العالم كله فليسقط . . أو
أسقط . فالحرية الوحيدة اللى تبقت لى هى انى أتركهم . . أن أرحل وسارحل فوراً. |
|
( يخرج مطواه ويقطع شريان يده ثم يسقط
على وجهه وهو يتألم ) |
|
ستار |
المشهد
التاسع - أحنا الخدام
|
( أمام الستار ) |
خليل |
غشيم قوى الجدع اللى أسمه عبده ده . .
افتكر ان الحرية هو انه ينتحر ويبقى حر فى التصرف فى جسمه . . مع ان الكلام ده
ضد الحرية اللى إدهالنا السيد المسيح ومع ذلك . . مسكين قوى عبده لأن حتى حرية
انه يتصرف فى جسمه حرموه منها لما أهله وجيرانه أنقذوه واسعفوه فى أخر لحظة . .
الدرس اللى نخرج بيه من كده . . ان حياة الانسان مش ملكه لوحده وانما بيشاركه
فيها مجتمعه . وده اللى بحاول افهمهوله من ساعة ما دخلنا الجامعة ونزلنا خدمة. |
عبده |
يحيا إتحاد الطلبة |
المجموعة |
يحيا إتحاد الطلبة |
ثروت |
(يدخل مسرعاً) قريتوا الجرايد ؟ سمعتوا الراديو ؟
الحكومة أعلنت عن قرارات إشتراكية. |
عبده |
صحيح وانت رأيك أيه؟ |
ثروت |
أنا مابفهمش فى السياسة |
طالب 1 |
بتاخد رأيه فى أيه ؟ دى قرارات مفروضة
علينا . . الاشتراكية ضد حرية الفرد . . تقييد لحرية الرأى. |
عبده |
وانت يا خليل ما بتتكلمش ليه ؟ عاجبك
قرارات الاشتراكية ؟ |
خليل |
(هامساً) مانت عارف انى مؤمن بالاشتراكية |
عبده |
طب وبتوطى صوتك ليه ؟ |
خليل |
لأنى بختلف مع الحكومة فى طريقة
التنفيذ . . الاشتراكية تتحقق من تحت لفوق مش بالعكس . . بإرادة الجماهير. |
عبده |
عندك حق . . كان لازم ياخدوا رأينا. |
طالب 2 |
(يظهر وهو يتصنت عليهم و يسجل أقوالهم
فى كشكول) |
خليل |
يبقى خلاص نكون جماعة ونطالب بحقنا فى
المعارضة. |
عبده |
هو ده الكلام . . وأنا مستعد أكافح
مهما كانت النتائج . . معانا يا ثروت ؟ |
ثروت |
أنا مابفهمش فى السياسة مانتوا
عارفين. |
|
(نصف المسرح الثانى – الكنيسة) |
طالب 1 |
(لمجموعة) النهاردة فيه إجتماع لأسرة المسرح . .
هايوزعوا فيه أدوار المسرحية اللى جاية. |
عبده |
هاه يا خليل . . هاتحضر إجتماع المسرح
النهاردة؟ |
خليل |
عايز والله يا عبده . . بس انت عارف
ان عندنا إجتماع كشافة فى نفس الوقت. |
عبده |
آه صحيح . . وطب هانعمل أيعه فى
المغرز ده ؟ |
خليل |
والمشكلة اننا لو حضرنا المسرح
ا/بنيامين بتاع الكشافة يزعل |
عبده |
ولو حضرنا الكشافة ا/يوسف بتاع المسرح
يزعل |
خليل |
ا/ بنيامين عايز شباب الكنيسة كلها
تبقى معاه وماحدش يبقى مع ا/ يوسف |
عبده |
أنا مستغرب قوى من ا/ بنيامين . . ليه
بيخبط مع ا/ يوسف . . مع انه هو الصغير ؟ فيها ايه بس لو كل واحد خلاه فى خدمته
ومابصش على خدمة أخوه ؟ |
طالب 2 |
(يظهر وهو يتصنت عليهم و يسجل أقوالهم
فى كشكول) |
ثروت |
أنا عن نفسى هاحضر هنا شوية وهنا شوية |
خليل |
بس انت كده مش هاتعرف تخدم لا هنا ولا
هنا وهاتفضل مشتت |
ثروت |
مش مهم . . المهم ماحدش فيهم يزعل
منى. |
|
(نصف المسرح الثانى – الجامعة) |
عبده |
(يهتف ووراءه المجموعة) الأشتراكية الأشتراكية . . أين حقوق
الفقراء . . الموت الموت للأغنياء . . يا حكومة يا حكومة . . أين الأتة أين
الخيار . . كيلو اللحمة بنص جنيه والغلابة يعملوا أيه. |
ثروت |
ألحقوا ألحقوا . . بيقفشوا فى بتوع
اليسار (يهربون جميعاً) |
رجل |
(بملل ورتابة) إتحدوا أيها الأخوة |
|
(نصف المسرح الثانى – الكنيسة) |
عبده |
(يهتف ووراءه المجموعة) الكشافة الكشافة . . أين حقوق
الأشبال . . لا للمسرح والارتجال . . أنصب خيمة وأربط عقده . . هانجيب للمسرح
نقطه |
ثروت |
ألحقوا ألحقوا . . ا/ يوسف جاى على
هنا (يهربون جميعاً) |
رجل |
(بملل ورتابة) إتحدوا أيها الأخوة |
|
(نصف المسرح الثانى – الجامعة) |
عبده |
(يهتف ووراءه المجموعة) يسقط اليسار وعاش اليمين . . الموت
الموت للفقراء . . الرفاهية الرفاهية . . يا حكومة يا حكومة . . لا فول ولا
طعمية . . هاتولنا أرانب بالملوخية . . لا أتة ولا خيار . . عايزين تجيبولنا
الكافيار |
ثروت |
ألحقوا ألحقوا . . بيقفشوا فى بتوع اليمين
(يهربون جميعاً) |
رجل |
(بملل ورتابة) إتحدوا أيها الأخوة |
|
(نصف المسرح الثانى – الكنيسة) |
عبده |
(يهتف ووراءه المجموعة) المسرح بس المسرح . . الديكور
والتمثيل . . الكشافة دمها تقيل . . افتح وأقفل الستارة . . هانودى الكشافة فى
الحارة |
ثروت |
ألحقوا ألحقوا . . ا/ بنيامين جاى على
هنا (يهربون جميعاً) |
رجل |
(بملل ورتابة) إتحدوا أيها الأخوة |
|
(يزال الانقسام بين مشهدى الكنيسة
والجامعة) |
طالب 1 |
انت يسارى فقير |
خليل |
وانت يمينى رجعى |
طالب 1 |
انت متحجر |
خليل |
وانت عندك مراهقة فكرية |
طالب 1 |
انا مع اليمين حتى النهاية |
خليل |
مع اليسار مهما كان التمن |
عبده |
أنا مع الحرية فى أى مذهب يكون |
ثروت |
أنا معاهم معاهم . . عليهم عليهم |
|
(تعلو أصوات الشجار) |
رجل |
(بملل ورتابة) إتحدوا أيها الأخوة |
عبده |
أسمعونى . . أعطونى الكلمة . .
أسمعونى كلكم . . لابد من الاتحاد . . اتحدوا يا شباب . . اتحدوا يا ناس . .
اتحدوا أيها الزملاء (يخطف اللافتة من الرجل) اتحدوا أيها الأخوة. |
|
إظلام |
المشهد
العاشر - عروستى
|
( أمام الستار ) |
عزيزة |
مساء الخير . . فى نفس الأوقات دى
عبده كان زى أى شاب بيدور على فتاة أحلامه. وأنا راخرة كنت بحلم أقابل فارس
أحلامى. أتصور انى هاقابله فى جو خيالى . . رومانسى . . جنينة . . سفينة . . أى
حتة هادية وشاعرية . لكن الحقيقة أنا قابلت عبده لأول مرة . . وأنا واقفة مستنية
اتوبيس نمرة 8 (صوت أوتوبيس يقترب) على فكرة أنا أسمى عزيزة ومن
عيلة محافظه |
|
(يظهر عبده وبعد الفتيان على المحطة) |
عزيزة |
أيه الزحمة دى ؟ |
رجل 1 |
ما كلنا مستحملين بعضنا |
رجل 2 |
شاطرين بس يزاحمونا فى الجامعة
والوظايف |
|
(صوت أوتوبيس يقترب الكل يجرون خلفه
ماعدا عبده وعزيزة) |
عبده |
(للجمهور) عاجبنى أدبها وأخلاقها . . ماقدرش
أقول حبيتها إنما مالقتش فيها شيئ يتعايب . قلت ده جواز عقل. (لعزيزة) أنسة
. . تقبلى تتجوزينى ؟ |
عزيزة |
(بفزع) حضرتك بتبصبصلى ؟ |
عبده |
أبداً . . أنا قصدى شريف . . أسمى
عبده واتخرجت من الجامعة السنة دى . . وكلها 5 سنين والقوى العاملة تبعت لى . .
قولتى أيه ؟ موافقة ؟ |
عزيزة |
متأسفة . . عندك عمى . . روح كلمه هو (تمشى) |
عبده |
(يمشى بجوارها) طب وانتى . . مالكيش رأى ؟ |
عزيزة |
أنا ماعرفكش |
عبده |
ولا أنا . . وعلشان كدة يستحسن نتعرف
أكتر |
عزيزة |
متاسفة . . ماقدرش اعرف رجالة |
عبده |
لكن ده أحنا زملا فى الجامعة والكنيسة |
عزيزة |
أنا مش مستعدة الناس تتكلم عليا |
عبده |
يبقى خلاص . . نتقابل فى الكنيسة |
عزيزة |
علشان حد يشوفنى . . ويروح يقول
لمامتى؟ من فضلك بقى أبعد عنى |
عبده |
طب بس استنى . . فيها حاجة لو أكلمك
فى التليفون ونقعد نرغى ؟ |
عزيزة |
يا ندامتى؟ كل مكالماتى ضرورى يسمعها
أهلى |
عبده |
ماهو مافضلش بقى غير اننا نتعرف على
بعض بالمراسلة |
عزيزة |
ياسلام ؟ عايزنى اكتب لك جوابات علشان
تمسكها عليا وتفضحنى؟ |
عبده |
ماهو مستحيل نقدر نعرف بعض مدام عاملة
حساب الناس وخايفة بالشكل ده . . انتى عندك حل تانى؟ |
عزيزة |
(تتأمله لحظة ثم تتلفت حولها قبل أن
تهمس) نتقابل فى كازينو |
عبده |
(يشهق مذهولاً) |
|
تفتح الستار – غرفة مكتب العم – مكتب
عليه أباجورة ضخمة ، النافذة ذات القضبان |
|
(عبده يروح ويجئ بقلق – تدخل عزيزة) |
عزيزة |
اتفضل يا حضرة . . عمى هايقابلك حالاً
(تلاحظ توتر عبده فتقترب منه وتهمس) مالك يا عبده ؟ انت ندمان انك
هاتخطبنى ؟ |
عبده |
قلقان . . جوايا صراع رهيب يا عزيزة |
عزيزة |
ليه يا حبيبى؟ |
عبده |
كل ما أفكر انى هاخطب واحدة رضيت تخرج
معايا ونروح كازينو . . |
عزيزة |
أخرس أنا ماحصلش انى روحت معاك
كازينوهات |
عبده |
ما انا اللى خفت يا ختى . . خفت تطلعى
قليلة الحيا واتصدم فيكى |
عزيزة |
أنا كنت هاقعد معاك بمنتهى الاحترام
والأدب. |
عبده |
وأفرضى . .تفتكرى أنا ماكنتش هابقى
قليل الأدب ؟ |
عزيزة |
ماكنتش هاسمح لك |
عبده |
صحيح يا عزيزة؟ نفسى أصدقك ولا كنتى
حتى هاتخلينى أمسك أيدك ؟ |
عزيزة |
ده أنا كنت أديك بالقلم |
عبده |
تبقى مابتحبينيش . . الحمد لله انى
أكتشفت الحقيقة فى الوقت المناسب . . عن إذنك |
عزيزة |
بس أنا بحبك يا عبده |
عبده |
يبقى كنتى هاتسيبينى أمسك أيدك يا
قليلة الأدب |
عزيزة |
انت عايز أيه بالظبط ؟ |
عبده |
(بحيرة) مش عارف ؟ |
|
(يسمع صوت عمها وهو يسعل . . عزيزة
تنسحب ، يتسحب ويدخل من خلف عبده) |
العم |
أهلاً وسهلاً |
عبده |
(يلتفت وقد بوغت) أهلاً وسهلاً يا عمى |
العم |
انت عبده ؟ |
عبده |
أيوة . . غريبة . . متهيألى زى ما
أكون شفت حضرتك قبل كده . . |
العم |
مافتكرش . . اتفضل . . اتفضل أستريح |
عبده |
(لنفسه) الشبه ده مش غريب عليا . . نهايته . .
أيوة يا عمى |
العم |
صدقنى يابنى أنا قبل ما أديك كلمة،
ماتآخذنيش يعنى. أحب أعرف منك شوية معلومات . . |
عبده |
وماله؟ من حقك برضه يا عمى . أنا تحت
أمرك . . |
العم |
عايزك تكلمنى بمنتهى الصراحة . . انت
ليه عايز تتجوز بنتى ؟ |
عبده |
أخلاقها . . عاجبنى فيها أخلاقها |
العم |
آه . . لكن انت تعرفها منين ؟ |
عبده |
والله أنا أول ما شوفتها |
العم |
(مقاطعاً بثورة) شوفتها؟ أنا بنتى تتشاف ؟ شفتها فين ؟
وامتى ؟ وليه ؟ |
عبده |
(مرتبكاً) حضرتك عارف اننا زملا فى الجامعة . . |
العم |
الجامعة ؟ أنا باعتها الجامعة تتعلم
مش عشان تتشاف |
عبده |
ماقصدش . . أنا . . أنا شوفتها فى
الشارع وكنا . . |
العم |
آه قول كده . . الشارع معلشى كل الناس بتمشى فى الشارع . . مافيهاش حاجة
أبداً . . انت من عيلة مين بالظبط؟ |
عبده |
والدى كان موظف محترم بالسكة الحديد |
العم |
وأمك؟ |
عبده |
أشمعنى؟ |
العم |
كانت موفقة من جوازها من أبوك؟ |
عبده |
وايه لازمة السؤال ده ؟ |
العم |
عبده . . أحنا أتفقنا نتكلم وتجاوبنى
بصراحة . . |
عبده |
أهو زى أى زوجين . . ساعات كانوا
بيتفقوا وساعات يختلفوا |
العم |
ولما كانوا يختلفوا . . تفتكر مين
فيهم اللى كان غلطان ؟ |
عبده |
ماعرفش |
العم |
انت أسمك أيه بالكامل ؟ |
عبده |
ليه ؟ أسمى عبده عبد الله |
العم |
ده أسمك الحقيقى ؟ |
عبده |
أيوة . . وأذا كنت تقصد حضرتك عبد
المأمور . . فده أسم الشهرة وعلى أى حال أنا غيرته رسمى . . |
العم |
محل أقامتك؟ |
عبده |
حالياً أنا ساكن فى شقة صغيرة . .
إنما طبعاً . . |
العم |
(مقاطعاً بلهجة الاتهام) انت موظف ؟ |
عبده |
أنا معترف |
العم |
أيه علاقتك برؤسائك ؟ |
عبده |
أنا مش هاتكلم الا فى وجود المحامى
بتاعى . . |
العم |
إنطق أيه علاقتك برؤسائك |
عبده |
علاقة عادية |
العم |
التقارير اللى عندى يا فندى بتقول غير
كده |
عبده |
تقارير ؟ انت جمعت عنى معلومات ؟ |
العم |
ده من حقى . . (يبتسم) أنا
عارف عنك كل كبيرة وصغيرة |
عبده |
لأ مش من حقك . . مش حقك |
العم |
أهدى يابنى . . إرتاح . . أجيب لك
ليمون؟ |
عبده |
مش عايز |
العم |
طب قولى يا استاذ عبد المأمور . . |
عبده |
أنا ماسميش عبد المأمور |
العم |
انت يظهر مش عايز تتجوز البنت |
عبده |
لأ عايز . . |
العم |
عظيم . . يبقى من مصلحتك ماتخبيش عنى
حاجة . . ماهيتك كام ؟ |
عبده |
حوالى 20 جنيه |
العم |
بتصرف منها كام ؟ |
عبده |
حوالى 85 جنيه |
العم |
إزاى ؟ عندك مصادر دخل تانية ؟ |
عبده |
أيوة بستلف . . إنما لما أتجوز (يسكت) |
العم |
أيوة . . لما تتجوز هايحصل أيه ؟ |
عبده |
هاشحت . . أنت عايز أيه ؟ |
العم |
تقدر تجيب شبكة بكام ؟ عندك شقة؟
وهدايا الخطوبة . . العيدين وعيد الأم وعيد العم . . ومصاريف الفرح . . هاتجيب ده كله منين ؟ |
عبده |
ممكن نسكن انشالله فى أوضة فى الأول
ونجيب تلاجة بحق الشبكة . . وإذا كان على الفرح أنا مش عايز أفراح. |
العم |
لكن أنا عايز . . |
عبده |
وانت مالك أنا اللى هاتجوز . . أنا حر |
العم |
وأنا كمان حر |
عبده |
وهى حرة |
العم |
لأ هى مش حرة |
عبده |
يبقى مش هاتجوز |
العم |
انت حر |
عبده |
(ينهض خارجاً) طبعاً حر |
|
(تظهر عزيزة وتتوسل لعبده بنظراتها
فيعود ويجلس) |
عبده |
خلاص أنا موافق |
العم |
كان لك علاقات نسائية فى الماضى ؟ |
عبده |
طبعاً |
العم |
(بإستنكار) طبعاً؟ |
عبده |
(متراجعاً) طبعاً ماليش . . ماليش فى الحاجات دى |
العم |
بتشرب كحوليات |
عبده |
ساعات |
العم |
ساعات أيه؟ |
عبده |
ساعات يعزموا عليا بكاس . . بس أنا
برفض |
العم |
بتشتغل فى السياسة يا عبده؟ |
عبده |
لأ |
العم |
ولا كان ليك نشاط سياسى فى الماضى؟ |
عبده |
لأ |
العم |
أهلاوى ولا زملكاوى؟ |
عبده |
(بحذر) أنا . . أنا مابفهمش فى الكورة |
العم |
مين اصحابك؟ |
عبده |
(ينهض محتجاً) انت عايز أيه؟ |
العم |
(بقوة) أقعد . . مين أصحابك ؟ |
عبده |
أصحابى مش كتير 2، 3 |
العم |
بيشتغلوا أيه ؟ ساكنين فين ؟ عزاب ولا
متجوزين؟ اتكلم |
عبده |
انت عايز أيه بالظبط؟ |
العم |
أنا عايز أساعدك . . اتكلم يا عبده .
. إعترف يا بنى مين أصحابك؟ |
عبده |
(بإستسلام) أنا لى أبن عمى اسمه ثروت بيه . .
أكيد تعرفه |
العم |
بتقعد على قهوة أيه ؟ |
عبده |
مابقعدش على قهاوى |
العم |
أمال بعد لما يقفلوا أبواب الكنيسة
بدرى بتروح فين؟ |
عبده |
بروح |
العم |
كويس |
عبده |
يعنى حضرتك هاتجوزهالى؟ |
العم |
بس الأول لازم تكتب لنا تعهد
بالموافقة على كل شروطنا |
عبده |
(يقف محتجاً) أنا ماحدش يملى عليا شروطه |
العم |
(يقف بدوره) أنت حر |
عبده |
(متراجعاً) الا اذا كانت شروط معقولة |
العم |
انت عليك أوضة النوم والمطبخ حلل وخشب
والسفرة والصالون والنجف والستائر والأجهزة الكربائية |
عبده |
حاضر |
العم |
وأحنا اللى هانقى على ذوقنا . . ممنوع
تقابلها فى فترة الخطوبة . . وبعد الجواز ممنوع تسيبها تخرج لوحدها . . أحنا
عيلة نحب الذرية تعهد انك هاتخلف بع 9 أشهر ويكون ولد وتسميه على أسمى . . قلت
ايه هاتشيل ؟ |
عبده |
اشيل؟ ماشى هاشيل بس تعوضهالى فى حاجة
تانية |
العم |
آدى التعهد . . أمضى |
عبده |
(عبده يمسك القلم بيد مرتعشة) حاضر |
العم |
آه . . فيه حاجة مهمة نسيت أسألك عنها
. . انت بتسمع الست يا عبده ؟ |
عبده |
ست مين ؟ |
العم |
هو فيه غيرها ؟ ست الكل . ام كلثوم يا
عبده |
عبده |
لأ |
العم |
لأ ازاى . . فيه حد مابيحبش الست ؟ |
عبده |
ماقلتش مابحبهاش . . قلت مابسمعهاش |
العم |
برضه تصرف غريب |
عبده |
انت عايز أيه ؟ |
العم |
افهم من كده انك ماعندكش مانع تسمعها
وتحبها؟ |
عبده |
أسمعها . . لكن جايز أحبها وجايز
ماحبهاش |
العم |
(بعنف) مافيش حاجة أسمها جايز |
عبده |
(بثورة مفاجئة وهو يفلب المقعد) انت عايز أيه ؟ مش هاسمع حاجة . . مش
عايز اسمعكم . . أخرس خالص (يهجم عليه ويخنقه بيديه) هى كلمة
واحدة . . هاتجوزهالى ولا لأ هاتجوزنى عزيزة ولا لأ ؟ |
العم |
(يخلص نفسة وبقوة) نزل أيدك . . أنا
ماقدرش أديك كلمة . . الرأى رأى أمها |
|
مقطع من موسيقى أغنية أم كلثوم أعطنى
حريتى أطلق يديا |
|
إظلام |
المشهد
الحادى عشر - الغلطة التاريخية
عبده |
أخيراً بقى لى بيت أقدر أرتاح وأبقى
على حريتى فيه . . أسمعى يا عزيزة أنا سيبت أمك تختار لنا العفش وتوضب الشقة على
مزاجها علشان ماكنتش عايز أخسرك. إنما خلاص . . من هنا ورايح حياتنا ماحدش يتدخل
فيها . . أحنا أحرار |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
وانتى خلاص أستقليتى عن أهلك وبقيتى
حرة نفسك |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
وعلشان كدة أنا صممت إنك تشتغلى علشان
ماتحسيش انى يصرف عليكى ولا تتحوجى لواحد زيى. |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
أنا مش عايز أعمل زى ما أبويا كان
بيعمل مع أمى . . كان دايماً يديها أوامر وهى تقوله حاضر . . علاقتنا لازم تبقى
حاجة تانية خالص |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
أيه حاضر دى ؟ انتى كل حاجة تقوليلى
حاضر ؟ |
عزيزة |
طيب |
عبده |
طيب أيه؟ |
عزيزة |
حاضر مش هاقولك حاضر |
عبده |
يا عزيزة لازم تفهمى إن من حقك يكون
لك رأى . . من حقك تعارضينى . . تقوليلى
لأ . . ممكن يا عزيزة تعارضينى ؟ |
عزيزة |
لأ |
عبده |
(بغيظ) انتى بتقوليلى لأ ؟ أنا بمنتهى
الشهامة عايز أمنحك الحرية تقومى تقوليلى لأ ؟ انتى مش عايزة تبقى بنى أدمة ؟ |
عزيزة |
(بقوة) لأ طبعاً |
عبده |
لأة تلوئك . . لأ ده أيه ؟ |
عزيزة |
(بخوف) بعارضك |
عبده |
(بعنف) لأ ماتعارضينيش . . المرة دى بالذات
مش عايز معارضة . . تقولى حاضر |
عزيزة |
(بإستسلام) حاضر |
عبده |
بتقولى حاضر وانتى مقتنعة ولا عايزة
ترضينى والسلام ؟ |
عزيزة |
ما أنت مش عايزنى أقول لأ |
عبده |
لأ . . تقولى لأ . . بس انتى بتقولى
لأ على حاجة مايتقالش عليها غير حاضر |
عزيزة |
حاضر . . لأ |
عبده |
أيه حاضر لأ دى ؟ |
عزيزة |
انت إختار |
عبده |
أقوللك . . مالكيش دعوة بيا خالص |
عزيزة |
حاضر (تعطيه ظهرها) |
عبده |
(يديرها نحوه) بصى لى هنا . . هاضرب لك مثل يعنى
مثلا لما أقول على حاجة أيوة ممكن انتى تقولى لأ . . ولما أقول لأ انتى ممكن
تقولى آه |
عزيزة |
آه |
عبده |
آه أيه؟ |
عزيزة |
فهمت . . أبقى شريك مخالف |
عبده |
لا غلط . . لأه لأه لأه |
عزيزة |
(بتراجع) حاضر حاضر . . أنا أسفة . . يقطعنى |
عبده |
(بيأس) مافيش فايدة |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
حاضر على أيه ؟ أنا لسة قلت حاجة ؟
أستنى لما اتكلم |
عزيزة |
حاضر . . حاضر |
عبده |
أخرسى خالص وماتفتحيش بقك . . أنا مش
قصدى طبعاً أكتمك . . أنا قصدى تسكتى لحد ماخلص كلامى وبعدين تتكلمى زى مانتى
عايزة |
عزيزة |
(تهز رأسها بالموافقة) |
عبده |
باختصار يا عزيزة أنا عايز أديكى نفس
حقوقى . . أخليكى معايا على قدم المسواه . . عايزك تشعرى أنك زيى فى كل حاجة . .
فهمتى؟ |
عزيزة |
أيوه . . ابقى نسخة منك |
عبده |
(صارخاً) لأ لأ . . أفهمينى بقى ماتطلعيش روحى . . لما أقول
تبقى زيى فى كل حاجة ، معناها زيى بس مش زيى |
عزيزة |
(بحيرة) انت عايز أيه بالظبط؟ |
عبده |
عايزك تحسى انك حرة على الأخر |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
عايزك تحققى كيانك و شخصيتك . . تعملى
اللى انتى عايزاه |
عزيزة |
أنا عايزة أنام (تتثائب) |
عبده |
مافيش نوم غير لما تسمعى كلامى |
عزيزة |
حاضر |
عبده |
أنا عايزك تبقى ند ليا . . يعنى تبقى
حرة . . تخرجى وتدخلى زى ما يعجبك . .
تلبسى على كيفك . . تعملى مابدالك |
عزيزة |
وتبقى أنت دلدول ؟ |
عبده |
هو انتى الناس عندك يا إما واحد متسلط
يا إما واحد دلدول ؟ فيه حاجة بين دى ودى أسمها الندية |
عزيزة |
(بتعب) حاضر |
عبده |
ثم لما بقولك تعملى اللى انتى عايزاه
. فده مش معناه انك تعملى فعلاً اللى اللى انتى عايزاه |
عزيزة |
ماعملشى اللى أنا عايزاه . . حاضر |
عبده |
لأ تعملى اللى انتى عايزاه بس تاخدى
رأيى الأول |
عزيزة |
حاضر . . الأول |
عبده |
يا إما تقنعينى برأيك . . يا إما
أقنعك . . وفى الغالب أنا طبعاً اللى هاقنعك |
عزيزة |
انت اللى تقنعنى ؟ |
عبده |
ماإقتنعناش أحنا الأتنين . . (يسكت) |
عزيزة |
أيه ؟ (تجلس) |
عبده |
هانتخانق . . وأفرضى حتى . . ما كل
الناس المتجوزين بيتخانقوا . . بقول لك أيه ؟ أنا لازم الأول أمحى شخصيتك
القديمة وأصنع شخصيتك من جديد بحيث ماتبقيش صنيعة لحد . . قلتى أيه يا عزيزة؟ (عزيزة
تكون قد نامت وتصدر شخيراً) انتى نمتى ياختى؟ عزيزة . . عزيزة . . أصحى
علشان تنامى |
عزيزة |
ما أنا نايمة أهو |
عبده |
نامى زى ما يعجبك بس جوة فى الأوضة |
عزيزة |
ليه |
عبده |
هو أيه اللى أيه . . لازم تنامى فى
الأوضة على السرير مش فى الصالة على الكرسى |
عزيزة |
لأ أنا متعودة أنام فى أى حتة |
عبده |
أمرى لله نبقى نتناقش بكره . . طيب
أطفى النور |
عزيزة |
لأ أنا متعودة أنام فى النور |
عبده |
وأنا مابعرفش أنام وفى نور فى الشقة |
عزيزة |
(بثورة) هو انت كل حاجة عايزها على مزاجك ؟
دى مابقتش عيشة |
عبده |
أنا ولا أنتى ؟ ثم أنا الراجل |
عزيزة |
وأنا الست |
عبده |
وهى الست أحسن من الراجل ؟ |
عزيزة |
وهو الراجل على راسه ريشة؟ . . زيى
زيك |
عبده |
أنا كنت مغفل . . |
عزيزة |
طبعاً مغفل |
عبده |
انتى اللى فهمتى الحرية غلط لأنك غبية |
عزيزة |
انت فظيع |
عبده |
وانتى بشعة |
عزيزة |
مغرور |
عبده |
مدعية |
عزيزة |
طماع |
عبده |
جشعة |
عزيزة |
يا سئيل |
عبده |
يا رزلة |
عزيزة |
يا سخيف |
عبده |
يا بغيضة |
عزيزة |
يا كئيب |
عبده |
يا مملة |
عزيزة |
يا غلس |
عبده |
يا غتتة |
عزيزة |
يا سمج |
عبده |
يا لزقة |
عزيزة |
يا سطحى |
عبده |
يا تافهة |
عزيزة |
يا فاشل |
عبده |
يا نكرة |
عزيزة |
يا سم |
عبده |
يا دم |
|
(إظلام – صوت: وتمر السنين) |
عزيزة |
يوه |
عبده |
ييى |
عزيزة |
يا ساقع |
عبده |
يا بارده |
عزيزة |
يا خبيث |
عبده |
يا لئيمة |
عزيزة |
يا صفراوى |
عبده |
يا زرقا |
عزيزة |
بكرهك |
عبده |
أيه ؟ |
عزيزة |
بكرهك |
عبده |
أيه بكرهك دى مش عارف . . مش شايف
فيها أى منبع من منابع الإهانة يعنى . . ولا ليها أى طعم ولا حاجة . . يا تشتمى
زى الناس يا هاسيبلك البيت وأنزل |
عزيزة |
يا تافه يا مصدى |
عبده |
حيلك يا عزيزة |
عزيزة |
أيه |
عبده |
نسيتى يا سطحى |
عزيزة |
(تخبط على رأسها) يا تافه يا سطحى يا مصدى |
عبده |
يا فاترة يا معزة يا يا يا أملاية |
عزيزة |
أف . . يا ساتر (تحاول الخروج) |
عبده |
عندك تعالى هنا . . وصلت بيكى الجرأة
انك تقوليلى يا ساتر ؟ |
عزيزة |
آه |
عبده |
ماتطوليش لسانك (يصفعها على
وجهها) |
عزيزة |
ماتطولش أيدك (تصفعه على وجهه) |
عبده |
كان يوم اسود يوم ما أتجوزتك |
عزيزة |
كان يوم مهبب يوم ما شوفتك |
|
(الأثنان يبكيان) |
عبده |
يا ربى . . أنا كنت أتخبطت فى عقلى .
حد يخش القفص برجليه ويقيد حريته بنفسه ؟ |
|
إظلام |
المشهد
الثانى عشر
ـ إن كبر إبنك
|
أمام الستار |
عبده |
لأ
يا عزيزة لأ . . أنا مش موافق على موضوع الخلفة . . عيل يعمل أيه فى الدنيا دى ؟
من كتر ما أحنا مبسوطين وسعدا ؟ أنا أرفض وأرفض بشدة . . ولا يمكن أكرر نفس
الغلطة . . عيل جديد علشان يعيد تمثيل نفس القصة طبق الأصل . . ولادة وتربية . .
صبا ومراهقة . . مدارس وجامعة وشغل وجواز . . لأ يا عزيزة لأ (صوت بكاء
طفل) ليه يا عزيزة ليه ؟ العيال بتذل وانا مش عايز أتذل . . بس مادام ده
أمر واقع يبقى أنتهينا . . ثم أنا ليه متشائم مش جايز ابنى ده هو اللى يحقق
لى أحلامى اللى ضاعت منى؟ هاعلمه وأكبره
وأربيه عشان أخليه . . ولا لأ . . لأ . . مش أنا اللى هاخليه . . أنا هاديله
حريته وأسيبه يختار بنفسه. |
|
صالة عبده – عبده جالس ينظر فى
الجريدة . . عزيزة تقرأ الجرنال |
عبده |
واد
يا حكيم . . بتعمل أيه ؟ |
الطفل |
ولا حاجة |
عبده |
تيجى
نلعب سوا ؟ |
الطفل |
(يهز كتفيه رافضاً)
لأ |
عبده |
(يتحرك نحوه)
ده أنا هاعلمك لعبة حلوة قوى |
الطفل |
لأ |
عبده |
تيجى أركبك على ضهرى ؟ |
الطفل |
وأقول
لك: شى يا حمار
(يأخذ كتاب ويبتعد) لأ أنا هاذاكر |
عبده |
هو
عند وبس ؟ مانت طول النهار بتلعب . . أشمعنى معايا أنا لأ ؟ |
عزيزة |
انت
مش لاقى حاجة تعملها . . هاتطلع همك فى الواد ؟ |
عبده |
(يندفع للطفل بغيظ)
طب تعال بقى أذاكر لك |
الطفل |
(يترك الكتاب ويهز كتفيه)
لأ |
عبده |
خلاص
. . على راحتك يابنى . . تلعب ، تذاكر . . انت حر . مافيش حد يسيطر عليك .
. مافيش حد يختار لك انت حر وانت الذى
يختار . . أنا مش ممكن أكرر نفس غلطة
أبويا معايا إطلاقاً . . انت حر وانت الذى يختار . . بالمناسبة ماقولتليش . .
تحب تطلع أيه لما تكبر ؟ محامى ولا مهندس ولا دكتور ؟ |
عزيزة |
هايطلع
ظابط |
عبده |
أنا
شخصياً مايهمنيش . تطلع زى ما يعجبك . . إنشالله زبال . . إنشالله حرامى . .
يارب تقوللى موظف . . انت حر |
عزيزة |
أنا
عايزاه ظابط |
عبده |
وهو
بكيفك ؟ |
عزيزة |
أمال
بكيفك أنت ؟ |
عبده |
لا
بكيفى ولا بكيفك . . هو الذى يختار |
عزيزة |
يطلع
ظابط وبعدين يختار اللى على كيفه |
عبده |
(للطفل)
قول لى أنا . . تحب تطلع أيه يا حبيبى ؟ محامى ولا مهندس ولا دكتور ؟ |
الطفل |
ولا
حاجة |
عبده |
برا
. . لا يا حبيبى مافيش حاجة أسمها ولا حاجة . . كل إنسان مننا لما يكبر لازم
يبقى حاجة . . انت هاتبقى أيه ؟ |
الطفل |
ولا
حاجة |
عبده |
يعنى
أيه ؟ هاتطلع لى صايع ؟ |
عزيزة |
وهو
هايطلع لك انت ؟ هايطلع لنفسه |
عبده |
أيوة
مانا بتكلم علشان نفسه يا عزيزة |
عزيزة |
هايطلع
ظابط ومالكش دعوة بيه . . تعال يا ضنايا . تعال لماما يا روح ماما (تحتضنه) |
عبده |
تسمحى
الولد شوية بقى . . أوعى الولد (يأخذها منها بالعافية) تعال يا
حبيبى . . تعال لبابا يا سيد بابا (يحتضنه) |
عزيزة |
انت
هاتخسره |
عبده |
انتى
اللى هاتعقديه |
عزيزة |
أنا
حرة فى أبنى |
عبده |
لأ
مش حرة . . ده أبنى أنا . . تعال هنا |
عزيزة |
ماتشخطش
فى الواد |
عبده |
اشمعنى
انتى بتشخطى فيه ؟ |
عزيزة |
أنا
بس اللى أشخط فيه وأربيه . . أنا أمه . . تعال يا ولد |
عبده |
وأنا
أبوه . . أقف جنبى يا ولد |
عزيزة |
انت
بتشخط فى أبنى؟ |
عبده |
وأضربه
كمان زى ما يعجبنى |
عزيزة |
ماتقدرشى |
عبده |
أنا
ماقدرشى يا عزيزة؟ أنا ماقدرشى أضرب ابنى فلذة كبدى ؟ انتى بتتحدينى يا عزيزة ؟ (يضرب
الطفل) وإياكى انتى تمدى أيدك عليه |
عزيزة |
ده
انا أمد أيدى ونص . . ده حقى انا مش حقك (تضرب الطفل) |
عبده |
انتى
بتضربى أبنى ؟ طيب إتفضلى برة |
عزيزة |
برة
؟ برة ده أيه ؟ أنا اللى مش قاعده لك فى البيت . . بس الواد هايمشى معايا . .
فوت قدامى يا وله |
عبده |
الواد
مش هايتحرك من هنا يا عزيزة |
|
(يتبادلان جذب الطفل كل من ناحية وهو
صامت مستسلم) |
عزيزة |
ده
أبنى . . ده أبنى . . فاهم يعنى أيه أبنى ؟ أنا اللى شلته فى بطنى تسع تشهر |
عبده |
أنا
تعبت أكتر ماتعبتى . . كفاية إستحملتك |
عزيزة |
لأ
. . أنا اللى غذيته من لحمى |
عبده |
لأ
. . أنا اللى صرفت عليه من عرقى ودم قلبى |
عزيزة |
أنا
اللى شيلته وأنا اللى قعدته وأنا اللى مشيته وأنا اللى هشكته وأنا اللى نضفته .
. جسمه ده حتة من جسمى |
عبده |
وأنا
اللى بعلمه وأفرجه على الدنيا . . أنا اللى أديته أسمى وأديته القدوة والمثل . .
روحه دى حتة من روحى . . دماغه دى بتاعتى |
عزيزة |
خد
روحة . . إنما قلبه ده ملكى أنا . . أنا لوحدى |
عبده |
لأ
مش لوحدك . . أنا ليا فيه النص فى كل حاجة . . نص جسمه ونص قلبه . . ليا فيه عين
وودن ورجل وأيد |
عزيزة |
انت
مالكش فيه حاجة . . مالكش فيه ولا حتة . . مش هاتطول منه ضوفر ولا صباع . . ده
كله بتاعى أنا . . ده هو حياتى وكل دنيتى . .ده
أنا عايشة علشانه (تبكى وترتجف) |
عبده |
لأ
حرام عليكى . . أدينى حتة . . سيبيلى حتة . . ده أنا ماحققتش حاجة . . ده هو
اللى هايمسح فشلى . . أنا عمرى ما كنت حر فى حاجة . . هو الشيئ الوحيد اللى بحس
انى حر أتصرف فيه (يبكى) خليك معايا أنا |
عزيزة |
(تصرخ)
ضنايا |
عبده |
(يصرخ)
أبنى |
عزيزة |
سيب
الواد |
عبده |
هاتى
الواد |
عزيزة |
شيل
الواد م الأرض |
عبده |
أدى
الواد لأبوه |
|
إظلام |
المشهد
الثالث عشر ـ العمر ضاع
|
أمام الستار |
حكيم |
أنا
حكيم . . حكيم ابن عبده السخن . . طبعاً شوفتونى وأنا صغير لما كنت أد كدة . .
ماتستعجبوش قوى إنى بقيت كدة . . أحنا دلوقتى سنة 2015 . . ربنا يدينا كلنا طولة
العمر . . أبويا عبده السخن أصبح سنه فوق السبعين . . على فكرة شكله إتغير جداً
لدرجة إنكم مش هاتعرفوه . . علشان تعرفوه : هوه دايماً بيقعد مع شلته القديمة
على قهوة المعاشات . . ودلوقتى هاسيبكم علشان تكملوا حكايته |
|
داخل الستار – ديكور لقهوة بلدى مكتوب
عليها قهوة المعاشات يجلس فلان وخليل وثروت |
فلان |
عبده
إتأخر ليه ؟ |
خليل |
يعنى هايروح فين ؟ زمانه جاى ماتقلقش |
فلان |
آه
بس النهاردة عوق جامد |
خليل |
تلاقى
فى حاجة عطلته ولا حاجة . . (يدخل عبده) أهو وصل |
عبده |
(يجلس)
إزيك يا خليل ؟ |
خليل |
الله
يسلمك يا عبده يا خويا |
عبده |
إزيك يا ثروت يا بن عمى ؟ |
ثروت |
أهلاً |
عبده |
(يقرأ)
أخبار المجتمع . . قطعة أرض بالصحراء الغربية مساحتها إتنين متر ونص |
فلان |
إتنين
متر ونص ليه ؟ هو يعنى لازم اللى يشتريها يبنى حواليها جنينة ؟ |
عبده |
لأ
وبيقولك سعر المتر 30.000 جنيه |
خليل |
يابلاش
والهى |
عبده |
والهى
لقطة . . والهى لقطة . . ياسلام لو ربنا يقدرنى قبل ماموت وأشترى 8 سانتى (يقرأ)
رحلات الفضاء اليومية تقلع من تمثال رمسيس سابقاً إلى الزهرة والمريخ |
فلان |
الرحلات
دى متعبة قوى يا عبده . . الأسبوع اللى فات كان فيه رحلة للقمر . قلت أطلع . .
تعبت أخر تعب كلها جبال ومطبات . |
خليل |
يا
راجل سيبك من الكلام ده وأقرالنا أخبار الدفعة بتاعتنا |
عبده |
مع
المسيح ذلك أفضل جداً . . إنتقل للأمجاد السماوية المرحوم سالم البحراوى وشركاه |
ثروت |
هو
سالم ماكنش لسة إتخرج ؟ |
عبده |
بالحق
. . مش إمبارح إبراهيم الطحاوى وهو قاعد فى صوان المرحوم جرجس بانوب إتاوب مات. |
خليل |
الله
يرحمه ولاونى مش فاكره يا عبده |
عبده |
خسارة
ده لسة صغير . . ابن 92 |
فلان |
إتخطف
. . إتخطف |
عبده |
واللى
صعبان عليا انه مالحقش يعزى فى ابن خالته المرحوم فتحى فهيم |
ثروت |
هو
راخر إتخرج ؟ |
عبده |
بعديه
بساعتين . . أهو المرحوم فتحى ده كان إبن نكتة . . كان لسه من يومين قاعد يهزر
مع المرحوم راغب كامل وجايبين فى سيرة المرحوم عياد صبحى بيحكوا أيام ماكانوا
بيزوروا المرحوم شفيق بقطر وكان إبن المرحوم شفيق بقطر . . الواد فؤاد حلو كده
الله يرحمه هو راخر كان بيلعب مع 9 أخوات الله يرحمهم . . كانوا أيه ؟ صحة أيه ؟
الله يرحمهم بقى |
خليل |
وانت
عرفت منين يا عبده إن التسعة دول ماتوا ؟ |
عبده |
من
أخوهم المرحوم هشام اسحق . . كنا قاعدين على قهوة المقدس أيوب الله يرحمه فبشاور
للواد اللى واقف على النصبة الله يرحمه جاللى الواد الجرسون . . . . رحمه الله
وكان هشام الله يرحمه قاعد مكانك يا ثروت أنا بكلم الجرسون أشرف الله يرحمه هنا
بلتفت . . |
ثروت |
(يتلعثم ثم يسقط ميتاً) |
عبده |
ثروت
. . الله يرحمه . . كان لسة قاعد ما بيننا . . كان لسة قاعد منور بيننا . . الله
يرحمه (يربت على أرجل خليل وفلان) منورين . . أهو أترمى الرمية دى
. . فى ثانية بقى بلاطة . . بس على الله بقى عربية البلدية تعجل شوية . . يا
خويا هم بيعوقوا اليومين دول ليه ؟ كانوا دايماً بيعدوا . . أهى . . يا بلدية .
. يا بلدية تعالى الناحية دية وشيلى الجثة دية . . هيه . . نعش . خُش (يدخلوا
2 يشيلوه) مع السلامة يا بن العم |
فلان |
(يذهب مكان سقطة ثروت - بولولة) مع
السلامة . . مع السلامة . . إتخطف . . إتخطف (ثم يلتقط عصاه ويعد العصى
التى فى يده ثم يعود مكانه) |
عبده |
شايف
. . شايف الدنيا يا خليل |
خليل |
شايف
. . دنيا مالهاش أمان |
عبده |
آه
ه ه . . والدور جاى علينا |
خليل |
(مقاطعاً بعصبية) ماتفولش
قدامى |
عبده |
يعنى
هانروح فين |
خليل |
(بنفس العصبية) أيه
يا عبده يا سخن . . انت عايز منى أيه . . طول
عمرك كده واخدنى منظر . . آه آه (ثم يسقط على الأرض ميتاً) |
عبده |
الله
يرحمه كان مخه قفل (يربت على رجل فلان) منور . . كان لسة قاعد . .
يالا خد الشر وراح . . يا بلدية . . يا بلدية . . تعالى الناحية دية . . شيلى
الجثة دية وخلى الجثة دية . . هيه . . نعش . . خُش (يدخلوا 2 يشيلوه) مع
السلامة يا صاحبى |
فلان |
(يذهب مكان سقطة خليل - بولولة) مع
السلامة . . مع السلامة . . مع السلامة يابو عمة مايلة . . إتخطف . . إتخطف (ثم
يلتقط عصاه ويعد العصى التى فى يده وينظر الى عصا عبده لكن عبده يخفيها منه) بقول
أيه . . أنا هاوصل مشوار صغير وأرجع أخد العصايا بتاعتك . . هاه ؟ (ينظر
الى السماء) إخطفه . . إخطفه |
عبده |
(يتقدم إلى الجمهور وتسدل خلفه
الستار) هما كلهم مشيوا وفاتونى ؟ سابونى
لوحدى خالص . . سابونى لوحدى خالص . . باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت
الشمس . . شيئ غريب ومش قادر أفهمه . . ليه الشيخوخة دلوقتى بتيجى فى سن مبكرة ؟
عندكم أنا . . فى حالتى مثال . . الشيخوخة جاتلى بدرى حاجة بتاعة 40 ، 50 سنة
كما أن الصبا يمر بسرعة زى الهوا عندكم أنا ماعيشتش أى صبا . . وهمٌ أنا . .
وهمٌ كل ما فات وسرابٌ كل ما هو آت . . وتبقى الحقيقة المؤسفة وهى أن العمر ضاع |
|
إظلام |
|
بيت عبده – عبده بجالابية بيت بيضاء
وعزيزة جالسة |
عزيزة |
كنت
فين بسلامتك لحد دلوقتى ؟ |
عبده |
يا
عزيزة مش هاتبطلى ؟ أنا حر . |
عزيزة |
حر
فى عينك . . إنطق كنت فين ؟ |
عبده |
كنت فى جنازة مجموعة أصحابى . .
إرتاحتى ؟ إلهى وانت جاهى أرتاح من الدنيا وبلاويها . . آ رب . . يارب خدنى بقى
كفايه . . لا يوم هايزود ولا ينقص . .
أنا بلعب فى الوقت الضايع (يمسك قلبه) عزيزة . . باين عليا هاتكل
ياعزيزة |
عزيزة |
بعد
الشر عليك يا عبده . . شد حيلك |
عبده |
بشد
. . بشد ع الأخر . . أصحابى كلهم فاتونى . . دفعتى إتخرجت يا عزيزة . . مافضلش
غيرى ، الدور عليا |
عزيزة |
ماتقولش
كده يا عبده . . لسة بدرى يا خويا |
عبده |
بدرى
من عمرك يا عزيزة . . يا طيبة يا أصيلة . . يا حبيبتى يا سوسو |
عزيزة |
سوسو ؟ وقعت بلسانك . . مين سوسو دى ؟
انت بتحب عليا ؟ أنا سيبالك البيت وهاروح عند ماما |
عبده |
أعقلى
يا عزيزة . . غلطة لسان . . أحب أيه بس يا عزيزة ؟ بتحرجينى يا عزيزة ؟ ليه ؟
لازمته أيه ؟ ماخلاص بقينا فى الباى باى (يتهاوى) باى باى . . باى
باى ماى لاﭪ . . آه . . آه (يسقط وتسقط منه العصا) |
عزيزة |
(صارخة)
عبده |
عبده |
(يقوم يأخذ العصا ويخبأها)لأ
لحسن ييجى ياخدها (ثم يسقط مرة أخرى ساكناً) |
عزيزة |
يالاهوى
. . ياسبعى . . ياولاد . . ياولاد تعالوا شوفوا أبوكم . . ياولاد تعالوا شوفوا
أبوكم . . آه آه (تسقط ميتة) |
عبده |
(يقوم) يابلدية
. . أيه أمور الغم دى ؟ أنا كنت إتجوزتك علشان تموتى لى ؟ طب وأنا مين هايدفنى ؟
أمى ؟ الله يرحمها . . ماتت . كانت لسة قاعدة (يربت على صدره)
منور . طول عمرها أنانية كانت كابسة على نفسى . . وهاعيش فى البيت لوحدى |
|
إظلام
سريع |
صوت |
وتمضى
السنين |
|
غرفة نوم عبده – عبده راقد على السرير
|
عبده |
ياولاد
. . يا عزيزة . . ياولاد عايز أعمل بى بى . . يا عزيزة . . أنتى إنطرشتى ؟ |
حكيم |
نعم
. . نعم |
عبده |
لامؤاخذة
. . أنا بقول عزيزة مش عزرائيل . . فين عزيزة ؟ |
حكيم |
عزيزة
ماتت |
عبده |
إمتى
؟ |
حكيم |
من
حوالى 12 سنة |
عبده |
هو
إمبارح كان من 12 سنة . . هو أنا عينى تغفل ، تصحى تقولولى فات سنين ؟ الله
يرحمها . . بس الواحد يقول الحق . . هى مش ماتت ؟ بس أقول الحق ولو على رقبتى .
الله يرحمها اللى ماوريتنى فى حياتى يوم عدل . بس كانت طيبة |
حكيم |
أيوة |
عبده |
طب
هاتولى أبنى . . عايز أبنى |
حكيم |
أيوة
نعم ؟ |
عبده |
نعم
الله عليك . . لأ أبنى أبنى |
حكيم |
أيوة
نعم ؟ أنا أبنك |
عبده |
انت
أبنى ؟ |
حكيم |
أيوة
يابابا |
عبده |
بابا
؟ . . . . ده أنت اللى بابا . . انت ابنى ؟ |
حكيم |
أيوة
يابابا |
عبده |
جاتك
بو . . ومالك كبير كدة ليه ؟ ده انت أكبر منى يا وله . . ماشاالله ماشاالله . .
كبرت وبقيت فحل . . وفين أخوك التانى ؟ |
حكيم |
هاجر |
عبده |
ريحنا
. . |
حكيم |
عن
أذنك أشوف أبنى |
عبده |
أستنى
. . أنت خلفت يا وله ؟ |
حكيم |
أيوه
. . جبت مناكف |
عبده |
ماشاالله
. . مناكف أصيل من عيلة السخن . . أندهه لى نفسى أشوفه |
حكيم |
يا
مناكف . . تعال يا مناكف . . تعال كلم جدو |
|
(يدخل مناكف) |
عبده |
ماشاالله
. . شبهى وأنا صغير |
حكيم |
طبعاً |
عبده |
انت
مناكف ؟ |
مناكف |
أيوة
. . ونزل أيدك لقطعهالك |
عبده |
ياه
. . دى بيفكرنى بنفسى |
حكيم |
يالا
يا مناكف . . يالا أدخل أعمل شاتنج مع أصحابك يا حبيبى |
|
(يخرج مناكف) |
عبده |
طب
ده مناكف وعرفناه . . مين سيادتك بقى ؟ |
حكيم |
يوه
. . أنا حكيم |
عبده |
أنت
حكيم |
حكيم |
أيوه
أنا حكيم |
عبده |
طب
أدينى حقنة |
حكيم |
حقنة
أيه ؟ أنا حكيم أبنك الكبير ومابشتغلش دكتور |
عبده |
أمال
بتشتغل أيه ؟ |
حكيم |
ولا
حاجة |
عبده |
إفتكرتك
. . إنت الواد بتاع ولا حاجة اللى غلبنى . . أمال بتعمل أيه |
حكيم |
ولا
حاجة . . أكتشفت مش مهم أعمل أيه . . المهم أبقى أيه |
عبده |
كويس
. . وبقيت أيه ؟ |
حكيم |
ولا
حاجة . . إنما مسيرى هاوصل |
عبده |
أبقى
قابلنى . . |
حكيم |
أنا
رافض أبقى زيكم . . أنا هاعمل اللى أختارة بحريتى |
عبده |
أتلهى
. . هو أنا ضيعنى غير انى كنت فاكر كده ؟ |
حكيم |
كنت
فاكر ؟ ده مش كفاية . . إيمانك كان ناقص |
عبده |
انت
هاتسخن عليا يا واد ؟ علمناهم الشحاتة سبقونا على الأبواب . ده جزائى إنى ضحيت
بنفسى وزليت روحى علشان أخليك بنى آدم حر. |
حكيم |
وأشمعنى
أنا لوحدى أبقى حر؟ ماهو لو كل واحد دور على حرية عيالة وبس هتكون النتيجة إن كل
الناس هاتاكل فى بعض . . وماحدش هايبقى حر. |
عبده |
يعنى
أنا كنت وحش للدرجة دى ؟ تعبى وكفاحى كان من غير فايدة ؟ |
حكيم |
لأ
. . على الأقل انت حاولت . . تعيش حياتك ورفضت إن غيرك يرسمهالك |
عبده |
كله
محصل بعضه وحياتك |
حكيم |
لأ
أبداً . . على الأقل اللى بيحاول . . بيورث الأمل لولاده على الأقل يا بابا انت
أحسن من جدى زى ما أنا واثق ان أبنى هايكون أحسن منى |
عبده |
سيبك
من الكلام ده كله . . عارف الحرية الحقيقية فين يابنى؟ |
حكيم |
فين
يا بابا ؟ |
عبده |
جوانا
يا جبيبى . . الحرية الحقيقية جوانا بس أحنا اللى تاعبين نفسنا وعمالين ندور
عليها فى حاجات تانية . . أشى القوة . . أشى الفلوس . . أشى السلطة . . أشى الحب
. . لكن الحرية يا حبيبى فى قربنا من المسيح وتمسكنا به . . فى وجودنا فى
الكنيسة . . فى الخدمة وبذل الذات . . فى قراية الأنجيل . . فى التناول من
الأسرار |
حكيم |
طيب
مادام انت عارف الكلام ده . . ماعملتهوش ليه من زمان ؟ |
عبده |
ماحدش
قالى يا حبيبى . . كنت بروح الكنيسة علشان يبقى لى وجود وخلاص ويشاوروا عليا
ويقولوا فلان ده خادم كويس وانال مديح الناس وبس . . ماحدش فهمنى الحقيقة يابنى.
الزمن هو اللى فهمنى . . لكن بعد فوات الأوان . . باطل الأباطيل الكل باطل ولا
منفعة تحت الشمس |
حكيم |
يابابا
كويس انك عرفت الكلام ده فى حياتك علشان تلحق تتوب . . بس عايز أقول لك إنك
مانهزمتش كل ما فى الأمر انك إتغلبت على أمرك |
عبده |
لىّ
طلب أخير قبل ماموت نفسى تحققه لى |
حكيم |
إتفضل
أؤمر يا بابا |
عبده |
عايز
لما أموت تبقى تدفنى فى الجبل الأحمر مش فى القطامية |
حكيم |
أشمعنى
؟ |
عبده |
أصل
الهوا فى الجبل الأحمر يرد الروح |
حكيم |
حاضر
. . إنشاء الله |
عبده |
ماتخدنيش
على قد عقلى . . ولا أنا كمان مش من حقى أختار المدفن اللى هانام فيه ؟ |
حكيم |
حاضر
حاضر |
عبده |
يعنى
أتكل عليك ؟ |
حكيم |
إتكل
على الله يابابا |
عبده |
أتكل
على الله . . يعنى أروح أموت ؟ |
حكيم |
لأ
مش قصدى |
عبده |
انت
بتقول أيه ؟ أنا مش سامع . . ليه ؟ طفيتوا النور ليه ؟ |
حكيم |
ماحدش
طفا النور يا بابا |
|
إظلام ويسمع دقات قلب عبده بقوه لكنها
تتباعد |
حكيم |
بابا رد عليا . . بابا . . بابا . . بابا . . رد عليا
يا بابا . . مالك ؟ رد عليا |
عبده |
يشهق شهقات الموت |
حكيم |
بتعمل
كده ليه يا بابا ؟ أوعى تكون خلاص باى باى !! |
|
(بقعة ضوء على عبده فى السرير لوحده
وتسجيل صوته من الخارج وتعبيرات وجهه فقط) |
عبده |
أيه
اللى بيحصلى ده ؟ انا باينى هاموت . . هوه ده بقى أحساس الموت ؟ بس أنا مش عايز
أموت . . لأ مش عايز أموت (بتوسل) يارب ماتخدنيش دلوقتى . . أنا
مالحقتش أعرفك . . أنا يادوب دلوقتى بس عرفت فين الحرية . . معاك انت يارب . . سيبنى
يارب أعيش كمان كام سنة . . شهر . . شهر واحد . . طب أسبوع . . بلاش . . يوم . . يوم واحد بس يارب هاصلى وأصوم
وأتناول وهاتوب . . صدقنى يارب هاتوب . . مع أنى ماعملتش حاجة . . خلينى جنب
العيال . . جنب النور . . الدنيا ضلمة قوى . . مش عايز ضلمة . . أنا بخاف من
الضلمة . . أنا خايف يارب . . أنا مرعوب . . الدنيا برد . . البرد ده جه منين ؟
أقفلوا الشبابيك يا ولاد . . طب حد يغطينى . . مش قادر أرفع أيدى . . جسمى كله
مهمد . . أنا عطشان . . حد يبل ريقى . . ريقى ناشف يا ولاد . . نسيتونى ؟ كلكم
نسيتونى . . (بفزع مفاجئ) أيه ده ؟ مين اللى بيزقنى ؟ ماحدش يزقنى
. . أنا هامشى لوحدى . . أكمنى عجوز وضعبف ؟ مش كفاية برد وعتمة وأنا لوحدى
تعبان وعطشان ؟ أنا رايح فين ؟ أنتم مين ؟ شكلكم وحش كده ليه ؟ ياه أنا خايف قوى
. . أيه ده مين الناس الحلوين دول ؟ دول ملايكة . . آه دول ملايكة أبعدوا الناس
الوحشين دول عنى . مش عايز أبقى معاهم . . يا عدرا . . يا عدرا ماتسبينيش فى
الوقت الصعب ده . . ايه ده أيه النور الجميل ده ؟ مش عارف أفتح عينى من النور .
. الله !! ده مكان جميل قوى . . أنا مبسوط فيه قوى . . مين؟ مين اللى بينادينى ؟
ده أبويا . . أيوة ده صوت أبويا . . وماما كمان أهى . . وحشتينى يا ماما . . أنا
جايلك يا ماما . . أنا جاى أهو . . أنا جاى . . أنا جاى . . أنا جاى (ينتفض
بشدة ثم يرتد الى الوراء وتسقط رأسه بجواره) |
|
إظلام |
نهاية
|
يظهر الممثلون تباعاً |
حكيم |
ومات عبده السخن . . الله يرحمه |
فلان |
كان لازم يموت عشان اللى حواليه يعرفوا
يعيشوا . . ولا كنتوا عايزينه يفضل كابس على نفسهم ؟ |
الأم |
بس حتى بعد موته . . ماحدش دفنه حسب
رغبته |
حكيم |
لأن مدافن الجبل الأحمر هاتتبنى بيوت
وملاعب وجناين وأبنه حكيم شاف إن الحى أبقى |
الداية |
عشان تعرفوا . . البنى آدم اللى
مابيختارش مكان ولادته مش من حقه يختار مكان دفنته |
عزيزة |
إنما بين الميلاد والموت فيه الحياه .
. ودى يقدر الواحد يعيشها بحريته |
فلان |
ومين يقدر يقول انه حر الا اذا كان
بالميت خالص بيشتغل ملك ؟ |
الأب |
أبداً . . حتى الملك ممكن يبقى عبد
لشهوته وعبد لسلطته |
خليل |
الحر هو اللى يبقى ملك نفسه وإرادته |
عزيزة |
الحر هو اللى بيؤمن جوه أعماقه بأنه
حر حقيقى |
ثروت |
الحر هو اللى بيتحرر من شهوته فى انه
يستعبد غيره |
فلان |
طيب قدامكم عبده . . واشهدوا أنتم . .
أهو حاول بكل وسيلة . . ماقدرش يعيش لحظة واحدة بكيفه |
عبده |
(يدخل من الصالة) كلنا هانموت . . كلنا هانموت . لكن
أذا كنت حر تبقى عايش وموجود . . وإذا كنت مش حر ، تبقى عمرك ما عشت أصلاً علشان
تموت . . لأنه من الأخر "إن حرركم الإبن فالبحقيقة تكونون أحراراً" (للجمهور)
انتو مين فيهم؟ أحرار ولا مش أحرار ؟ انتوا قاعدين بس تتفرجوا ؟ ما بتتكلموش
ليه؟ خايفين تقولوا رأيكم ؟ |
فلان |
طب قوموا روحوا . . المسرحية إنتهت
(الستار تهم بالنزول) |
عبده |
لأ أستنوا . المسرحية إنتهت لأن عبده
السخن مات . . لكن أحنا وانتوا لسة فى قلب المشكلة . . وخدوا بالكم . . ماحدش
هايقدر يطلع أبنه حر حقيقى إلا إذا دافع أولاً عن حرية كل ولاد الناس التانيين .
شوفتوا المقلب بقى ؟ |
مناكف |
وأيه هى الطريقة؟ |
عبده |
نتحرر من قيودنا |
ثروت |
الخوف |
الأم |
الجهل |
الأب |
وإحتقارنا لنفسينا |
خليل |
نتحرر من قيود الطبيعة |
عزيزة |
وظروف البيئة |
الداية |
من جبروت المجتمع |
فلان |
وتحكمنا فى بعضينا |
عبده |
وقبل ما نطلب الحرية لروحنا . .
نطلبها لكل الناس اللى حوالينا خصوصاً اللى بيختلفوا معانا . . ده رأيى النهائى
. . إذا كان حد مش عاجبه كلامى . . يسمح لى أقول له : أنا حر |
المجموعة |
هو حر . . أنت حر |
|
أحرار كلنا . . لأننا من حقنا . . زى الطيور نتنفس الحياة . . ونحلق فى الفضا أنا حر . . هو حر . . أنت حر أحرار كلنا . . أحرار فى حبنا . . أحرار فى حلمنا . . أحرار فى نطقنا . . وفى صمتنا وفى رفضنا أحرار كلنا |
ستار النهاية |
0 Comments