مسرحية الناس اللي معندهاش دم
الشخصيات حسب الظهور
1- مذيع النشرة : ممهد للاحداث
2- متفرج : ممهد للاحداث
3- شاهر الدهبي : مقاول ورجل اعمال
4- مدير اعمال شاهر الدهبي
5- هدية الدهبي : زوجة شاهر الدهبي
6- ابراهيم : خادم فيلا شاهر
7- المعلم صبحي : مورد اسمنت ومواد بنا
8- شريف الكامل : مقاول ورجل اعمال
9- صفوت مشهور : مذيع لامع في احدي القنوات الفضائية
10- هادي صادق: صحفي ومؤلف وشاعر
11- حبيب : أمين أمناء للخدمة
أصوات من الخارج
- صوت مكالمة التليفون مع هدية
- صوت ضمير هدية
- صوت الدكتور رفيق
( 1 )
(يفتح الستارعلي صندوق ( تليفزيون) وبداخله شخص أنيق يرتدي بدلة سوداء
وكرافت اسود وهو (مذيع) يذيع نشرة الاخبار – وامامه متفرج جالس وفي يده ريموت
كنترول .. يبدأ المذيع في الحديث ليقول ...
المذيع : إليكم نشرة الاخبار... نبدأ بمجموعة من الاخبار الخفيفة ...
-
مقتل المئات في تصادم بين
قطارين في الصين والتحقيقات ارجعت سبب التصادم لخطأ عامل التحويلة
-
مصرع اربعة في تايوان اثر
سقوط سيارتهم من فوق احد الطرق الممهدة من اعلي احد الجبال العالية
-
شركة امريكية تطلق موقع لها ع
الانترنت لبيع لحوم البشر وتروج لأكلها والتمتع بمذاقها الشهي والجدير بالذكر انها
تبيعه بأسعار رخيصة الثمن
-
(في هذه الاثناء يحاول المتفرج
الجالس تغيير القناة بالريموت الذي في يده ولكن بلا فائدة ويكمل المذيع)
المذيع : ..(موجها كلامه
للمتفرج ) مفيش فايدة مللي بتعمله.. لازم تسمع الاخبار كلها
المتفرج : مش عايزاتفرج يا اخي .. دا ايه الاخبار الغم دي
المذيع: اعد يا كابتن واحترم نفسك
المتفرج : بقولك مش عايز اتفرج ع الحاجات المهببة دي ..انا هقفل التلفزيون
المذيع : ابقي قابلني لو عرفت
.. واعد بقي عشان نكمل احسنلك
(يكمل ببرود).... مصرع سبعين .....
المتفرج : بقلك بطّل..
المذيع : (ينظر اليه ثم يكمل في
برود) .. مقتل العشرات......
المتفرج : انت بارد يا بتاع انت كده ليه ..
المذيع : بقولك اعد احسنلك .. لطلعك .. واعرفك تأعد ازاي
المتفرج : تطلعلي .. ها ها ها .. آل يطلعلي آلـ .....
المذيع: بقي كده
.. طيب ..
(يخرج من خلف الصندوق في حركة بطيئة وثابتة نحو المتفرج ويقف امامه)
المتفرج : (يقف في
حالة ذهول ويقول..) الله .. الله .. الله
..ايه ده .. ايه ده
(وفي اثناء قدومه عليه يسقط علي المسرح ميتاً)
المذيع : اهي دي
جازاة اللي عايز يغيرالمحطة ومش عايزيسمع الاخبار الخفيفة دي كلها
(ثم .. يعود المذيع بكل هدوء وبنفس
الخطوات الثابتة ويقف خلف الصندوق الخشبي ويقول بكل هدوء ..)
المذيع : إليكم هذا الخبر
العاجل .. وفاة احد الاشخاص فجأة في مدنية
صغيرة تدعي (بنها) والسبب .. انه كان عايز يغير المحطة.. شكراً لكم
(تعود الاضاءة
العادية علي ترابيزة اجتماعات فوقها اوراق ويجلس عليها شاهر الدهبي مع أحد مدير
اعماله)
م.اعمال: يا شاهر بيه العملية
اللي سيادتك عايز تقوم بيها دي عملية مش مضمونه وخصوصاً انها عملية ضخمة جداً و
دراسة الجدوي موضحة ان الصفقة خسرانه ومش هتجيب حتي تكاليفها بل بالعكس دا كمان ممكن
الشركة تخسركل راس مالها
شاهر : (بكل كبرياء ) منت عارفني
.. ولا هيّ دي اول مرة تتعامل معاي.. وياما كانت دراسات الجدوي اللي انتوا
بتعملوها بتوضح ان الصفقة خسرانه .. ولكن
بحسن بتقديري انا .. بدخل العمليات اللي من النوع ده ودايماً بكسبها
م.اعمال : .. بس العملية دي
من نوع تاني خالص وغير كل العمليات اللي فاتت .. المره دي مسأله حياة أو موت وخسارتها
ممكن تجرنا كلنا للجحيم
شاهر : شاهر الدهبي اكبر مقاول في البلد .. ميعرفش
الكلام ده .... انا هدخل العملية دي يعني هدخلها.. لاني واثق اني هكسبها.. تاريخ
شاهر الدهبي اللي فات واللي جي بيأكدوا كده .. ع العموم .. انا متحمل المسئولية كامله
م.اعمال : زي ما سيادتك تشوف
شاهر : حاول تحضركل أورق العملية
م.اعمال: كده .. كل الاوراق
مع سيادتك يا فندم
شاهر : طب خلاص انا هـ راجع
الورق .. آه انت تعرف طبعاً .. انا عيد ميلادي النهرده
م.اعمال: طبعاً يا فندم كل
سنة وسيادتك طيب وعقبال مليو..........
شاهر:( يقاطعه) خلاص يا سيدي
بقي ... انا عايزك تتصل (يسلمه ورقه في يده) شخصياً بالاسماء دي وتعزمهم علي حفله عيد ميلادي النهرده..عندي في الفيلا بليل
م.اعمال: حاضر يا فندم ... طب بالنسبه...............
شاهر:( يقاطعه) انت بتتكلم
كتير ليه النهرده .. اتعود انك تتكلم قليل وتشتغل كتير.. الوقت مش في صالحنا
(تدخل هدية الدهبي زوجة شاهرفي وجود السكرتير وشاهروهي سعيدة بشكل ملحوظ
جداً وتحمل بوكية ورد... ويستمر السكرتيرع المسرح ومتابعاً الاحداث القادمة بين
شاهر وهدية ويظهر علي وجهه ردود الافعال بين شاهر وهدية)
هدية : (بلهفة) شاهر..
شاهر : ( ببرود) هدية (وهوينظر
في بعض الاوراق)
هدية : كل سنة وانت طيب وعقبال مليون سنة (تعطي له البوكيه)
شاهر: شكراً (
يأخذه وهو ينظر في بعض الاوراق)
هدية : مالك يا شاهر
شاهر : مفيش ..... (وهوينظر في بعض الاوراق)
هدية : انت في حاجه مضيقاك
شاهر : مفيش ...
(وهوينظر في بعض الاوراق)
هدية : طب ممكن بقي تنسي
الشغل ولوخمس دقايق بس ....
(تأخذ من يده الاوراق وتضعها ع
الترابيزة)
شاهر :( ينظر اليها بكل قسوة
وغيظ ) انت مش ملاحظه انك اخدتي الورق من ايدي
هدية : طب وفيها ايه ...
شاهر : (بغضب شديد) فيها ايه ازاي
..
هدية : الله انت عصبي كده ليه
يا شاهر
شاهر: انت متعرفيش ان الورق ده
بملايين
هدية : انا .....
شاهر: انت .. تحاولي بقي
تبطلي الحاجات اللي هتجنني دي .... (موجهاً كلامه لمدير مكتبه) ..
م.اعمال: الله يكون في عونك
يا فندم
هدية : (كلامها لمدير
المكتب).. يكون في عونه ايه.. (كلامها
لشاهر) .. انا مش فاهمة انت بقيت عصبي كده
ليه .. انا فعلا مش فاهمة
شاهر: (كلامه لهدية) هو انت
من امتي بـ........ (كلامه لمدير المكتب)
بذمتك هي بـ....... ؟
م.اعمال: (كلامه لشاهر).. لا طبعا ..
هدية : ايه ..
مدير المكتب : مجامله .. مش
اكتر يا فندم عشان أكل العيش .. دا هو اللي دماغه ضاربة
شاهر :( ينظر اليه بشدة) انت
بتقول ايه
مدير المكتب : الستات دول ..
هدية : رجاله اخر زمن ....
ولا حد بيّقدر ولا بيحس
شاهر :.. اللي يسمع كده يقول
ان حياتك معاي عذاب في عذاب انت نسيتي يا هانم انت متجوزة مين وعايشه ازاي
هدية : يا اخي الدنيا مش بس مناصب
وفلوس .. الاهم انك تحسسني اني اهم عندك من كل حاجه.. غير كده يبقي العذاب بعينه
شاهر :(مستنكرا) انا مش فاهم
انت عايزة ايه بالضبط
هدية : خلي اللي يربط بينا حاجات
اكبرمن كده
شاهر: لا .. (لمدير المكتب) انا
خلاص مبقتش مستحمل طريقة كلامها دي
مدير المكتب : الستات كلهم
كده يا فندم ..
هدية : انا اللي زهقت .. و مش
عايزة حاجه .. فعلا مش عايزة حاجه .. اهي سنين بتمر بينا وخلاص.. و مش عارفه
آخرتها ايه ..(تصمت .. ثم تقول لشاهر بقوة مبالغ فيها لدرجة ان شاهر ينتفظ هو
ومدير مكتبة الواقف بجوارة وتقول وهي تتقدم نحوه)
هدية : (بجدية وحده بعد فترة
صمت قصيرة) شاهر...
شاهر : نعم
هدية: ممكن اسألك سؤال
شاهر : اتفضلي
هدية : .. انت مش خايف اني
اضيع من ايديك
شاهر: اولا انا مبخفش وبعدين تضيعي
من ايديا.. (ينظر ليديه ويقول) يعني ايه حاجه تضيع من ايديا (ضاحكاً).. انا مفيش
حاجه بتضيع من ايديي ابداً
هدية : آه صحيح .. دنا نسيت
بكلم مين .. نسيت اني بكلم شاهر بيه الدهبي .
شاهر : انت فاكره انك بااطريقة
دي .. هتخليني اعملك اللي انت عايزاه ..
هدية: مش غريب علي واحد زيك ....
مدير المكتب :لا لا لا ميصحش كده يا فندم .. دا برده شاهر بيه الدهبي
هدية : اخرس انت.. (تكمل)..مش
غريب عليك انك متحسش بللي ادامك حتي ولو كانت مراتك .. كل اللي بتفهمه هي الفلوس وبس .. لكن غير كده انت مش فاهم حاجه خالص
شاهر : هدية .. كفاية لو سمحت
هدية : خلاص .. مفيش فايده م
الكلام ..(تصمت للحظة ثم تقول) بس خد بالك يا شاهر بيه .. هدية اللي انت فاكرها مضمونة
فـ ايديك .. ممكن تضيع منك في اي لحظة وهتبقي انت السبب ... (بسخرية) كل سنة وانت
طيب
م.اعمال: طب اسمحولي اقول رأيي
بدام دخلتوني في الموضوع و الامور وصلت بينكوا لحد كده
(شاهروهدية يقفوا في مواجهه علي المسرح ثم يقتربوا
بجانب بعض امام مديرالمكتب و ظهرهم للجمهور ثم يقولوا في صوت واحد له بقوة ).....
( اطلع بره)
(منظر فيلا
فخم وتدخل هدية ع وتنادي علي ابراهيم خادم الفيلا)
هدية : ابراهيم .. ابراهيم
ابراهيم : ايوه يا فندم
هدية : روح هات الحاجات اللي
في العربية
ابراهيم : حاضر يا فندم (
يخرج)
(في هذه الاثناء يرن موبيل
هدية وترد)
هدية : آلو....
ت : ايوه .. هدية هانم
هدية : ايوه مين معاي
ت: اوام كده نسيتي صوتي .. انا
زعلان
هدية : انت تاني يا اخي
ت: وتالت ورابع وعاشر .. الي
الابد يا هدية هانم
هدية : انت عايز مني ايه يا
اخي..عايز مني ايه
ت: تاني .. تاني يا هدية هانم
.. ع العموم انا ممكن اكرر امنيتي دي مليون مره ومش هزهق .. اصله بصراحه اعجابي بيكي ملوش حدود ونفسي اوي اتكلم
معاك
هدية: امال انت بتعمل ايه
دلوقت
ت: لاهو الكلام في التليفون
ينفع .. دنا عايز اقابلك ونأعد ونتكلم .. سدأيني انت محتجالي زي منا محتجالك
بالضبط
هدية : انا............
ت: (مقاطعاً) انا عارف انك محتاجه
تشكي وتفضفضي..
هدية : .. ايه الكلام الفارغ
ده
ت: انت عارفة كويس انه مش كلام فارغ.. سدأيني يا
هدية هـ....... تسمحيلي اقولك يا هدية بس ..
هدية : لا مسمحلكش
ت: شكراً يا هدية .. تعرفي
بقي انك تهميني اوي.. انت تستاهلي حياة تانية
خالص .. واحدة زيك ليه تخضع وتنكسر تحت ذل واحد زي شاهر
هدية : انت عرفت اسم جوزي
منين
ت: أنا انا انا..... انت
ناسيه ان جوزك اعلانات شركاته ومشاريعه مغرقة التلفزيون والجرايد والشوارع ...
هدية انا بجد نفس اقابلك
(يدخل ابراهيم ويسمع الحديث)
هدية : وانا مقدرش اقابلك
ت: ليه ...
هدية : لاني ببساطه ست متجوزة
وبحترم نفسي وبحترم جوزي
ت: طب وايه يعني منا كمان
متجوز وبحترم نفسي وبحترم مراتي
هدية : يا براءتك يا اخي ..
لو سمحت اقفل السكة بقي والا انا اللي هقفلها
ت: خلاص خلاص .. بس لعلمك ان احنا هنتقابل هنتقابل وقريب اوي
.. ومش بعيد كمان تلاقيني ناطط في الفيلا عندكو ....
هدية : لو سمحت اقفل السكة
بقي ...
ت : لا .. اقفلي انت الاول
(برومانسية)
هدية : حاضر ... (تغلق
الموبيل بتحفز)
هدية : ايه ده .. ايه اللي
انا فيه ده بس.. مين ده...عارف انا مين واسم شاهر والمشاكل اللي بيني وبينه.. يا
رب انا هتجنن هتجنن .. (تلتفت لتري ابراهيم واقف فتقول له) انت ايه اللي موقفك هنا
..
ابراهيم : ابدا يا فندم .. انا
دخلت الحاجه ..
هدية : مش وقته .. اتفضل انت
دلوقت
ابراهيم : حاضر .. حاضر يا
فندم
(تهم بالخروج هي الاخري ولكن صوتها الداخلي يحادثها)
يا تري مين ده / مين اللي مهتم بيّ للدرجه دي /وبيكلمني
في اليوم اكتر من 10 مرات/ بقي معقوله اعد يجمع كل المعلومات دي عني عشان يحاول
يقرب مني / وعشان يساعدني في حل مشاكلي ويسمعني / بجد انا محتاجة حد يسمعني .. انا
فعلا تعبانة/ بس دا غلط /انت كده بتخوني جوزك / انا هجيب لنفسي تهمه/ خيانة أيه/
دا هو اللي كلمني .. مش انا/ بس انا كمان كلمته/ طب والحل /ايوه .. أنا اكلمه
واقوله ميتصلش بي تاني / لا ليزعل .. ايوه انا اكلمه واقابله / لا لا انا ايه اللي
بقوله ده / فوقي يا هدية/ متبقيش مجنونه /انت اكبر من افعال المراهقة دي / مفيش
اجمل من فترات المراهقة / دي اجمل مشاعر في الدنيا ولا انت عاجبك اللي انت فيه / لا لا . انا هلغي النمرة من ع الموبيل . ايوه
(تحاول ان تلغي النمرة) استني يا هدية اصبري شوية .. هي نمرته هتضرك في ايه. اضيفه
ولا الغيه .. اضيفه ولا الغيه
(
تكررها)
(2)
(منظر
فيلا شاهر الدهبي وادله علي بداية الحفلة .. زينة وموسيقي وخلافه وتدخل هدية
بفستان سوارية و مكياج كعلامة لبدء الحفل وتمر من ع المسرح مسرعه)
(يرن
جرس الفيلا من الخارج ويفتح ابراهيم ليدخل المعلم صبحي وهو بسيط و غير متعلم يلبس بدله
وقميص وكرافت وحذاء الوانهم فظه جدا ولهجته ركيكه)
ابراهيم : اي خدمة (باستغراب وتأفف)
المعلم صبحي : مش دي برده فيلا شاهر باشا
الدهبي (ينظر حوله)
ابراهيم : ايوه اي خدمة (متأففاً)
المعلم صبحي : ايه العبارة .. اي خدمة .. اي
خدمة .. فيه ايه يلاه
ابراهيم : انا بسألك .. انت هنا ليه؟
المعلم صبحي : وانت مالك يلاه نت يلاه
ابراهيم : وانا مالي .. دانت باين عليك راجل مش
ولابد......
المعلم صبحي: (يقترب منه ويمسكه بقوة من ملابسه)
انت هتقل ادبك يلاه انت مش عارف انت بتكلم مين ولا ايه..
ابراهيم : (بخضوع) لا سعادتك .. معرفش (يظهر
علي صوته)
المعلم صبحي :(يتركه ويتحرك متباهياً) انا
المعلم صبحي ابو شامة اكبر مقاول في الناحية كلها
ابراهيم : تشرفنا يا معلم .. هو انا بشم علي
ظهر ايدي
المعلم صبحي : اديك شميت..
ابراهيم :طب وانت ايه اللي جابك هنا (متأففاً)
المعلم صبحي :الله الله الله انت هتغلط تاني
يلاه ولا ايه
ابراهيم : مش قصدي مش قصدي ..
المعلم صبحي : دا ايه الواد الملزق
ده
ابراهيم: (بأدب مبالغ فيه ) طب
انا دلوقت عايز اسأل حضرتك سؤال .. اعمل ايه .. اسألهولك ازاي
المعلم صبحي : متعملش ايتها
حاجه ..
ابراهيم : يعني حضرتك مش هتدايق
المعلم صبحي: لا حضرتي مش هيدايق .المهم تسأل باخلاق
ابراهيم : يعني اسأل سيادتك
المعلم صبحي: بقلك ايه .. انا
دماغي مش ببلاش
ابراهيم : يعني ....
المعلم صبحي: بقلك متخافش يلاه
ابراهيم : سيادتك يعني هنا بصفتك ايه (يجري بعيداً عنه)
المعلم صبحي: ايوه كده .. انا احب الاحترام .. شوف ياحبيبي .. انا هنا عشان معزوم ع
الحُفلة دي
ابراهيم : (باحتقار) انت ...
المعلم صبحي: لا لا بقلك
ايه.. انا استحملتك كتير
ابراهيم :.. مش قصدي يا معلم
.. زله لسان يا معلم
المعلم صبحي : انت كل مره
تغلط وتتأسف .. تغلط وتتأسف
ابراهيم : لموأخذه يا معلم ..
المعلم صبحي : .. قصره .. فهمت
بقي انا هنا ليه؟
ابراهيم : فهمت يا معلم
(يرن جرس الفيلا .. يذهب دون
اذن المعلم )
المعلم صبحي: رايح فين (يمسكه
بقوة) وانا بتكلم يلاه
ابراهيم : معلش يا معلم
المعلم صبحي : طب مش
تستأذن يلاه مني يلاه
ابراهيم : لمؤاخذه يا معلم ..
بعد اذنك
المعلم صبحي: ايوه كده .. روح
يا حبيبي
( من خارج المسرح)
شريف : شاهر بيه هنا يا بني
ابراهيم : ايوه يا فندم
(يدخل شريف ع المسرح ولا يري المعلم صبحي وهوع
المسرح)
شريف : ايه ده هو لسه محدش جه ولا ايه
(ويقترب المعلم صبحي من شريف وفي وسط الصمت
يتكلم فجأة وينتفط شريف لانه كان يقف معطياً المعلم صبحي ظهره ولا يراه)
المعلم صبحي : (بصوت عال)
مين .. شريف بيه
شريف : .. في ايه.. يخرب بيتك يا معلم صبحي .. خضتني
المعلم صبحي : مين شريف بيه .. وحشني يا باشا (يعانقة بقوة)
شريف: (وهو لا يعانقه وباحتقاروهو ينسق ملابسه)
المعلم صبحي .. ايه اللي جابك هنا
المعلم صبحي : انا معزوم يا باشا
شريف : معزوم
.. ومين اللي عزمك
المعلم صبحي : (بافتخار) شاهر بيه يا باشا
شريف : ياه ... دا شاهر مستواه انحدر اوي
المعلم صبحي : ليه كده يا شريف باشا .. هي
ناقصة كلام من العينة دي مش كفاية اللي عملتوا فيّ
شريف : (بسخرية) ايه .. سمعني كده تاني يا معلم
المعلم صبحي : انت خليت فيها
معلم ولا حتي صبي .. انا عرفت يا شريف بيه انك ابتديت تاخد عمليات من وراي
شريف : عمليات ايه.. من وراك
.. ايه يا راجل يا مخبول الكلام ده ..
المعلم : متأفش في الكلام وخد
وادي .. احنا شغالين مع بعض اديلنا كام سنه ... (يتلفت حوله ثم يقول بصوت منخفض
مسموع) ومتفقين ومضبطين ومسستمين .. وكله ألسطه .. تيجي انت بقي تأنطرني وتاخد حصه
الاسمنت بتاعه الكنيسة اياها من المعلم لطفي.. هو انت لقيته فهمك اكتر مني ولا ايه
شريف : آه ... بص يا معلم..
المثل بيقول اللي تكسب به العب به وانا ليّ اللي يجاريني وميعطليش مصالحي .. وفي
الآخر يديني نسبتي .. عملتلي فيها المقدس صبحي .. وقلتلي كنيسة وحرام .. وربنا مش
هيبارك في عيالنا.. ومحدش ضامن
عمره.. وهنقابل ربنا بآني وش .. .. قلتلك
معطلكش
المعلم صبحي : يا شريف باشا احنا كنا بنقلل كمية
الاسمنت في العمليات اياها بس .. لكن انت دلوقت شغال مع المعلم لطفي اكبر واحد بتاع أسمنت مغشوش
في المنطقة كلها.. فاهم يعني ايه مغشوش ..
يعني العماير متحصلش سنه الا وتتساوي بالتراب .......
شريف : ربنا هو الحافظ لبيوته
يا اخي .. ايه الكفر ده .. وبعدين هوالشغل معاي بالعافية..
المعلم صبحي : يعني ايه يا
شريف باشا ..
شريف : يعني اياك اسمعك بتجيب
سيره الموضوع دا تاني فاهم ..
المعلم صبحي : يا باشا ..
شريف: يعني اللي سمعته ..
المعلم صبحي : دا آخر كلام عندك
شريف : ومعنديش غيره
المعلم صبحي : بقي كده يا
شريف بيه .. مكنش العشم .. بس بقيالك ..
بقيالك يا شريف باشا
شريف : ايه اللهجة اللي
بتكلمني بيها دي .. انت اتجننت ولا ايه ... انت نسيت انت بتكلم مين ... انت بتكلم
شريف الكامل اكبر مقاول في البلد ..
احسنلك تعقل كده وتعرف حدودك كويس .. وانت اكيد عارف اخره الهلفطة الكتيرة في المواضيع دي اخرتها ايه
المعلم صبحي : انت بتهددني يا
شريف باشا ولا ايه
شريف : انا اقدر يا معلم صبحي
(ساخراً) ..
المعلم : وانا برده مش شوية
.. انا عندي رجاله ...........
شريف : (مقاطعاً) ها ها ها ..
آه.. شوية البلطجية .. والصيع اللي حواليك
دول ... دانا ممكن بتليفون ..لا... برنه .. اخليهم زي الفيران اللي بيهربوا م المصيدة .. فاهمني طبعاً
المعلم صبحي : بقي كده .. طب انا هقول لشاهر باشا علي كل اللي حصل ده واخليه هو اللي يتصرف
شريف : كلنا في
الهوا سوا يا حبيبي (ثم يقول بهدوء) وبعدين بلاش الطريقة دي معاي .. ولعلمك بقي شاهربيه
عارف وموافق علي كل اللي انا عملته معاك وهعمله معاك..
المعلم صبحي : لا..... بس هو برده ليه كلمة عليك .. ويقدر يردك ع اللي
بتعمله
شريف : ( بغضب ملحوظ) هو
شاهر.. ولي امري .. عارف لو كان شاهر هنا دلوقت كان عمل ايه معاك ..
المعلم صبحي : لا معرفش يا
باشا
شريف : كان نده الخدامين يرموك
بره
المعلم صبحي : ودي عمايل ولاد
الاصول برده يا شريف بيه
شريف : انت بتتمألس عليّ
ياراجل انت .. طيب .. اتفضل... اطلع بره ومش
عايز اشوف وشك تاني .. فهمت.. يا ابراهيم
يا ابراهيم
(يدخل ابراهيم)
ابراهيم : ايوه يا شريف بيه
..
شريف : امسك الراجل ده من
قفاه وارميه بره ..
ابراهيم :
(بخوف) ايه الراجل ده
شريف : ايوة الراجل ده..
ابراهيم : هذا الوحش ..
شريف : مالك يا بني فيه ايه
ابراهيم : لا ابدا يا فندم
شريف : طب نفذ اللي سمعته ..
يللا
ابراهيم : مقدرش .. دنا اما
حاولت اسأله بس .. بس .. جي هنا ليه كان هيخلص عليّ.. امال بقي (بندب) لو حاولت امسكه من قفاه هيعمل
فيّ ايه .. دا يمسحني من ع الوجود
المعلم صبحي : (لابراهيم) جدع
يلاه.. جدع ..بقولك ايه انا هقول لشاهر بيه علي كل عمايلك دي (لشريف ويخرج)
شريف : امشى اطلع بره .. عالم
معندهاش دم
ابراهيم: تأمرني بحاجه يا
فندم
شريف : لا.. ولا استني استني
.. انت منين يلاه
ابراهيم : انا من الفلاحين يا
باشا
شريف : اه .. سهن يعني واراري
ابراهيم : يا باشا .. دانا اغلب من الغلب
شريف : .. انت هتشكيلي همك ولا ايه
ابراهيم : العفو سعادتك .. هو
انا اتجرأ يا باشا
شريف : كويس اوي انك فاهم كده
... وبعدين تعال هنا. انت سمعت حاجه من الكلام اللي كنا بنقوله انا والراجل النص
كم ده
ابراهيم : حاجه زي ايه سعادتك
شريف :( بلهجه تحذير) بقولك
ايه .لئم الفلاحين ده ميخلش علي. اللي هقوله دلوقت تفهمه وتسمعه كويس .. اللي زيك ..
شغال في بيوت البهوات .. لازم يكون له مواصفات معينه .. لا بيشوف ولابيسمع ولا
بيتكلم ولا بيحس .. يعني يبقي زي اي حته موبيليا في الفيلا .. لا بلاش حته موبيليا
عشان الموبيليا هنا غالية اوي.. يبقي زي اي حاجه واخده حيز من الفراغ .. لانك ملكش
تمن فاهم .. ملكش تمن..
ابراهيم : فاهم يا باشا
شريف : يلللا انت دلوقت ..
(يدخل صفوت مشهور المذيع اللامع في قناة البداية وهو
منافق الي حد كبير)
صفوت : مش معقول
.. آتاري الفيلا منورة .. مين ادامي .. شريف بيه الكامل .. النجم الساطع في سماء المقاولات
في مصر والعالم وحشني وحشني بشكل .. تعال
في حضني يا حبيبي (يتعانقوا)
شريف : صفوت مشهور ازيك ..
عاش من شافك يا اخي ... ايه اخبارك ..
وايه اللي جابك هنا
صفوت : جيت عشان اشوف سعادتك
واتطلع برؤية سعادتك البهية
شريف : انت مش هتبطل بقي
صفوت : طب تسدأ- سعادتك
شريف : لا مش مسدأ طبعاً
صفوت: بجد - انا بحلم كل يوم سعادتك... بأحلام سعيدة لان بتكون سعادتك.. الضيف المحترم
اللي مستضيفه عقلي .. في برنامج احلامي
شريف : المهنة غلابه يا سعادة المذيع
اللامع ..
صفوت : تلاميذك يا شريف بيه
شريف
: تسدأ يا صفوت اني عارف كويس جداً ومتأكد ان كلامك كله أونطه .. الا ان الكلام
اللي بتقوله دايماً بيعجبني وبيعدل مزاجي
صفوت : يا مزاجك يا شريف بيه
وربنا عالم سعادتك.. بجد.. ان كل كلمة بقولها .. هي تعبير صادق وحقيقي عن كل اللي
بشعر بيه داخل قلبي وكياني كله ناحيتك
شريف : الا قولي انا شفت آخر
موضوع عملته في البرنامج بتاعك علي القناة الفضائية اللي اسمها .. اسمها ..
صفوت : قناة البداية ...
شريف : ايوة البداية .. شفت
البرنامج بتاعك كان سخن اوي وكان الموضوع تقريباً عن العمارات اللي بتقع وفساد
المقاولين في مواد البنا
صفوت: مضبوط يا شريف بيه ..
كان موضوع جامد جداً .. وابتدي يألب علي مقاولين كتير وان شاء الله انا هستمر بكل
قوة في الحمله دي .. بجد
شريف : عظيم .. دا هايل جداً
..
صفوت: الله يخليك يا شريف بيه
.. اصل المسألة مسأله مبدأ ومسألة ضمير وانا لا يمكن اخالف ضميري او مبادئي ابدا ولا
حاجه تقدر تمنعني عن حملتي القوية دي ضد الفساد والفاسدين .. لان بجد .. (بوعظ
خالي من الصدق) بلدنا محتاجة لجهود اولادها المخلصين ومحتاجة لكل قطرة من قطرات
دمنا لكي نعبر بها من بحار الهوان .. لشواطئ الامان. وبجد ويا ريت كان كل
المقاولين زي سعادتك في الضمير والشرف والامانة
شريف : ايه الكلام الكبير ده
يا سيدي
صفوت : ( بقوة) الامانه
المهنية تحتم عليّ كده يا شريف بيه ..ولا خيار اخر
شريف : مش خايف .. (بتحذير.
مؤثر صوتي)
صفوت : مش خايف ... من ايه
سعادتك ؟
شريف : ان حد من الناس اللي
بتجيب سيرتهم دول يتعرضولك باي طريقة كانت
صفوت : (بقلق) احمم .. يتعرضولي
ازاي يعني (محاولا التماسك) .. لا.. لا.. هي الدنيا سايبه .. وبجد انا لا مكان للخوف
في قلبي
شريف : دا شئ عظيم .. بس ع العموم ً.. خد بالك من نفسك يا صفوت
صفوت : ليه صحيح .. سعادتك
يعني ...
شريف : .. المواضيع دي فعلاً ممكن تألب ناس كبيرة قوي
عليك وتخليك تمشي تتلفت حوالين نفسك .. الناس دي مهندهمش هظار .. انت مش فاكر
حادثة الاستاذ رائف .. الله يرحمه.. المذيع اللي كان قبلك في القناة وفـ نفس
البرنامج
صفوت : ايوه سمعت عنها..بس حسب
التحقيقات كانت قضاء وقدر.. اسانسيرالعمارة اللي كان ساكن فيها وقع من الدورالعاشر
ودا كان بسبب عيب في الاسانسيرنفسه
شريف : اللي متعرفوش بقي ان
الحادثه كانت بفعل فاعل (مؤثر صوتي)
صفوت : (بخوف) يا نهاراغبر.. بفعل
فاعل ؟!!! .... وسيادتك عرفت منين؟
شريف : مش مهم اجوبك ع السؤال
ده.. السؤال الاهم .. هو اتعمل فيه كده ليه؟
صفوت : اوعي يا باشا .. تقول
السبب اللي انا بفكر فيه ..
شريف : ايوه .. هو اللي انت بتفكر فيه
صفوت: عشان آخرموضوع عمله
شريف : ايوه .. الله ينور
عليك ..
صفوت : (ببعض القلق) هم
..كانوا ناس كبيرة اوي يعني
شريف : اوي اوي.. زي الناس
اللي بتعمل عنهم البرنامج بتاعك بالضبط
صفوت : سيادتك متأكد ..
شريف : زي منا متأكد .. ان
انت صفوت .. ومتأكد مللي هيحصلك لا قدر الله ....
صفوت : .. عارف سعادتك انا اول ما رحت القناة عرضوا
اني امسك برامج المنوعات والمسابقات .. تخصصي يعني من الاخر .. وانا بهبلي رفضت وصممت
اني اقدم برنامج يخدم المجتمع
شريف : الله يرحمك يا استاذ
رائف .. الله يرحمك
صفوت : لا(طويلة) .. انا برده
بقول وانا مالي .. انا مالي بالمواضيع الكبيرة دي .. هو انا هصلح الكون ..متخلي
المبادئ لناسها.. مالها برامج المنوعات والمسابقات الهايفة .. بص سيادتك دانا ان
شاء الله .. بجد .. نازل الاسبوع الجاي ..لا..
الاسبوع ده .. بحته برنامج هايف انما
ايه .. كده .. هيعجبك قوي يا شريف بيه ..
وانا عارف سعادتك بتحب البرامج الهايفة اوي
شريف : بموت فيها يا صفوت ..
صفوت : اقول لسعادتك حاجه ..
انا بقي نفسي اعمل برنامج خاص جداً نعرض فيه قصه كفاحك وحفرك في الصخر لحد ما وصلت
وبقيت اكبر مقاول في البلد .. انا اتمني من سعادتك اني اخد كارت بلانش عشان
نستضيفك في اقرب وقت
شريف : ان شاء الله يا صفوت
.. هرتب مواعيدي واقولك
صفوت : في غاية الشكر شريف
بيه (منحنياً)
(يدخل هادي صادق صديق صفوت وزميل دراسه هو شخص صاحب
مبادئ ودائماً مهموم بالحياة ومأساويتها وغير منافق و يدخل المسرح مسرعاً)
هادي : ليه يا ناس .. ليه يا
ناس فين المبدأ . فين الضمير . فين
الامانة ..للدرجه بقت الوحشية في كل مكان . خلاص مبقاش فيه شئ نخاف عليه .. كل حاجه هانت
علينا .. حتي احترامنا لبعض انتهي ..(يصرخ) وللاسف محدش عارف هو رايح فين .... دا
احنا أكيد عايشين نهاية العالم .. مش مساء الخير ولا ازيكوا .. ربنا ياخدنا جميعاً
ويريحنا
صفوت : مين .. هادي .. صديق الدراسه .. ورجل المبادئ المنقرضة
وصاحب النفس اليائسة.. فينك يا راجل وحشني
.. وحشني بشكل .. تعال في حضني يا
حبيبي (يحاول ان يعانقة ولكن هادي يرفض)
هادي : اوعي اوعي يا اخي ..
انا ناقصك مش كفاية الشارع .. دا بقي زي المقابر الجماعية
صفوت : يا ساتر .. طب ما تمشي
في حالك وخلاص يا هادي
هادي : امشي في حالي.. صحيح
منت من انصار اللامبالاة والتطنيش.. لكن.. انا قررت اني طول منا ماشي وشايف كل
السلبيات دي لازم اقيمّها واقيّم سلوك الناس.. قررت اني افهمهم ان كل حاجه لازم تتعدل قبل فوات
الاوان
صفوت: كل حاجه لازم تتعدل .. (متعجباً)
هادي : ايوه .. كل حاجه
حوالينا معايرها اتلخبطت .. فين الصح وفين الغلط .. فين الطريق ومين اللي هيسندنا فيه .. الانسان(متأملاً) تقدر تقلي بقي ايه تمنه ..
شوية خردة اغلي منه .. اكل العيش .. والعيش .. واحتياجنا اننا نعيش ونعّيش اولادنا
لاهانا عن عن كل شئ جميل.. لاهانا حتي عن قيمتنا الحقيقية .. و الخسارة بقت دايما
من نصيبنا ....امتي هنقدرنغلب .. مش عارف
.. حقيقي مش عارف
صفوت : بس بس بس انت عايز
تصلح الكون .. يا بني دي قوانين محدش يقدر يغيرها .. هي دي قوانين الحياة .. واللي
بس يفكر انه يغيرها ممكن يتجنن
هادي : صفوت .. انت خلاص مت
اكلينيكياً.. وطول منت بتفكر بالطريقة الغريبة دي.. عمر ما في حاجة هتتغير..
وبعدين مسئولية اصلاح الكون دي مسئولية واجبة علّي .. اما انت بقي فخليك
لتقديم برامج المسابقات الهايفة
صفوت : يا هادي ميصحش الكلام
ده
هادي : ميصحش ايه بس .. هي دي
الحقيقة ..
صفوت : يا هادي تسدأ ان انت
زي منت من ساعة آخرمره شفتك فيها ..
هادي : انا متغيرتش .. لاني
مؤمن بحاجات مبتتغيرش .. اما انت بقي فاخترت انك تبيع كل حاجه....
صفوت : (مقاطعاً) طب بس سيبك
من الكلام الاهبل ده .. مش عايز تعمل علاقات جامدة مع ناس مهمه ..
هادي : لا ... مش عايز
صفوت : طيب ماشي ... تعال اما اعرفك علي الباشا
اللي هناك ده
هادي : مش عايز أتعرف علي حد
..
صفوت : خليك اجتماعي يا اخي
.. مفيش احسن من العلاقات .. وانك تعرف اي حد في اي حته ومين عارف يمكن تحتاجله
النهرده ولا بكره
هادي : انا مش محتاج لحد ولا هحتاج لحد
صفوت : بقولك تعال (يشدة
بقوة) اقدملك يا هادي شريف بيه اعظم مقاول في مصر والعالم
هادي : ليه كان بني برجين
التجارة في امريكا يا منافق
صفوت : (بصوت منخفض لهادي
ولكنه مسموع) مهو اكبر دليل ان شريف بيه هو اللي بني البرجين .. انهم وقعوا
شريف : اهلا يا هادي بيه
هادي: (متعجباً) هادي بيه ..
اهلا يا فلان
شريف : فلان ......
صفوت : لمؤاخذه يا شريف بيه
.. (موجهاً لهادي الحديث) اعقل بقي متبقاش قفل كده
هادي : انا قفل يا ترباس مصدي
صفوت : طب اسكت اسكت .. انت
مفيش فايدة فيك
هادي : امثالكوا من المنافقين
ورجال الاعمال ....هما اللي مودينا في داهية
شريف : ايه يا صفوت الكلام ده
صفوت : لمؤاخذه يا شريف بيه
.. امسحها فيّ ..
شريف : انا همسح فيك ايه ولا
ايه يا صفوت بس
هادي : (ينظر لهم بإحتقارثم
يقول) علي رأي الشاعر .. الارض مقبرة جماعية للأرواح البيضاء .. وهي ملكوتاً
ابدياً للأجساد والابدان الزرقاء
(يدخل حبيب وهو امين امناء للخدمة وهو من المدعوين
ايضاً في الحفلة)
حبيب : سلام ونعمة يا احبائي
صفوت : اهلا حبيب .. اهلا
بالكاهن المنتظر.. وحشني .. وحشني بشكل
تعال في حضني يا حبيبي (يتعانقوا ويقول) مش قريب برده موضوع الرسامة
حبيب : ربنا يباركك يا صفوت
..ازيك وازي ولادك..وكله بارادة ربنا
صفوت : كلهم بيبوسوا ايديك يا
حبيب ... يا حبيب قلبي
حبيب : انت فين يا استاذ صفوت
.. بقالي كتير مشفتكش.. ايه يا راجل .. ومبشوفكش في الكنيسة ليه
صفوت : سدأني يا حبيب .. مشاغل
..مشاغل كتيرة قوي
حبيب : بقي معقوله .. فيه
حاجه تشغلك عن ربنا
صفوت : سدأني فيه يا حبيب ..
انت عارف دوامه الحياة .. تفضل تاخدك وتاخدك
حبيب : ع العموم احنا عارفين
مسئولياتك الكبيرة .. وخصوصاً بعد ما رحت قناة البداية
صفوت : (يضحك ويكمل) .. دنا
اللي سامع عنك سمع خير .. وخدمتك الجامدة اوي .. دانت بقيت اشهر مني يا اخي
حبيب : شكرا يا صفوت بيه ..
مش للدرجه .. وربنا يرحمنا من المجد الباطل
صفوت : انا مش قصدي حاجه يا
استاذ حبيب.. خلاص بلاش نتكلم فـ المواضيع دي لو بتضايقك
حبيب : لا صحيح .. بتسمع ايه
عني ..
صفوت : مؤلكش .. نشاطات
ومؤتمرات .. وحاجه محصلتش قبل كده
حبيب : (بشغف) وايه كمان
......
صفوت : هقولك .. بس تعال
الاول اما اعرفك علي راجل 100 – 100
حبيب : مين .....
صفوت : الراجل اللي هناك ده
(يهموا بالذهاب ويتجه حبيب ناحية هادي معتقد خطأ ان
صفوت يقصد هادي ويحادثه .. اما صفوت فيذهب لشريف ليقف معه دون النظر لحبيب)
حبيب : (محدثا
هادي) سلام ونعمة يا قديس
هادي: اهلا يا
حبيبي (يمد هادي يده لحبيب لكي يقبلها باعتباران حبيب قال له يا قديس)
صفوت : يا اخي انت رحت لمين
بس .. مش دا .. دا خلاص اتجنن
هادي : اتجننت يا نفعي
(يتجه صفوت وحبيب نحوشريف)
صفوت: اقدملك........
حبيب : (مقاطعاً) اهلاً أهلاً
.. شريف بيه
شريف : ازيك يا أستاذ حبيب
صفوت : الله .. انتوا تعرفوا بعض
حبيب : طبعاً يا صفوت .. شريف
بيه كان هو المقاول المسئول عن ترميم الكنيسة بتاعتنا
شريف : (مؤكدأ) دا حقيقي
صفوت : شفت الصدف .. شفت
الصدف يا هادي
هادي : صدف مهببه ..
حبيب : شريف بيه .. راجل
محترم ومثال للامانة والضمير.. ويعرف ربنا و بيخدم الكنيسة بقلب ..لدرجه ان مورد
الاسمنت اللي اسمه المعلم .. المعلم ..
شريف : المعلم صبحي
حبيب : ايوه المعلم صبحي .. واللي بقاله زمن بيشتغل معاه.. غيّره وقطع
علاقته بيه نهائياً .. لمجرد انه حس انه بيتلاعب في كمية الاسمنت اللي بيوردها
للكنيسة ..
شريف : يا استاذ حبيب الحاجات
دي متتقالش .. اهو كله لربنا
حبيب : طبعا كله لربنا .. والله
يعوض تعب محبتك
صفوت : يا سلام .. يا سلام ..
بجد .. انا شايف صورة حيه من المحبة والتآخي والعلاقات القوية بين الناس وبعضها ..
اسمحولي اسآف لكم تقديراً واحتراماً وتحية ليكم .. سأف يا بني (لهادي) سأف يا
حبيبي
هادي : اسأف واعملك حفلة ..
علي تربتك ان شاء الله يا صفوت
شريف : استاذ حبيب خادم ممتاز وبيخدم ربنا بجد .. دا
ماجد ابني متتصورش بيشكر فيك اد ايه ..وبرغم وضعك في الكنيسة الا انك تقريبا خادم
خصوصي ليه .. مبتسيبهوش لحظة
حبيب : يا شريف بيه ماجد ابن
حضرتك .. الكل مهتم بيه وبيحبه من اصغر
لاكبرواحد في الكنيسة
صفوت : يا جماعة
هو دا الطبيعي .. ولاد الباشوات والباهوات دايماً بيلاقوا عناية ومعامله خاصه جداً
من خدامنا ومن كهنتنا وفي كنايسنا
هادي: ( بصوت عال)
الانسان عدو نفسه ..
حبيب : طب انا كنت عايز اتعرف
اكتريا استاذ صفوت علي اخونا القديس
هادي: والانسان عدو اخوه
الانسان..
صفوت : مابلاش
هادي : والبشر اعداء البشر
حبيب : بلاش ازاي .. واهمل ليه اي مريض عقلي اقابله
هادي : (يقول هادي وهو بنفس
وضعه المتأمل ) والاستاذ حبيب بقي بيخدم في اي خدمة
حبيب : طب ع الاقل بص لي وانت
بتسألني
هادي: (يقول هادي وهو بنفس
وضعه المتأمل ) عايزني ابصلك ..انت الخسران (ثم بتحفز يذهب تجاهه ويقول) انا هادي صادق صحفي
سابق ومؤلف حالي .. وحضرتك
حبيب : انا علي رأس امانة الخدمة
في الكنيسة .. وحضرتك بتألف بقي (بسخرية)
هادي : ومالك بتقولها بتريقة
كده
حبيب : لا ابدا.. بس اصلي
مبعتقدش في الحاجات دي
هادي : امال حضرتك ليك في ايه
.. في الطبيخ
حبيب : طبيخ .. انا وضعي في
الخدمة واخد كل وقتي
هادي : كويس اوي ودي فرصة عظيمة
عشان اسألك عن اخبار الخدمة في الكنيسة دلوقت وخصوصاً اني شايف معظم اولاد الكنيسة
................
حبيب : (يقاطعة) ايوة طبعا ..
ايجابيين و متفاعلين مع المجتمع والبيئة المحيطة
هادي : لا.. انا اقصد ..
حبيب : ايوه شبابنا شباب
متميز وناجح وقادر علي مواجهة الحياة
هادي : مأصدش ..
حبيب : ايوة يبقي اكيد تقصد
.. انهم لهم من الوعي ما يساعدهم علي الاندماج في المجتمع وفي الحياة مع المحافظة
علي انكار الذات
هادي : ايه يا عم العبط اللي
انت بتقوله ده .. انت مصدأ اللي انت بتقوله ده
حبيب : اولا انا مسمحلكش
تكلمني كده .. ثانياً انا في كل اجتماع للخدمة بأكد علي الكلام ده لابنائي الخدام
هادي : (متعجبا)..اولا انا ميهمنيش تسمح ولا
لا.. ثانياً انا عرفت المصيبة جاية منين بالتحديد
حبيب : متهيألي .. انت بتبالغ
شوية يا اخونا المبارك هادي
هادي : يعني الافتقاد تمام ..
مفيش حد من ولاد الكنيسة برة
حبيب : نشكر الله
هادي:واللي .. ع القهاوي .. وفي
الشوارع.. واضح ان مفيش حد من ولادنا تعبان في حياته خالص و خصوصا الاستاذ ماجد
ابن شريف بيه.. وواضح ان مفيش اي تقصير من الكنيسة
حبيب: (مؤكداً) لا الكنيسة
عمرها ما تغلط ابدا ابدا.. وبعدين
هادي: (بهدوء)طبيعي ان اسمع
من حضرتك الكلام ده ..
حبيب: نشكر محبتك ..
هادي: (بانفعال) انت مش فاهم
حاجة خالص .. وامثالكوا من المسئولين عن الخدمة اللي اعدين جوه الكنيسة .. واللي
نايمين علي ودانهم .. همه الي مش حاسين بحاجه .. انزلوا الشوارع .. اتفرجوا علي ولاد الكنيسة اللي مرميين في كل حته
.حسوا بالناس.اللي محتاجين حد يسندهم ويحميهم.كل لحظة. (يحاول صفوت منعه من
الاستمرار) انتوا فاكرينها كراسي أعدين عليها وخلاص .. دانتوا لازم تبكوا بدل
الدموع دم .. علي ولاد الكنيسة اللي بره .. ومحدش سائل فيهم .. امثالكوامن الخدام
همه اللي هيودوا ولاد الكنيسة في داهية
(يدخل
ابراهيم علي علو الصوت)
حبيب : ايه ده يا استاذ صفوت دي
حالته صعبه قوي ( يبعد عنه)
صفوت : مش قلتلك بلاش ..
هنسكته ازاي دلوقت
هادي : ايه .. بقول الحقيقة
.. هتروحوا من ربنا فين
صفوت : اعقل يا هادي .. بطل
جنانك ده بقي
هادي : سيبني يا صفوت.. سيبني
انفس عن الغضب اللي جواي يا اخي .. سيبني .. اذا كانت الكنيسة إمتداداً للعالم فلا
قيمة لها
شريف : يالي اسمك
هادي انت .. انت مش ملاحظ انك بتتكلم كلام اكبر منك
حبيب : يا استاذ
هادي خليك اسم علي مسمي .. وكل حاجه تيجي بهدوء .. الهدوء شجرة الحياة
هادي : خليك انت اللي
هادي يا استاذ حبيب
صفوت: انا مش فاهم انت عصبي كده ليه يا هادي
(يدخل ابراهيم في
الوقت الذي يقول فيه هادي الشعر ويكون رد فعله غريب جدا)
هادي :
لابد من وجود (برجلٍ) يرسم الدائرة
..
فالدائرة مفقودة ..
..
الدائرة غير موجودة
أحمل
داخل روحي جسداً ثقيلاً متقرح
متأرجح
ما بين القبرِ والغرفة
.....................
تتصارع
فيّ اللعنات .. تتسابق فيّ اللعنات
تنطلق
مني اللعنة العظمي
تنشق
روحي عن جسدي
أنفصل
عني حتي الأن
.............................
يتحرر
جسدي من قيود الروح
تتحرر
روحي من قيود الجسد
... وينطلق الاثنان ليصطدما ببعض ... لينجبا
الموت !!!
.....................................................................................................
ابراهيم: (يصفق برغم عدم فهمه)
حبيب : بسم الصليب .. الراجل ده عليه شيطان ولا ايه
صفوت : اه .. محنا ناقصين جنان
(يدخل شاهر الدهبي وحرمه هدية ويصفق صفوت عند دخولهم
ويتبعه الجميع ما عدا هادي)
صفوت : سمو الامير
شاهر بيه .. وأميرة الحياة هدية هانم
شاهر : اهلا
بالمذيع اللامع صفوت مشهور
هدية : اهلا صفوت
بيه
شاهر وهدية : اهلا
يا جماعة
شريف : كل سنه
وانت طيب يا شاهر بيه
شاهر: وانت طيب يا
تلميذي النجيب ..
شريف : اهلا شاهر
بيه .. اهلا هدية هانم
حبيب : سلام ونعمه
يا شاهر بيه وكل سنه وانت بخير
شاهر : استاذ حبيب الخادم الناري اهلا
هادي : ازيك يا
شاهر .. انا بشكرك انك فاكرني علي طول
شاهر : شكر ايه ..
دحنا عشرة عمر يا هادي ومتربيين مع بعض من
ساعة ما كنا صغيرين.. انت ازيك .. وحشني
يا اخي . واهي فرصة نشوف بعض .. (لهدية الحديث) اهو هادي ده يا هدية زي اخوي
بالضبط غير انه اعظم واصدق صحفي شفته في حياتي
هادي : .. لكن
للاسف بدون فرصة حقيقية .. لكن انا واثق ان الفرصة جايه جايه حتي لو مر العمر كله
... المهم ..كل سنه وانت طيب
شاهر: وانت طيب يا
هادي
هادي : بالمناسبة
ديه .. انت كملت كام سنه يا شاهر
شاهر : سدأني يا
هادي انا مبحسبش عمري بالسنين .. انا بحسب عمري بكام عملية كسبتها في حياتي
.. وفي الحقيقة انا علي طول كسبان ..
هادي : طب ايه
اعظم واكبر عملية كسبتها في حياتك لحد دلوقت
شاهر : اعظم صفقات
حياتي اللي كسبتها هي .... هي ... مراتي هدية وعمري ما هخسرها ابداً
هادي : علي كده.. بقالوا
كام سنه متجوزين
صفوت : يا هادي
ايه الاسئله البايخة دي .. ربنا يسعدهم علي طول يا اخي
هدية : (بكل حزن)
بقالنا 15 سنه متجوزين يا استاذ هادي
هادي : يـــاه
(طويله) ربنا يقويكوا
هدية : ميرسي....
هادي : علي ما
بلاكوا
صفوت : ربنا
يسعدكوا ويهنيكوا .. وتكملوا حياتكم بكل فرح وسعادة ونجاح وآمان وسلام وهدوء وود
وسرور .. ويبعد عنكو الشرور و تبقي حياتكوا نور .. وتبقي........
هادي : انت هتشحت
عليهم يا بني
هدية : طول عمرك
مجامل يا استاذ صفوت
صفوت : سدأيني بجد انا بقول اللي في قلبي يا هدية هانم
شريف : يا جماعة
ادوني فرصة شوية اتمتع بقي بصديقي وزميلي العزيز شاهر واهنيه بعيد ميلادة النهردة
شاهر : صديقي
العزيز شريف نسي يقول حاجه صغيرة اد كده .. وهواني كمان استاذة
شريف : طبعا ..
طبعا (يقولها بدون ارادة) شاهر بيه راجل ناجح وخبرته كبيرة وهو اللي علمني اصول
المقاولات واسرارها وخباياها .. هو انا اقدر انسي ابدا .. وهدية هانم
شاهر : ايه .. هي
كمان علمتك.ولا ايه.
شريف : لا انا
قصدي .. ان وراء كل رجل عظيم امرأة اعظم منه (بخبث)
شاهر : عظيم .. عظيم
شاهر : (بصوت عال)
اما دلوقت يا جماعة انا عايزكم تعتبروا الفيلا فيلتكم .. استمتعوا .. وعيشوا اجمل
وقت ليكم .. (ثم ينده علي ابراهيم الخادم ويقول له) انا عايزك تبقي تحت امر اي حد
من البهوات اللي موجودين هنا في الفيلا .. فاهم
ابراهيم : حاضر يا
فندم
(يتحرك الجميع حركة طبيعية ليكونوا مجموعات – شاهر يقف
مع هادي – شريف يقف مع هدية- صفوت يقف مع سليم- حبيب يقف بمفرده)
(ويبدأ تسلل ابراهيم وهو يقدم المشروبات ليعرف الموضوعات
الخفية .... ليعلم ان شريف يحاول ان يقيم
علاقة مع هدية خلال تجوله)
يتجمع ويدور
الحديث بين المجموعات كالاتي:
1- شاهر وهادي
2-
شريف وهدية
3-
صفوت وحبيب
ثم
1- شاهر و هادي
2-
شريف و هدية
3-
صفوت وحبيب
4- شاهر و هادي
--------------------------------------------------------------------------
( شاهر وهادي)
شاهر : ايه اخبارك
يا هادي وعامل ايه
هادي : ابدأ
.. بعد ما رفدوني من الجريدة
شاهر : تاني ..
تاني يا هادي دي يمكن المره الرابعة اللي بيرفدوك فيها من الجريدة
هادي :اعمل ايه يا
شاهر .. عالم منافقين .. كلهم منافقين وعايزني انافق زيهم .. وللاسف النفاق في
زمنا ده بقي هو سكه النجاح .... عايزني اساير الجو وامشي زي الريح ماهي رايحه
واغير مبادئ واخلاقي ..
شاهر : طب
وانت بتعمل ايه دلوقت
هادي : ابداً رجعت لهوايتي القديمة والجميلة.. الكتابة
والتأليف
شاهر : يعني
هنشوفلك حاجه قريب .. ولا لسه
هادي : لا لسه
بدري .. منا قلتلك ان الامور خاضعة لحاجات كتيرة غير الموهبة .. خاضعة مثلا ..
لمدي قوة موهبتك .. في النفاق والتملق ومدي تأثيرهم .. في علاقاتك.. وحاجات تانيه
كثيرة .. اد اية انا حزين ع الدنيا انها وصلت لكده .. بس انا متأكد ان المسرحية
اللي بكتبها دلوقت في يوم من الايام هتظهر للنوروهتقلب كل موازين الدنيا
(شريف و هدية)
شريف : كل سنه
وشاهر بيه طيب
هدية :( بحزن)
وانت طيب يا شريف بيه
شريف : مالك يا
هدية هانم ..انا حاسس انك متضايقه من اول الحفلة.. .. هل احساسي دا مضبوط
هدية : متضايقه ..
لا ابداً
شريف : ولا فيه
حاجه عماله تفكري فيها .. شئ شغلك ومخلي دايماً عينيك حزينة
( ينظر لعينيها)
هدية : ( تضع عينيها في الارض) سدأني مفيش ..
شريف : طب ممكن
اقول لحضرتك حاجه بس متعتبريش ده تدخل مني في خصوصياتك
هدية : لا ابداً
شريف : فيه حاجه
بينك وبين شاهر
هدية : حاجه زي
ايه
شريف : مشكله ....
زعل ..
هدية : لا لا
ابداً ....
شريف : متنسيش اني
معاشرة سنين طويله وعارفه اكتر منك وممكن استنتج بيتعامل ازاي حتي ولو مع مراته ..
انا برده اقدر اعرف اذا كانت العلاقة مستقرة بينكو ولا لأ
هدية : (هدية تنظر
اليه ثم يكمل)
شريف : تقدري
تقوليلي ايه نظره الحزن دي ..
هدية : منت زي ما
بتقول عارف شاهر اكتر مني ..
شريف : فهمت ..
يعني.. (مؤكداً) يعني كلامي كله صح .. معقوله واحد يبقي في ايده النعمة ويرفضها ..
بيملك جوهرة زيك وميحسش بقيمتها ..
(صفوت وحبيب)
صفوت : بجد .. مع
ان سنك صغير يا حبيب الا انك بسم الصليب خدت وضعك اوي في الكنيسة وفي وقت قليل جدا
حبيب : دي سنه
الخدمة بدهر.. مليانه مشاكل وكلام وشلليه
واسافين .. علي كل حال .. نشكرربنا يا
استاذ صفوت .. اهو كله بصلواتكم
صفوت : صلواتنا
مين يا سيدي .. ( ضاحكا ) هو احنا نعرف ربنا
حبيب : مفيش حد مبيعرفش
ربنا
صفوت : لا.. بس
معرفه عن معرفه تفرق ..
حبيب : الجميع
ممكن يخلصوا ويعرفوا الحق ..
صفوت : يا بني انا
بتعب لما بسمع الكلام ده .. متحسرنيش علي نفسي.. وبعدين تعال هنا ..(بلئم) متحكيلي
..
حبيب : احكيلك ايه
..
صفوت : متحكيلي
علي المواضيع .. الرسامه والكهنوت والكلام الحلو ده
حبيب : .. ابدا سدأني ..
صفوت : دا انا سامع
حاجات عنك .. انما ايه
حبيب : حاجات ..
حاجات ايه يا استاذ صفوت.. خير
(شاهر وهادي)
شاهر : طب اسمع يا
هادي .. انا ممكن اساعدك واكلملك ناس اصدقائي .. ممكن يساعدوك انك تعرض المسرحية
بتاعتك علي المسرح القومي
هادي : لا.. لا يا
شاهر .. مش انا .. بقي معقوله انا اللي بحارب الواسطه والمحسوبيه ..اسعي اني اعرض
مسرحيتي بالواسطه والمحسوبيه
شاهر : دي مفهاش
حاجه يا هادي .. كل الدنيا ماشيه كده
هادي : وعشان
الدنيا بقي ماشية كده دلوقت .. انا لا يمكن امش كده .. الا انا
شاهر : طب .. اتوسطلك عشان ترجع الجريدة تاني
هادي : مستحيل ..
انا عمري ما خون مبادئي ابداً .. ومقبلش اي نوع من الواسطه والمحسوبيه حتي لو هموت
من الجوع .. ان لم تكن الواسطه هي موهبتي ومجهودي فلا فائدة
شاهر : يا هادي
اسمعني بس ..
هادي : ارجوك يا
شاهر .. الموضوع ده مفهوش اي مناقشة
شاهر : براحتك .. طب انت مقلتليش يعني .. المسرحية
اللي انت بتكتبها بتتكلم عن ايه
هادي : مسرحية يا
شاهر بعالج فيها حقيقة مره .. كلنا اكيد هنمر بيها .. لا دحنا جواها فعلا
شاهر : حقيقة مره
.. يا ساتر يا هادي .. انت علي طول كده .. مفيش مره تبقي متفائل شويه
هادي : سدأني يا
شاهر .. الحياة مش مديانا فرصة عشان نكون متفائلين .. انا لازم ابقي واقعي واعيش
الحقيقة كلها بدون تزييف ... خلاف كده يبقي بخون الواقع اللي انا عايشه
(يدخل ابراهيم ليقدم مشروبات ويسمع الحديث الدائر)
شريف : علي فكرة انا لسه برده مصمم علي طلبي
اللي طلبته منك ..
هدية : طلب .. طلب
ايه
شريف : انت علي
طول بتنسي كده يا هدية هانم
هدية : .. مش
فاهمة
شريف : بتنسي صوتي
.. يا هدية ها...... تسمحيلي اقولك هدية بس
هدية : هو انت
اللي بتكلمني في التليفون.....
شريف : واحدة في
ذكائك كان لازم تفهم من بدري اوي
هدية : انا مش
قادرة .. انت ....
شريف : انا عارف
انها مفاجأة .. بس مفيش احلي من المفاجأت .. وسدأيني انت محتاجه حد زي...
هدية : انا مش
عارفة اقولك ايه ..
شريف : انت
تستاهلي حياة احسن من كده مليون مره .. انت محتاجه واحد زيّ يقدرك ويحس بيك .هدية.
انا محتاج اخد ميعاد منك ..
هدية : انا
..............
شريف : (مقاطعاً)
مترديش علّي دلوقت .... ممكن اسمع ردك في
آخر الحفله ...
(صفوت وحبيب)
صفوت : اطمن كل
الاخبار اللي بسمعها عنك خير.. خير.. خير
حبيب : وقعت قلبي
.. يا صفوت
صفوت : معروف
ومحبوب .. ومشهور ومن الناس المرضي عنها
حبيب :نشكر ربنا دا
صحيح .. بس مش هو دا المهم ..
صفوت : امال ايه
اللي مهم ..
حبيب : المهم اني
اكون دايما في الصورة
صفوت:.. بس كمان
مش اي صورة
حبيب :...... (بضحك خفيف)
صفوت : لازم تكون
صورة حلوة وجنب ناس مهمه
حبيب: نشكر ربنا
انا مستحوزعلي حب كل كهنة الكنيسة.. ومستحوز ودا الاهم علي حب وقرب اسقفنا المحبوب
ومتهيألي هي دي السكة الصح
صفوت : الله ينور
عليك ...
حبيب : 7 سنين يا صفوت وانا بحلم بالكهنوت وحاسس ان
ربنا هيتوج خدمتي خلاص .... دا حتي رقم 7 رقم الكمال في الكتاب المقدس
.. وانا حاسس ان دي علامه بعتهالي السما
صفوت: وانت تليق قوي يا حبيب باللبس الاسود والعمه والدقن .. دي الدقن تبقي
جميله قوي عليك
حبيب : غير ان .. الكاهن بيبقي ليه تأثيرع الناس غير
الخادم خالص .. لان ليه سلطان من فوق
صفوت : دا غير العلاقات .. والابهة .. والقيمه
حبيب : دي كلها حاجات جانبية
صفوت : احبك يا حبيب ... حبيب مين بقي ... احبك يا
ابونا.. ابونا .. تحب تسمي نفسك ايه يا حبيب
حبيب : كله بمشيئة ربنا .. دي حاجات سابقة لاوانها ..
وبعدين انا عايز اقولك حاجه
صفوت: اشجيني ..
حبيب : كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله
(شاهر وهادي)
شاهر : يا هادي
الحياة حلوه قوي .. الحياة تحدي .. الحياة زي اي عملية بدخلها .. ويا اما اكسبها
او ياما اكسبها لاني عمري ما خسرت ... متخليش اي حاجه تسرق منك انتصارك بالحياة
هادي : يؤسفني يا
شاهر اني اقولك انك بتبص تحت رجليك .. الحياة دي وهم .. عيشينه ومصدقينه .. وممكن
الوهم ده يتسرق منك في اي لحظه .. وفي غمضه عين.. ساعتها ..تبقي ايه الفايده من اي
شئ عملته في الحياة .. طب انت عارف المسرحية اللي بكتبها اسمها ايه...
شاهر : ايه يا
هادي
هادي : الحقيقة
الدامية .. لمؤلفها هادي صادق
شاهر : يا ساتر.. وعن
ايه بقي
هادي : عن الموت
....... الموت هو الحقيقة الوحيدة اللي في حياتنا ..هو اللي يقدر ينهي كل الماضي
وكل الحاضر وكل المستقبل ... الموت ممكن يجي لاي حد ويسرقه في اي وقت ... للاسف
الموت حقيقة منقدرش ننكرها .. سدأني محدش يقدر يغلب الموت
شاهر: انا اقدر اغلب
الموت .. باني احب الحياة ....
هادي : غلط ..
الموت زي الحرامي .. يجي يسرقك .. ويطير
شاهر : انا عن
نفسي لسه صغير ولسه ادامي العمر وحاسس اني هعيش للابد .. ومستحيل اموت .. انا لسه
ادامي عمليات ومشاريع كتيرة لسه عايزاحققها
هادي : غلط الموت
ملوش دعوة بالسن .. ولا ليه دعوة بعملياتك
ولا مشاريعك اللي عايز تحققها .. الموت ملوش مستقبل ..وفي لحظة تلاقي نفسك ميت ..
شاهر : (مؤكداً)
لا يا هادي .. الحياة دي مستحيل تفلت من ايدي ولا هسمح لشئ انه يضيعها من ايديا ..
او حتي يسرقها مني .. انا علي طول يا هادي كسبان .. والحياة بالنسبه لي هي عملية
مضمونه
هادي : والموت يا
شاهر ياما غلبنا
(إظـــــــــــلام)
(3)
(
يفتح الستار علي فيلا والجميع يقف في مركز المسرح)
يقول شاهر : اسمحولي يا جماعة
صفوت : اسمحلي
حضرتك يا شاهر بيه .. اعمل لقاء سريع جداً مع سيادتك ومع هدية هانم
شاهر : مش وقته يا
صفوت
صفوت : دا لقاء
سريع جداً مش هيتعدي ال10 دقائق ..
شاهر : طب اتفضل
..
صفوت : اهلا بكم
سيادتي آنساتي سادتي في حلقة جديدة من برنامجنا ( معنا الليلة ) بنستضيف النهردة
رجل الاعمال الكبير السيد / شاهر الدهبي ... تصفيق يا جماعة .. والسيدة حرمه/هدية
الدهبي سيدة المجتمع .. تصفيق يا جماعة ..
وابدأ واسألك
شاهر بيه .. كيف بدأت رحلة الكفاح ومن
اين .. تصفيق يا جماعة
شاهر : انا بدأت
رحلة كفاحي من الصفر ويمكن من تحت الصفر كمان
هادي : ايوه ..
بدأها م الاسكيمو
شاهر : بدأت اكافح
واحفر في الصخر .. لحد ما وصلت لما انا فيه دلوقت وحطيت هدف في بداية حياتي وهو
المكسب .. المكسب وبس .. انا بدات براس مال صغير جداً ولكن بتصميمي علي هدفي وصلت للـ
انا فيه دلوقت
صفوت : طب وهدية
هانم
هدية : انا ....
شاهر : هدية كانت
رفيقة الكفاح.. شفنا بعض وحبينا بعض واخيراً ...
كسبتها
صفوت : الحياة
بالنسبه لك ايه يا شاهر بيه
شاهر : .. جميلة وخصوصاً لوكانت مليانه بالمكاسب والعمليات
الناجحة.. هي دي الحياة بالنسبه لي
صفوت : طب والحياة
بالنسبه لك يا هديه هانم
هدية : الحياة هي
الحب و الحب هو الحياة .. الاحساس بالتاني (تنظر لشاهر).. واننا نشعر ببعض .. دا
اللي يخلينا نقدرع الحياة وعلي تعبها
شاهر : انا شايف
بقي ان الحياة بالنسبه لهدية هي انا ..
انا عملية مضمونة بالنسبه لها بس لو هي تستغلها صح
صفوت : وبالنسبه
................
(يدخل المعلم صبحي مرة اخري منتفخاً ويقول)
المعلم صبحي :
مساء الخيرعلي البهوات
شريف : هو انت
محرمتش يا راجل انت
المعلم صبحي :
ولمؤاخذه .. انا في بيت شاهر بيه
شاهر : اهلا يا
معلم .. مجتش بدري ليه
المعلم صبحي : لا
يا باشا انا جيت .. بس انا اتهزأت واطردت من بيتك يا باشا
شاهر : ومين عمل
كده .. ومين يقدر يعمل كده
المعلم صبحي :
شريف بيه يا باشا
شريف : (بتردد)
اصل انت معرفتش هو عمل ايه يا شاهر بيه
شاهر : مهما كان
اللي عمله .. مهما كان .. تطرده يا شريف من بيتي
شريف : يا شاهر
بيه ...
شاهر : لا .. لا..
ميصحش كده .ميصحش.
المعلم صبحي:
وقاللي ان سيادتك موافق علي كده كمان
شاهر : امم .. (ينظر
لشريف)
المعلم صبحي: وقال
ان سيادتك مستواك انحدر قوي عشان بتعرف ناس زي حضرتي(بإفتخار)
شاهر:(ينظر لشاهر)
وايه كمان .. يا معلم
المعلم صبحي :
اكمل .. اكمل يا شاهر بيه
شاهر : ايوه كمل
يا معلم
المعلم صبحي: يعني
الناس دي مش غرب .. مهو اصله الكلام خصوصي شوية
شاهر : لا .. مش
غرب .. كمل
المعلم صبحي : يعني
اقول(لشريف)
شاهر : بقولك .. قول
يا معلم ..
المعلم صبحي :
وشريف بيه خد حصه الاسمنت بتاعة الكنـيـ........
شريف:(يقاطعه
ويجري عليه ليغلق فمه).. يا راجل .. دا
وقت كلام في الشغل بردة ..
حبيب : لوسمحت يا
شاهر بيه .. المعلم صبحي ده راجل مش مضبوط .. داحنا حتي كنا لسه بنتكلم دلوقت .. انا
وشريف بيه عليه....
المعلم صبحي :
الله الله .. ايه الكلام العوج يللاه انت ..
حبيب : يللاه..
شريف : (مبرراً
للمعلم صبحي ) راجل مش مضبوط .. ازاي يخش بالطريقة دي ويبوض يوم جميل زي دا
هادي : انا شامم ريحه حاجه مش نظيفه .. ولازم اعرفها (مؤكداً)
صفوت: في عرضك يا هادي .. وحياة عيالك .. بطل
شاهر : (ينظر
للجميع لحظة ويقول) طيب طيب ع العموم يا
معلم احنا لينا اعده تانيه مع بعض بعد الحفلة.. خلينا نكمل البوفية .. واحنا لسه
ادامنا وقت طويل .. اتفضلوا يا جماعة
( وهم يهموا بالخروج يشعر شاهر بألم في قلبه)
شاهر : اه .. ا ه
.. الحقوني يا جماعة الحقوني ( يسقط علي المسرح)
هدية : شاهر ..
شاهر
صفوت : شاهر بيه
.. سمو الامير
شريف : (ينظر اليه
وهو صامت)
المعلم صبحي : شاهر
باشا
حبيب : بسم الصليب
حصله ايه
هادي : شاهر .. وسعوا
يا جماعة شوية.. عشان الهوا (يحاول ان يفتح له ازرار القميص) طب بينا يا جماعة
نطلعه في اوضته وحد يطلب الدكتور بسرعه
(يخرجوا حاملين شاهر ما عدا شريف يتصل بالدكتور)
شريف : آلو......الدكتور رفيق انا شريف الكامل يا
دكتور .. مشوقت اهلا ولا سهلا .. لو سمحت تعال بسرعه فيلا شاهر بيه الدهبي لانه وقع فجأة وسطنا .. شكرا يا دكتور .. احنا
مستنينك .. بسرعة لوسمحت (يخرج مسرعاً)
( المسرح فارغ – اضاءة خافته – موسيقي ترقب)
(صوت الدكتور من خارج المسرح)
الدكتور رفيق :انا
اسف يا هدية هانم .. انا اسف يا جماعة .. شاهر بيه تعيشوا انتو اثر ازمة قلبية
حادة
(تبداً موسيقي حزينة والمسرح لا يزال خالي ويدخل
الجميع في بطء وحزن شديد وتبكي هدية وهي جالسه )
المعلم صبحي : (مخبطا بكفيه) لا حول الله .. لا حول الله
(ويدخل هادي بعدهم بلحظة ويقول)
هادي: شاهر مات ..
شاهر مات (يتحرك حولهم) .... شاهر مات يا
ناس – شاهر مات يا ناس
شريف : اهدوا يا جماعة ..
متخلوش صدمه موت شاهر فجأة .. تهزنا ..
وتخلينا منعرفش نفكر .. دا امر واقع ولازم نتقبله ونواجهه
هادي : مات .. مات .. قبل ما
يفهم اللي قلتهولوا .... ....ملحقش يفهم ان الموت له حسابات تانية خالص .. له حسابات تانيه خالص ..
شريف : مش وقته الكلام دا يا
بتاع انت
صفوت : (متأثراً جداً) يا شريف
بيه دا شئ صعب اوي .... انا مش قادر اتحمل اللي شوفته .. انا مش قادر اصدق ... شاهر بيه الدهبي .. فجأه .. يروح مننا كده في
غمضه عين
هدية : آه .. آه يا شاهر
المعلم صبحي: الله يرحمه ..
كان راجل امير ..
حبيب : أرحمنا يارب..
هادي: يرحمنا علي ايه ..
بقولكوا شاهر الدهبي بكل جبروته وعظمته وفلوسه ونفوذه .. وقع وسطينا في لحظه
هدية : مش معقول شاهر .. شاهر
هادي : .. في غمضه عين ..
مفيش حاجه حامته .. لا وسطه جامده .. ولا
ملايننه المتلتله .. مفيش حاجه حامته من الموت
شريف : قول كده بقي .. شكلك
كنت بتحقد عليه..
صفوت : يا شريف بيه .. انا مش
مصدق اللي حصل .. مش مصدق
المعلم صبحي : اللهم لا
اعتراض .. خليك مؤمن يا استاذ
شريف: يا جماعة .. شاهروقع وهو في كل جبروته ومجده ..شاهر بيه وقع
وهو جبار وحاسس انه عمره ما هيموت
المعلم صبحي: عندك حق يا شريف
بيه .. كان راجل تقيل ومالي مركزه ..
هادي : وهي دي الكارثة
شريف :.. الكلام الخايب ده مش
هيفيد .. اللي حصل حصل .. ع الاقل دلوقت حد مننا يبلغ الجرايد عشان النعي يلحق
ينزل بكره .. ولازم نتصل باقرب مستشفي عشان يقوموا بالاجراءات كلها
هادي : يا خسارة
حبيب : وانا هبلغ الكنيسة
ولازم اتصل بسيدنا عشان يحضر الجناز .. شاهر بيه برده مكنش شويه و كانت علاقتة
ممتازة بسيدنا.. وخيره ع الايبارشية بحالها .. شاهر بيه بوضعه ده يحتموا ان
الجنازة لازم تكون جنازة كبيرة ومش عادية
هادي : يا خسارة
هدية : شاهر مات انا مش قادرة
اصدق مش قادرة اصدق ( تنهار اكثر)
(يدخل ابراهيم خادم الفيلا مولولاً ومخبطاً علي رأسه
ويدور حولهم وهو يقول)
ابراهيم : .. آه يا حبيبي يا شاهر بيه .. آه يا غالي يا شاهر
بيه .. يا حبيبي ( محدثهم ) ياما عطف علّي
.. ياما ساعدني .. ياما شالني في الزنقة انا واخواتي .. آه يا حبيبي يا شاهربيه
المعلم صبحي:.. ايه
يلاه .. انت لسه عايش
شريف : (يمسكه بقوة
) احنا ناقصينك انت راخر..احنا ناقصينك.. روح اترمي هناك ومش عايز اسمع حسك .. فاهم
..
ابراهيم : حاضريا
بيه .. يا حبيبي يا شاهر بيه .. (وهو ذاهب جانب المسرح.. ويستمر يخبط علي راسه
ويجلس وهو يحرك راسه يمينا ويسارا في صمت)
هادي : يا خسارة..هو دا المهم
.. الاجراءات والاسقف هيحضرولا لأ وشكل
الجنازة ايه (لحبيب) بذمتك لو كان شاهر ده واحد فقيروبسيط كنتوا اهتميت كل
الاهتمام ده بيه ..
شريف :.. لازم نقوم بالحاجات
دي بسرعه .. انا هتحرك قبل ما الوقت يتأخر اكتر من كده (يهم بالخروج)
هدية : آه .. آه .. يا شاهر
شريف : (مغيراً رأيه بسبب سماعه
لآهات هدية) طب ممكن اي حد يروح غيري وانا هستني هنا .. يمكن يحتاجوني في حاجه
ابراهيم : آه .. يا حنين يا
شريف بيه .. يا امير .. يا طيب
هادي :.. مش هتفرق كتير ..
نعمل الاجراءات بسرعه ولا لأ .. لان شاهر مات .. مات خلاص .. و مش مستنينا لما
ندفنه .. مابقاش وراه لا مواعيد ولا اجتماعات ولاعمليات .. خلاص شاهر مات وخسر آخر عملياته وكل عملياته
المعلم صبحي : (بحزن شديد )
مهو ولمؤاخذه لوفضل كده .. هيعفن وريحته هتطلع يا استاذ
ابراهيم : يا حبيبي يا شاهر
بيه .. هتعفن يا حبيبي .. مكنش يومك يا خويا
شريف: بقولك ايه .. انا مش
عايزك تفتح بقك خالص
ابراهيم : حاضر يا بيه ..
حاضر
هادى : وانت السادئ .. دا
احنا اللي ريحتنا طلعت واحنا لسه عايشين
حبيب : يا استاذ هادى ده مش
وقت فلسفه .. خلى عندك ايمان ..
شريف : ( حديثه لهادى ) قصدك
ايه يا بتاع انت .. بأن ريحتنا طلعت واحنا
لسه عايشين
هادى : قصدى يا شريف بيه ان
احنا كلنا ميتين زى شاهر بالضبط ..ومنفرقش كتير عنه ... كلنا مدفونين جوة الحياة
.. الحياة هى الوهم اللى ضحكنا بيه على نفسنا
واللي صدقناه وعيشينه لحد دلوقت
شريف : (بغضب) ايه يا راجل يا
مجنونالكلام ده
هادى : (يذهب اليه ويقول) واضح
ان انت برده لسه ميت .. ومش فاهم حاجه خالص
شريف : اخرس ( يلطمه على وجهه
) اتكلم بأدب مع اسيادك يا حقير
ابراهيم : يالهوي بتضربوا بعض
والراجل ميت علي سريره فوق .. مكنش العشم يا صحابه .. مكنش العشم يا صحابه
المعلم صبحي : الله الله الله
.. هو انت طايح في الخلق كده ليه يا شريف بيه
شريف : وانت مالك انت يا راجل
يا...
المعلم صبحي: لا بقلك ايه متزودهاش.....
صفوت :( بانفعال ) لا..لا يا شريف
بيه مش للدرجه دى .. متوصلش انك تضرب هادى ..
شريف : بقولك ايه يا صفوت
......
صفوت : (مقاطعا بقوه) انا
اللي بقولك يا شريف بيه .. ان هادي كلامه صح .. واحنا كلنا غلط ..غلط
شريف : (متضحا كذبه) يا جماعة
.. محدش مقدر الموقف الصعب اللى احنا فيه دلوقتى .. ولا حد فيكوا متأثر بموت شاهر
صديقنا العزيز .. حرام عليكو .. حسوا على دمكوا بقي
(تنظرهدية الى شريف بنظره شرسه و صعبة و ينتبه شريف
لنظرة هدية ويعدل ياقة القميص ويتنحنح)
هادى : هتعيشوا لحد امتى كده
.. متخلوش نشوة الحياه تموتكوا و تخسركوا الحقيقة .. متضحكوش على نفسكوا (يكررها
متاثراً جداً )
المعلم صبحي: متعملش في نفسك
كده يا استاذ .. شكلك كنت بتعز شاهر بيه قوي .. وحياتك كلنا كنا بنعزه
صفوت : هادى .. هادى متعملش
فى نفسك كده ارجوك متعملش في نفسك كده
حبيب : يا اخوتى الكتاب
المقدس بيقول والموت هو ربح
صفوت : مش في حالتنا دى يا
حبيب .. بجد .. المره دي بجد يا جماعه ..
(الكل ينظرون اليه) .. ايوه .. احنا في موقف صعب جدا .. صديق لينا وهو في كامل جبروته و قوته و صحته
ينتهى في لحظه بالشكل المهين ده ..
هادى : شاهر مات .. وسابلنا السؤال الصعب عايش .. نعيش الحياة
بكل ما فيها وننسى الموت .. ولا يفضل الموت معشش جوه كل سنين حياتنا
صفوت : (متاثراً جداً ) موت
شاهر فجأه .معرفش عمل في ايه. صدمني . هزنى ..كسّرنى مليون حته .. وخلاني افكر في
حاجات عمرى ما فكرت فيها ... صحيح انا عايش الحياة بكل ما فيها .. ودا لانى حسبتها كويس قوى. وفهمت اصول اللعبه...
حسبتها على انها عمليه زي عمليات شاهر. ولازم اكسبها باى طريقه وعلى حساب اى شئ ..
و كنت كل ما اشوف صاحبي هادى وهو عايش بمبادئه واخلاقه . اضحك .. لانى عارف انه
ودى نفسه في ستين داهيه بسبب حبه كلام فارغ مصدأه. و اتأكد انى صح ..والنتيجه انى
بقيت انا. صفوت مشهور بكل كيانى ونجاحى ده .. وهادى فضل هادى بكل فشله وضياعه ده
.. تفتكروا كنت اختار ايه ... كنت اكسب الحياة ولآ اخسرها.. طبعاً كان لازم اكسب
.. اكسب كل حاجه
ابراهيم: الله يرحمك يا شاهر
بيه .. يا غالي .. يا حبيبي
شريف : (بغيظ) بقولك اسكت ..
اسكت (ثم يقول ومتضحاً كذبه ) يا جماعه حرام .. حرام .. نفضل نتكلم كده وشاهر صديق
عمرى ميت فوق علي سريره .. حتى راعوا شعور هدية هانم وهى في انهيارها ده واسمحولى
.. اسمحولي اتآسف بالنيابه عنكم ليها ..
احنا آسفين ( موجهاً حديثه لهدية ) علي كل اللى بنعمله في حق المرحوم شاهر وفي حقك
يا هدية هانم .. احنا فعلا اصدقاء غير اوفياء
ابراهيم: آه يا حبيبي يا شاهر
بيه..يا وفي .... يا مخلص .. يا ملاك.. (موجهاً كلامه لشريف)
هدية : .. كفاية بقي كفاية
شريف : فعلا كفاية ( محدثا
ابراهيم ) هوانت مش هتجبها البر يلا انت ..
هدية : انت ( مؤكده ) انت بس اللى غير وفى (وهي في
تأثر شديد)... (وتحاول ان تكمل)
شريف : (مقاطعاً ) هدية
هانم ما تخليش الصدمه تخرجك عن وعيك
هدية : وانت اللى عامل الصديق
المخلص لشاهر
شريف : هدية هانم.......
هدية : الاستاذ المحترم صديق
عمر شاهر كان عايز..
ابراهيم : كنت عايز تعمل ايه
يا شريف بيه .. كنت عايز تعمل ايه..
شريف : هدية .....
هدية : اسمي هدية هانم ..
ابراهيم : انا عارف كل حاجه
.. يا خسارة ع الصداقة يا جدعان
شريف : ولاه .. انت هتهلفط
هتقول ايه ..
ابراهيم : نفسي اتكلم مره بقي
وانا مش خايف من حد
شريف : بامارة ايه يلا .. منت
طول عمرك ملكش تمن .. جي تعمل لنفسك قيمة علي حساب اسيادك
ابراهيم : لا يا باشا ... بس
انا مخلص ووفي لولي نعمتي .. (للجميع) شريف بيه يا بهوات صديق شاهر بيه كان بيحاول
مع هدية هانم
شريف : الكلام ده مش حقيقى
ابراهيم : لا حقيقي
شريف : بقي تكدبوني انا
وتصدقوا واحد ميسواش نكلة زي ده
ابراهيم : كلنا ادام ربنا
واحد يا شريف بيه
حبيب : الكلام ده حقيقى يا
شريف بيه؟ اتكلم. (مستفهماُ).
شريف : بقولكوا ايه .. هو كل
واحد هيعمل راجل علّي شوية علي .. انا ما بخفش .. ما بخفش .. ايوه انا كنت بحاول .. بحاول اساعدها
و اعطف عليها .. واحاول اخرجها من النكد اللى كانت فيه.. ادينى قولت على السر
الخطير.. حد بقي هيقدر يعملى حاجه ..لا
انت تقدر .. ولا انت تقدر .. ولا انت تقدر .. ولا حتى الشحات ده يقدر ( هادى ) ولا
انت يا حقير تقدر(لابراهيم).. ولاّ يمكن
شاهر هو اللى هيقدر دلوقتى وهو ميت .. ميت ..في ستين داهيه .. وهو ده واحد يتزعل
عليه دا انتوا المفروض ترموه للكلاب تنهش لحمه .. دى حتى الكلاب تأرف تأربله .. دى
ما كنش يستاهل يعيش يوم واحد انتوا فكرين انه كان راجل محترم .. دا كان
................
هدية : اخرس ..شاهر جوزي اشرف
منك مليون مرة..........
حبيب : توصل بيك الخطية
للدرجه دي يا شريف بيه .. تشتهي امراة صديقك
المعلم صبحي: الله الله الله
.. دانت طلعت منيل بستين نيلا يا سي شريف
شريف : بقلك ايه احترم نفسك
يا راجل انت ..
المعلم صبحي : يا عم .. ما
تشوف نفسك الاول .. دانت طلعت راجل هزوء
شريف : (يذهب اليه محاولا ان
يمسكة من ملابسه) لا .. انت لازم تتربي
المعلم صبحي: (يدرك صبحي ذلك
ويتقدم ويلف يده اليمني علي رقبته ويحركه لاسفل ويقول) انا صبرت عليك كتير .. وانت
اللي لازم تتربي بقي ..
شريف : سيبني .. سيبني ..
هموت .. هموت
صفوت : سيبه يا معلم سيبه..
المعلم صبحي : لازم .. تتأسف
الاول
صفوت : يا معلم سيبه لوسمحت
..
المعلم صبحي : .. لا ممكن
ابدا .. يتأسف الاول
صفوت : طب انا هتأسف بالنيابه
عنه .. انا اسف . سيبه بقي
المعلم صبحي: (يتركه) ... شريف
ده محدش يعرفه اد حضرتي .. داحنا يا ما اشتغلنا مع بعض ... وبالذات في شغل الكنايس
.. احلي شغل .. مليان بركه .. وطول عمري بشتغل وانا نظيف .. لحد ماقابلت المأبلس ده
.. هو اللي بوضني .. وخلاني اسرق في اسمنت الكنايس .. ويوم ما جيت اقوله حرام ..
وربنا مش هيبارك .. انطرني وراح للمعلم لطفي
.منك لله يا شريف .. هتروح من ربنا فين.. يكررها ...
شريف : (بعد ان يتمالك نفسه)
هو انتوا كلكوا هتطلعوا ملايكه وبجناحات بيضا.. و شاهر قديس وانا اللى هطلع شيطان
.لا... دا كان هو الاستاذ وانا التلميذ وهو اللى علمنى كل حاجه وكان استاذ في غش
مواد البنا اللي بتروح للكنايس.... .. بس انا بقي كنت بكرهه .. بكرهه .. لانه كان
دايماً بيحسسنى اني اقل منه .. لكن انا اللي كنت احسن واعظم منه مليون مره .. وكان
لازم احاول معاكى انت و معاكى انت بالذات علشان اكسره و انتقم منه واشفى غليلى
.. وبعدين تنكرى انك كنت هتتجوبى معايا..
كنتى هتلينى .. تنكرى .. عملالى شريفة وانت خاينه
هدية : اخرس .. اخرس .. اخرس .. كان جوايا صراع مر .. بين كلام
شريف واهتمامه بي في كل مكالمه.. وحياتي
مع شاهر المليانة عذاب ورميه لي في كل لحظه .. منكرش انى فكرت وكنت عايزة اموت
نفسي بايدي.. ايوه فكرت وده في حد ذاته خيانه .. خيانه لربنا ولنفسى و لشاهر ..
ايوه انا خاينه .. خاينه .. خاينة
حبيب: وكمان طلعت حرامي وبتسرق
في اسمنت الكنايس.. وانا اللي كنت فاكرك بتخدم ربنا بامانه وضمير.. (متذكرا).. اتاري
.. اما كنا بندق اي مسمار في حيطه الكنيسة يا دوبك ندقه من هنا الا ويطلع من
الناحية التانيه عدل.. اكننا بندق في شويه رمل ..(يمد يده للامام ويقول بسلطان) ركباك
اللعنه .. ركباك اللعنه يا شريف .. وابقي قابلني لو عبرت ابنك ماجد تاني ..(ببراءة
) وهقول لسيدنا عليك ..
شريف : (ببرود) طز فيك يا
استاذ حبيب
حبيب : (بسلطان).. نٌشتم
فنبارك .. ربنا يسامحك
ابراهيم : يا لهوي .. امال
انا اعمل ايه في نفسي . اروح بين البهوات دول فين .. طول عمري مليش تمن .. طول
عمري محتاج حاجات ملهاش عدد .... ومعنديش اي حاجه ممكن تديني قيمه.. (ساخرا)
معنديش الا شوية صحة .. طب وافرض يا واد يا ابراهيم الصحة راحت ولا جالك المرض
اللي ما يتسماش .. خلاص (ساخراً).. يبقي كل شئ راح .... انا ولا حاجه .. طول عمري خدام
ومتهان ... طول عمري مطاطي وراسي في الطين .... وعايش بس عشان اقدر اسد جوعي وجوع اللي ورايا ...(ينظر
للسماء) متبصلي بقي .. ولا انا هفضل طول عمري كده ميت ومليش تمن
حبيب : اطمن يا
ابني (لابراهيم ويطبطب علي كتفة) فعلا .. الناس
.. الناس ..مش محتاجه خادم ملتهب .. الناس محتاجه حاجه اكبر من كده .. الناس
محتاجه كاهن .. ايوه محتاجة كاهن يقوم
يلبي احتياجات الناس دي كلها.. ويجبرهم بسلطان انهم يخرجوا م الموت اللي همه فيه..
.. عشان كده انا بطلب من ربنا وبطلب من نفسي اني اركز شويه في سكة الرسامة عشان
ألحق الناس دي كلها قبل ما تضيع .. آمين ( بأسلوب خطابي)
(ينظر هادي اليهم ويعطي تعبيربرأسه انه لا فائدة وينظر
للجميع باستغراب شديد ويقول..)
هادي : شفتوا .. شفتوا ان
احنا كلنا ميتين ..شفتوا ان كل واحد فينا مليان
بالسؤال الصعب .. الحياة بالنسبه لينا حلم عيشينه .. والموت معشش جوانا ..معشش بين
ضلوعنا.. موت علي طول بيهزمنا .... كلنا جوانا
صراع طويل مبينتهيش وجوانا دايما الاختيار بين الصح والغلط .. والنور والظلمة .. بين الحياة والموت .. لكن للاسف ياما الموت غلبنا (مشيراً لهم).. وخسرنا
الحياة الحقيقية..
---------------------------------
(الجميع علي
المسرح مع بداية الكلمات الملحنه الآتية)
ابتدينا م النهاية والسؤال الصعب بينا
الحياة بالنسبة لينا سكة مفروشة بآملنا
ولا هو الموت معشش جوه كل سنين حياتنا
والطريق في نهايته توهه جوه روحنا وجوه ذاتنا
نعمل ايه وايدينا عاجزة انها تمسك فـ مرسي
كلنا عايشين فـ غربة والحياة خلتنا ننسي
(شكل
النهاية جاري الاتفاق عليه)
(تمـت)
0 Comments